د محمد حافظ ابراهيم
يبدو أن التعليم عن بعد ليس تجربة ناجحة، حتى اليوم فى الدول العربيه على الأقل، فثمة مشكلات كثيرة تحول دون قدره تحصيل الطلاب ما عليهم تحصيله من خلال هذا النمط الجديد في تلقي العلوم عن بعد . و حيث فرضت جائحة كورونا نمطًا جديدًا من الحياة على الاصعده المختلفة، لكن أكثر من تأثر بها هي فئة الطلاب بالمراحل التعليمية المختلفه ، إذ اضطر الطلاب إلى الجلوس في المنازل، وتلقي التعليم عن بعد. لكن يبدو أن هذه التجربة لم تكن ناجحة بصفه عامه .
ففي مملكه المغرب، أظهرت نتائج دراسة حول نجاعة التعليم الجامعي عن بُعد خلال فترة الحجر الصحي أن 79 في المائة من الطلبة الجامعيين راضون إلى حدّ ما، و لكن غير راضين تمامًا عن النتائج النهائيه . ووفق النتائج الأولية للدراسة التي أنجزها ستة أساتذة بالتعليم العالي وشملت 200 أستاذ جامعي و1340 طالبًا، 10 في المائة فقط من الطلبة عبّروا عن ارتياحهم لما تحقق، وقال 28.4 في المائة من الطلبة إنهم تأخروا جدًا في مواكبة المقرر الدراسي، في مقابل 8.3 في المائة قالوا إنهم واكبوا دروسهم بشكل عادي. وقال طالبان من كل ثلاثة طلاب إنهم عانوا مشكلات في الاتصال بشبكة الأنترنت.
واوضحت التجربه إن التعليم عن بُعد تجربة اضطرارية، أجبرتنا عليها ظروف جائحة كورونا، وهي ربما حققت قليلًا من التواصل بين الأستاذ والطالب، لكنها لم تجاوز بالفعل تقنية التواصل إلى مرحلة تحقيق المُراد من الحصة التعليمية وأهدافها، إضافةً إلى عوائق التخلف العامة في البلاد، من ضعف شبكة الانترنت ، والانقطاع الطويل للتيار الكهربائي، وعدم قدرة شريحة كبيرة من الطلاب على اقتناء أجهزة كومبيوتر أو هواتف ذكية خاصة ، لذا فأنها غير مجديه حتى اليوم إلا في حال توافرت سبل إنجاحها.
اللقاء المباشر ضروري : ثمة من يضيء على مزايا للتعلم عن بعد، أبرزها أنه يوفر مادة علمية للطلاب طوال الوقت ويسمح بالتواصل بين المعلمين والطلاب طوال الوقت، فلم يعد التواصل بينهم يقتصر على ساعات اليوم الدراسي . ويوضح المتحمسون لهذه التجربة إن التعليم عن بعد يحد من القلق والتوتر الذي يتعرض له الدارسون في مواقف التعليم التقليدية، ويمنحهم هدوءًا يساعدهم على التركيز . لكن البعض يتحدث عن أسباب اجتماعية و نفسية تدفعه إلى عدم الاقتناع بالتعليم عن بعد. حيث إن الهدف التربوي يحتاج إلى اللقاء المباشر، وإلى تحقيق الغاية الشعورية الجسدية اللمسية الأدائية التعبيرية لتوصيل المعلومة.
آراء متعارضة : يبدو أن هذا الراى لا يوافق آراء جميع الأساتذة المغاربة الذين شاركوا في الدراسة المذكورة . فقد رأى 66.6 في المائة من هؤلاء الأساتذة الذين شملتهم الدراسة أنهم راضون عمومًا عن النتائج المحققة من التعليم عن بُعد. وعبر 61.5 في المائة من هؤلاء الأساتذة عن عدم موافقتهم الآراء التي تقول إن التعليم عن بُعد لم ينجح في تعويض التعليم الحضوري .
نظرًا إلى الوضع الراهن لفيروس الكورونا، فنأمل بسياسة موحده تقرر وتفرض على وزارات الطاقة والتربية إلزامية تأمين الكهرباء الدائمة، وتقوية شبكات البث والانترنت، وتأمين أجهزة الحاسوب الشخصي لكل طالب عندئذ يمكننا الحديث عن نجاح تعليم من بعد .
هناك بعض النصائح للاستفادة من العام الدراسي الجديد و هى :
- ضع الخطوط العريضة لخططك وأهدافك : ضع أهدافاً قصيرة المدى وطويلة المدى؛ لأن التخطيط أمر مفيد على جميع المستويات، وتجاهل مرحلة التخطيط هو خطأ كبير يقع فيه عدد من الطلاب. ويعد التخطيط الأسبوعي قاعدة جيدة يجب اتباعها من خلال التجربة لمدة أسبوعين، الأسبوع الأول لا يتضمن أي تخطيط، وفي الأسبوع التالي خطط لروتينك اليومي مسبقاً، وحدد الأولويات وحدد المواعيد النهائية لترى الفرق بين التخطيط وعدمه.
- العمل على تنمية مهارات إدارة الوقت : إذا كنت تعاني من تسويف الأمور فإن العام الدراسي الجديد هو الوقت المثالي للتخلص من هذه العادة المزعجة. يتطلب شحذ مهاراتك في إدارة الوقت بالتأكيد تحتاج الى بعض الجهد والوقت، ولكن بدون هذه المهارات ستعم الفوضى وتصبح الدراسة مهمة أصعب.
- تجهيز مكان الدراسة : من الأفضل شراء مستلزمات الدراسة مقدماً حتى يتسنى تنظيم بيئة العمل بشكل مريح، لنفترض أن مكان الدراسة المفضل هو سريرك – رغم أنه ليس المكان المناسب – مع توفير جهاز كمبيوتر محمول على السرير. في هذه الحالة، تأكد من أن كل ما تحتاجه لدراستك اليومية قريب من السرير ليكون في متناول يديك.
- الجمع بين العمل الفكري والجسدي : بعض الناس يحبون الرياضة والبعض الآخر لا يحبها. نظراً لأن الدراسة تتطلب عملاً فكرياً مستمراً، فمن الأفضل تضمين بعض النشاط البدني ليتخلل ساعات الدراسة.
- طلب المساعدة من المعلمين وزملائك في الفصل : لا يوجد ما تخجل منه إذا كنت بحاجة إلى المساعدة مع عدم الخوف من طرح الأسئلة وطلب المساعدة بشأن الأمور التي لا تفهمها. لتحقيق هدف التعلم الجيد .
- تكوين صداقات جديدة : إذا كنت شخصاً خجولًا، فقد يكون تكوين صداقات جديدة تحدياً حقيقياً لك، يمكنك الانضمام إلى أندية الجامعة وفقاً لاهتماماتك. عندما يشترك الأشخاص في نفس الاهتمامات، يكون بدء محادثة مع شخص ما أسهل كثيراً نظراً لأنه من المحتمل أن يشبهك كثيراً.
- ابدأ تجربة جديدة : إذا كان لديك الكثير من الاهتمامات، حاول مساعدة شخص ما، وساهم في الأعمال التطوعية مثل التدريس للطلاب الأصغر سناً، أو ابدأ وظيفة جديدة، فمن المهم استغلال إمكاناتك لتطوير الذات.
- طوّر استراتيجياتك الخاصة لمكافحة التوتر : إدارة التوتر وتحقيق التوازن في حياتك هي مهارة جيدة جديرة بالتعلم ويتعامل الناس مع التوتر بشكل مختلف فالبعض يمارس الرياضة، والبعض يلتقي بالأصدقاء بعد اليوم الدراسي، بينما يفضل البعض الآخر مشاهدة مسلسلاتهم التلفزيونية المفضلة، يمكن لأي من هذه الأشياء تقليل التوتر، لهذا يجب اكتشاف ما الأمور التي تقلل التوتر لديك.
#جائحة كورونا،