أخبارصحة

السيلينيوم والالياف يقلل من مخاطر السرطان وأمراض القلب والزهايمر

د محمد حافظ ابراهيم

 

هناك 3 مخاطر صحية تلوح في الأفق مع التقدم في السن و هى السرطان وأمراض القلب والزهايمر، وتشير الدلائل إلى أن اتخاذ قرارات تتعلق بنمط حياة صحي يوفر بعض الحماية من هذه الامراض .

 

ويعطي التقدم في السن العديد من الفوائد، مثل الحكمة وتنمية العلاقات الهادفة. وعادة ما تزاحم هذه المزايا مخاوف من التدهور العقلي والجسدي . ومع ذلك، فإن الآثار الضارة للشيخوخة بعيدة كل البعد عن هذه الحكمه و الحتمية .

 

ووجدت الأبحاث و الدراسات الحديثه أن تناول السيلينيوم و الالياف بانتظام يقلل من خطر الإصابة بعوامل الخطر الثلاثة المذكورة . حيث ان السيلينيوم هو معدن أساسى موجودا بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة، وكذلك متاحا كمكمل غذائي . وقد يساعد في تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان وهو ارتباط يُعزا إلى قدرة السيلينيوم على تقليل تلف الحمض النووي والإجهاد التأكسدي، وتعزيز جهاز المناعة وتدمير الخلايا السرطانية .

 

ويوصف الإجهاد التأكسدي بأنه خلل في الذرات غير المستقرة، تسمى الجذور الحرة، ومركبات تسمى مضادات الأكسدة في الجسم، والتي يمكن أن تؤدي إلى تلف الخلايا والأنسجة. حيث انه بمراجعة دراسات عديده شملت أكثر من 350000 انسان، أن ارتفاع مستوى السيلينيوم في الدم مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والرئة والقولون والبروستات . ومن المهم ملاحظة أن هذا التأثير كان مرتبطا فقط بالسيلينيوم، الذي يُحصل عليه من خلال الأطعمة الصحيه ، وليس المكملات.

 

وقد يساعد اتباع نظام غذائي غني بالسيلينيوم والالياف في الحفاظ على صحة القلب ، حيث رُبطت مستويات السيلينيوم المنخفضة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. حيث انه في تحليل 25 دراسة  ، ارتبطت زيادة بنسبة 50% في مستويات السيلينيوم في الدم، بانخفاض بنسبة 24% في خطر الإصابة بأمراض القلب . وقد يقلل السيلينيوم أيضا من علامات الالتهاب في الجسم وهو أحد عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب و السرطان . حيث أظهرت دراسة على أكثر من 433000 انسان يعانون من أمراض القلب، أن تناول مكملات السيلينيوم  الطبيعيه يقلل من مستويات بروتين سي التفاعلي . ويشير هذا إلى أن السيلينيوم قد يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، عن طريق خفض الالتهاب والإجهاد التأكسدي في جسمك.

 

وأظهر السيلينيوم أيضا نتائج واعدة في الحد من مخاطر الإصابة بمرض ألزهايمر، وهو اضطراب دماغي تدريجي لا رجعة فيه يدمر مهارات الذاكرة والتفكير ببطء . ويُعتقد أن الإجهاد التأكسدي له دور في كل من ظهور وتطور الأمراض العصبية، مثل مرض باركنسون والتصلب المتعدد ومرض الزهايمر . حيث أظهرت العديد من الدراسات أن مرضى ألزهايمر لديهم مستويات منخفضة من السيلينيوم في الدم .ووجدت بعض الدراسات الحديثه أن مضادات الأكسدة في كل من الأطعمة الصحيه والمكملات الغذائية، قد تحسن الذاكرة لدى مرضى ألزهايمر .

 

ووجدت إحدى الدراسات أن تناول مكمل غذائي واحد من الجوز الغني بالسيلينيوم ، يحسن الطلاقة اللفظية والوظائف العقلية الأخرى لدى المرضى الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف .

 

وارتبط نظام البحر الأبيض المتوسط ​​الغذائي، الغني بالأطعمة الصحيه الطبيعيه من الفواكه و الخضروات الطبيعيه و التي تحتوي على نسبة عالية من السيلينيوم، وكذلك المأكولات البحرية والمكسرات و الحبوب الكامله، بانخفاض خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.

 

الألياف القابلة للذوبان تساعد على حرق الدهون : غالباً ما يشار إلى الدهون الحشوية باسم دهون البطن، وهي نوع من الدهون شديدة الخطورة نظراً لموقعها في الجسم . ومع ذلك، فإن تناول مزيد من أنواع محددة من الطعام يمكن ان يساعد على حرقها . حيث هناك الكثير من الأطعمة التي يجب تجنبها للمساعدة في التخلص من دهون البطن ، ولكن لا يوجد كثير من المعلومات عن الأطعمة التي تساعد على حرق هذه الدهون. وفقاً للدراسات الحديثه وخبراء الصحة و الاطباء، فإن تناول مزيد من الألياف القابلة للذوبان يمكن أن يساعدك على حرق  الدهون .

 

الألياف : تنقسم الألياف إلى فئتين: قابلة للذوبان، وغير قابلة للذوبان، ويتفاعل كلاهما مع الماء في الجسم بطرق مختلفة. ولا تختلط الألياف غير القابلة للذوبان بالماء، وتعمل كعامل تكتل . ويساعد هذا النوع من الألياف في تكوين براز صحي، ويسمح له بالمرور عبر الأمعاء بسهولة.

وتمتزج الألياف القابلة للذوبان مع الماء، وتشكل مادة تشبه الهلام، مما يبطئ عملية الهضم. وعندما تصل الألياف القابلة للذوبان إلى القولون، يتم تخميرها بواسطة بكتيريا الأمعاء إلى أحماض دهنية قصيرة السلسلة، هذه الأحماض الدهنية هي مصدر رئيسي لتغذية خلايا القولون.

وتشير الدراسات الحديثه إلى أن الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة تساعد في زيادة مستويات هرمونات الشبع، مثل كوليسيستوكينين: «جي إل بي – 1» و«بي واي واي»، التي قد تساعد في تقليل الدهون الحشوية عن طريق قمع الشهية.

 

ووجدت الدراسة أنه مقابل كل زيادة بمقدار 10 غرامات في الألياف القابلة للذوبان التي يتم تناولها يومياً، تنخفض الدهون الحشوية بنسبة 3.7 في المائة على مدار خمس سنوات.

 

ويمكن الحصول على عشرة غرامات من الألياف القابلة للذوبان عن طريق تناول تفاحتين صغيرتين، وكوب واحد من البازلاء الخضراء، ونصف كوب من فاصوليا ، وفقاً للباحثة الرئيسية الدكتوره كريستين هيرستون، وهي أستاذة مساعدة في الطب الباطني في مركز «ويك فورست بابتيست» بالولايات المتحدة الأميركية.

 

وتشمل المصادر الغنية بالألياف القابلة للذوبان: الشوفان، ونخالة الشوفان، ونخالة الأرز، والشعير، والحمضيات، والفراولة، والبطاطس . ويزود البشر البكتيريا بأرض تكاثر مثالية، بينما تساعد البكتيريا في العناية بالعمليات الغذائيه و الامتصاص و كذلك إنتاج الفيتامينات ومعالجة النفايات بالجسم .

 

وهناك عديد من أنواع البكتيريا المختلفة، ويرتبط وجود مجموعة أكبر من بكتيريا الأمعاء بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض مثل السكري من النوع 2، ومقاومة الأنسولين، وأمراض القلب . وإن استهلاك مزيد من الألياف القابلة للذوبان يعني الحصول على مجموعة أكبر من البكتيريا، ويحقق نتائج صحية أفضل، بما في ذلك المساعدة على فقدان دهون البطن.