أخبارصحة

خطورة المصابين بكورونا المستجد بدون أعراض

د محمد حافظ ابراهيم

 

كشفت دراسة طبية، أن ثلث الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد لم تظهر لديهم أي أعراض، لكنهم كانوا يحملون شحنة فيروسية موازية لأولئك الذين ظهرت عليهم أعراض مرض “كوفيد 19”. وشملت الدراسة عينة من 303 أشخاص في كوريا الجنوبية، ممن سبق لهم أن أصيبوا بفيروس كورونا المستجد الذي ظهر في الصين، أواخر عام 2019 .

 

وركزت الدراسة التي أشرف عليها الدكتور سيونغجي لي، من جامعة “سونتشونهيانغ”  في كوريا الجنوبية على بؤرة إصابات لدى مجموعة متدينين كوريين جنوبيين في دايغو في فبراير 2020 . وكانت السلطات قد قررت عزل المصابين الذين يظهرون أعراضا طفيفة أو من دون أعراض في مبنى خصصته الحكومة، وقام أطباء وممرضون بمراقبة دقة تطور الأعراض لديهم، كما رصدوا حجم الشحنة الفيروسية باستمرار. وكان معدل الأعمار في المجموعة التي خضعت للدراسة في كوريا الجنوبية 25 عاما . ومن أصل 303 أشخاص، لم تظهر أي أعراض لدى 89 شخصا، أي ما نسبته 29  في المائة.

 

وبما أن الناس التزموا الحجر إلى حين الحصول على نتائج فحص سلبية، تمكن الطاقم الطبي من تمييز الحالات التي يظهر أصحابها أعراضا في مراحلها الأولية عن الذين لا يظهرون أي أعراض تماما . حيث كان 21 شخصا ممن شخصت إصابتهم بالفيروس من دون أعراض في بادئ الأمر لكن ظهرت عليهم أعراض في وقت لاحق .

 

وأشار الباحثون إلى أبرز خلاصة في هذه الدراسة هي أن مستويات تركيز الفيروس لدى الأشخاص المصابين من دون أعراض شبيهة بتلك الموجودة لدى المرضى الذين تظهر عليهم الأعراض . لكن رصد شحنات فيروسية في الأنف أو الحلق أو الرئتين لا يعني بالضرورة أن هؤلاء الأشخاص قادرون على نقل العدوى .

 وتأتي هذه الدراسة فيما يواصل الباحثون دراساتهم حول قدرة الأشخاص الذين لا يعانون الأعراض على نقل العدوى إلى الغير، لاسيما أنهم لا يعطسون ولا يعانون السعال، لكنهم يخالطون الآخرين بشدة .

 44 % من العاملين بالمستشفيات الأمريكية المصابين بكورونا لا تظهر عليهم أعراض : ووجدت دراسة جديدة أجريت على 13 مركزًا طبيًا في الولايات المتحدة أن 6 ٪ من الموظفين أثبتت إصابتهم بفيروس كورونا الجديد، وأن ما يقرب من نصفهم (44 ٪) ليس لديهم أي فكرة عن إصابتهم بـCoV-2، ففي الدراسة تم إجراء اختبار الأجسام المضادة في الدم لأكثر من 3200 طبيب وممرض وموظفين آخرين في المستشفى بين أوائل أبريل ومنتصف يونيو، ووجد الباحثون أن 1 من كل 16 من الاختبارات جاءت إيجابية ، وأن 29٪ من تلك النتائج الإيجابية ظهرت لدى الأشخاص الذين قالوا إنهم لم تظهر عليهم أعراض تشير إلى الإصابة بـ COVID-19.

 

العاملين بالمسشتفيات الأمريكية : وتباينت معدلات الإصابة بين الموظفين بشكل كبير بين المستشفيات ، حيث تراوحت بين 0.8٪ فقط في أحد المراكز إلى أكثر من 31٪ في مركز آخر، ووفقًا لمؤلف الدراسة ، ومن المحتمل أن يعكس ذلك مستوى انتشار الفيروس التاجي في المدينة التي يخدمها كل مستشفى.

 

ومع ذلك ، كان هناك شيء واحد واضح، وهو أن استخدام الأقنعة والعباءات والقفازات وغيرها من معدات الحماية من قبل الموظفين أدى إلى انخفاض معدلات الإصابة، وعندما واجهت المستشفيات نقصًا في معدات الحماية الشخصية ارتفعت إصابات COVID-19.

 

وأوضح الدكتور روبرت جلاتر ، الذي يعمل في مستشفى لينوكس هيل في مدينة نيويورك: أن الحصول على إمدادات كافية من معدات الوقاية الشخصية أمر حيوي من أجل التخفيف من المخاطر المتزايدة التي يواجهها جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية على الخطوط الأمامية . وقال هذا يمثل أحد التحديات الرئيسية المستمرة التي تواجه المستشفيات والمراكز الطبية مع استمرار الوباء .