أخباراقتصاد عربيبورصةتأمين

  أحمد عبدالله : تأمينات الحياة فى العالم تواجه تحديات مابعد كورونا

 

 

     كتبت ــ إيمان الواصلى :

 

ضرورة إسراع شركات الحياة بالبحث عن منتجات جديدة تبث الحياة فى أقساط التأمين

 المنتجات التقليدية لاتفى بمتطلبات العاملين فى الأعمال الحرة وجيل الشباب وفئة المسنين

 التقنيات الحديثة تتيح فرصا واعدة للشركات لتحسين كفاءتها التشغيلية وتعزيز تجربتها مع العملاء

 

      ظلت جوانب صناعة تأمينات الحياة وكذلك أقساطها ثابتة لعدة سنوات ، وفى ظل إنخفاض أسعار الفائدة اليوم يجد عملاء التأمين أن وثائق الإدخار التقليدية أصبحت  أصبحت غير جذابة ، فمن الصعب إقناع أشخاص أصحاء بأنهم بحاجة إلى تأمين على الحياة ، فليس من المستغرب إذن أن تقوم شركات التأمين بإعادة تقييم ماتقدمه من تغطيات   الحالية لتنشيط نمو أقساط تأمينات الحياة .

يقول الخبير الإقتصادى ورئيس مجلس إدارة المهندس لتأمينات الحياة السابق أحمد عبدالله : يتغير مشهد الخطر باستمرار ، حيث يتزايد الحجم النسبي لجيل الألفية ،  و يرتفع متوسط العمر المتوقع،و يتسع نطاق اقتصاد العمل الحر. و تؤثر جميع هذه العوامل على احتياجات عملاء التأمين الحاليين. و تسعى شركات التأمين بالإضافة إلى دورها التقليدي كدافع للتعويضات

ويقول  أحمد عبدالله ــ  أن تتولي أدوار  أخرى  كشريك ومانع للمخاطر من خلال دمج منتجات تأمينات الحياة التي تؤمّن الثروة والصحة ونمط الحياة مع أنواع أخرى من وثائق تأمينات الحياة ، موضحا أن شركات التأمين الوافدة الجديدة بدأت تترك بصماتها على الصناعة بتوفيرها حلول مبتكرة وفريدة من نوعها ، ومع ذلك لم تستطع تلك الشركات أن تخلع شركات التأمين التقليدية من عرشها حتى الآن . و لكي تحافظ شركات التأمين على هذا الوضع يجب عليها أن تتعاون مع شركائها في النظام البيئي لتعزيز الكفاءات اللازمة لتقديم حلول مقنعة وحديثة للعملاء.

 

ويستطرد عبدالله بقوله أن تفضيلات العملاء تتطور أيضا  أيضاً بسرعة ، ومن ثم يجب على شركات التأمين الاستجابة بسرعة لهذه التفضيلات للاحتفاظ بحصتها في السوق ، ومن الطبيعى أن  يتوقع حاملو الوثائق عند تعاملهم مع شركات التأمين أن تكون تجربتهم  أكثر ملاءمة و جاذبية , وتعتمد بصورة أكبر على التعامل الرقمي . فهم يريدون خدمات متاحة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع عبر القناة التي يختارونها، بمعنى أن عملاء اليوم هم الذين يحددون طرق التحول إلى أحدث نماذج الأعمال. ونتيجة لذلك ، فقد بدأت شركات تأمينات الحياة تبتعد عن التغطيات الروتينية السابقة التي اقتصرت تفاعلاتها على مطالبات الوفاة فقط ، وبدلاً من ذلك أصبحت تفكر في لحظات الحياة ذات المغزى لحاملي الوثائق لتقديم حلول جديدة مصممة خصيصاً لهم.

  ويلفت أحمد عبدالله إنتباهنا إلى جزئية مهمة بقوله أن تفاعل شركة تأمينات الحياة التقليدية مع عملائها قد يكون قليلا وعلى فترات متباعدة ، ولكن مع ظهور منتجات تأمينية أبسط ، أصبح من الضرورى  زيادة وتيرة الاتصال مع العملاء،و علاوة على ذلك  يجب أن تكون تفاعلات العميل مع شركة التأمين الآن سلسة وخالية من الاحتكاك .

 وردا على سؤال لــ ” رجال الأعمال ” قال أحمد عبدالله : علينا أن نكون صرحاء مع أنفسنا ومع متابعينا من العملاء الحاليين والمرتقبين ، وأيضا المهتمين بالشأن التأمينى . لقد ظلت أقساط صناعة تأمينات الحياة راكدة لفترة طويلة بمعدل نمو حقيقي يقدر بـ 0.2٪ فقط في عام 2018، و فقد منتج الادخار التقليدي الكثير من جاذبيته  بسبب انخفاض سعر الفائدة ، لذا أصبح لزاماً على شركات التأمين أن تبحث عن منتجات بديلة لبث حياة جديدة في أقساط التأمين. لقد تغيرت الصناعة نفسها مع تغير مشهد المخاطر وأصبحت شركات التأمين تحتاج إلى التوافق بشكل أفضل مع بيئة الأعمال الناشئة ، وإدارة تفضيلات العملاء المتغيرة ، وتحسين الكفاءة التشغيلية.

وبصراحته المعهودة .. قال أحمد عبدالله :  يجب علينا أن نؤمن ونتيقن بأن العالم يتغير من حولنا بسرعة كبيرة غير عادية ، فقد ظهرت قطاعات جديدة من العملاء  لهم مجموعة متنوعة من المتطلبات مثل قطاع العاملين في اقتصاد “العمل الحر،   فقد كشفت دراسة أجريت في عام 2018 أن أكثر من ثلث العمال الأمريكيين ينتمون لاقتصاد الأعمال الحرة سواء كانت وظائفهم أساسية أو ثانوية . وعادة لا يستطيع العاملون في هذا القطاع الحصول على مزايا جماعية أو تأمين صحي برعاية صاحب العمل مما يعني أن لديهم فجوة في التغطية التأمينية . ومن قطاعات عملاء التأمين الفريدة الأخرى التي لديها احتياجات مختلفة اختلافًا كبيرًا ــ قال أحمد عبدالله ــ  جيل الشباب الذين ينتمون للألفية الجديدة بالاضافة الى فئة المسنين . ونظراً لأن المنتجات التقليدية لا تفي بمتطلبات هؤلاء العملاء ، فإن شركات تأمينات الحياة تعمل على تحديث محافظ المنتجات بعروض أكثر صلة بتلك القطاعات و مصممة خصيصا لهم.

 

 ويختتم أحمد عبدالله حديثه بالتأكيد على أن الصناعة نفسها بدأت بالفعل تتغير ،  فقد أصبح العملاء أكثر انفتاحاً و تقبّلاً لمشاركة بياناتهم الشخصية مع شركة التأمين لزيادة التحكم في المخاطر و الاستفادة من خدمات الوقاية ، و يمكن لشركات التأمين استخدام هذه المعلومات لكي تتولي دوراً بارزاً في حياة العملاء.

و كلما زاد ذكاء العملاء تكنولوجياً كلما تطورت تفضيلاتهم ، فهم يبحثون الآن عن تجارب شاملة ومنتجات وخدمات معدّة خصيصا لهم ،  مما يعني أن شركات التأمين يجب أن تعيد التفكير في استراتيجياتها الحالية . ورؤيتى أن تطورات البيانات الضخمة والتحليلات والذكاء الاصطناعي و تقنية block chain تتيح فرصاً واعدة  لشركات التأمين لتحسين كفاءتها التشغيلية وتعزيز تجربة العملاء.