الأكاديمية المصرية د/ نادية حلمى توجه شكر للرئيس (بوتين) ونائب وزير الخارجية (سيرغى بريانكوف) لدعوتها رسمياً
تحليل الدكتورة/ نادية حلمى
رسالة شكر شخصية من الأكاديمية المصرية الدكتورة (نادية حلمى)/ الخبيرة فى الشئون السياسية الصينية، كممثلة وحيدة فقط تمت دعوتها من مصر وجميع دول الشرق الأوسط (موثقاً بالصور، ومرفقاً به صورة رسمية من سؤال الدكتورة نادية إلى السيد/ سيرغى ريابكوف “نائب وزير الخارجية الروسى” وإجابته عليه)
أتوجه بها (شخصياً) إلى الجهات الدبلوماسية الدولية الآتية لتوجيههم دعوات “دبلوماسية دولية رسمية” لى، وإتاحة الفرصة لى للإستماع إليهم، ومناقشتهم أمام المجتمع الدولى، بشأن: (مستقبل علاقاتهم ببعضهم البعض، وإدارة علاقاتهم مع واشنطن ما بعد أزمة (كوفيد – 19)، وهم:
الرئيس الروسى “فلاديمير بوتين” (ومحاولتى تقديم “نظرية سياسية جديدة” إليه، ولبروفيسوره “إلكسندر دوغين” (العقل المدبر له ولسياسات الكرملين كما عرف به عالمياً، تختلف عن مبادئهما وتوجهاتهما)، وزارة الخارجية الروسية، وبالأخص السيد/ سيرغى ريابكوف “نائب وزير الخارجية الروسى”، برلمان دول أمريكا الوسطى، جمهورية غواتيمالا، غرفة التجارة الأمريكية فى روسيا، مجلس الأعمال الأمريكى – الروسى (ومقره الولايات المتحدة الأمريكية)، مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأنكتاد- ومقره سويسرا)، بعنوان:
“”روسيا لن تشارك فى أى ألعاب تهدف إلى عرقلة تنمية العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية لإرضاء الولايات المتحدة، وترفض طرح مثل هذه السؤال”
أستاذ مساعد العلوم السياسية بكلية السياسة والإقتصاد/ جامعة بنى سويف- خبيرة فى الشئون السياسية الصينية- محاضر وباحث زائر بمركز دراسات الشرق الأوسط/ جامعة لوند بالسويد- مدير وحدة دراسات جنوب وشرق آسيا
فوجئت الباحثة المصرية منذ يومين تحديداً بوصول (دعوة سياسية ودبلوماسية دولية) رفيعة المستوى، يتبناها بالأساس (الجانب الروسى الرسمى، ممثلاً فى: مؤسسة الرئاسة الروسية، ووزارة الخارجية الروسية)، وتحديداً من قبل السيد/ سيرغى ريابكوف – “نائب وزير الخارجية الروسى”، ودعا إليها مسئولين سياسيين دوليين رفيعى المستوى، وممثلين عن وزارات خارجية وبرلمانات دول (أمريكا اللاتينية والوسطى). إندهشت حقيقةً عن سبب توجيه تلك الدعوة لى بــ (شكل شخصى) كممثلة وحيدة فقط عن مصر والشرق الأوسط، بل ومع بعد الجانب المصرى (نسبياً) عن تفاعلات دول أمريكا اللاتينية وأمريكا الوسطى، لذا، تساءلت الباحثة المصرية عما إذا كانت روسيا الإتحادية وزعيمها الرئيس الروسى (بوتين) قد أرادوا ربما (إيصال رسالة) ما إلى دول المنطقة؟.
ومما يعزز من صحة ومصداقية هذا الفرض السابق للباحثة المصرية، هو ذلك (البيان الختامى) الرسمى الذى خرج به المؤتمر المشار إليه، والذى لخص من خلاله عدة تساؤلات، حول:
1- لماذا يجب أن تتعاون روسيا وأمريكا اللاتينية مع واشنطن ما بعد إنتشار جائحة كورونا؟،
2- ولماذا يجب أن يتم تشكيل ما يعرف بـــ “توازن قوى جديد” تبعاً لهذه الظروف المتغيرة؟،
3- ولماذا يجب إشراك الولايات المتحدة الأمريكية معنا فى وضع أجندة التعاون بين روسيا ودول أمريكا اللاتينية؟
ولعل هذا السؤال الأخير، كان أكثر ما أدهشنى تحليلياً بالنظر للتنافس الشديد ما بين الصين وروسيا من جهة، والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى فى دول أمريكا اللاتينية والوسطى.
*** وجاءت الإجابة أو البيان الختامى للمؤتمر ملخصاً ذلك: بأنه:
(لأول مرة فى التاريخ الحديث، تواجه البشرية تهديداً واسع الإنتشار من مرض معد، والذى، وفقاً للبيان الصادر من “صندوق النقد الدولى“، أدخل الحضارة الحديثة على الفور فى عصر جديد يسمى بـــ “العزلة الكبرى”. لذا، جاء إجتماعنا اليوم لمناقشة “السيناريوهات المحتملة للتنمية فى حقبة ما بعد كوفيد – 19”، وكان من الواضح أنه فقط من خلال العمل معاً، ستتمكن البلدان من التعامل بفعالية مع عواقب تلك الأزمة. وفى هذا الصدد، وبحسب المراقبين، تقع مسئولية إضافية على عاتق الدول التى تلعب دوراً مهماً على الساحة السياسية والإقتصادية العالمية، بما فى ذلك “الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ودول أمريكا اللاتينية”. ومن الواضح أنه من الضرورى “بناء توازن قوى جديد يتناسب مع الوضع الدولى الراهن”. وفى إطار هذا المؤتمر، تم “التخطيط لتحديد المجالات التى يمكن لروسيا والولايات المتحدة ودول أمريكا اللاتينية أن تشكل فيها أجندة إيجابية للتعاون متعدد الأطراف”).
– وأهم الموضوعات التى ستناقشها الباحثة فى هذا التقرير البحثى بالترتيب (محاولة الجمع بين خبرات نظرية وعملية دولية)، هى كالآتى:
– أولاً: تحليلى الشخصى الهام عن أسباب دعوتى دبلوماسياً للمشاركة، ومحاولتى الإجابة عن سؤال:
لماذا دعونى بالأساس؟ ولماذا لم تتم دعوة (الجانب الصينى) لمناقشة مستقبل علاقات روسيا وأمريكا اللاتينية مع واشنطن؟، بالنظر لتلك العلاقة الحميمية والإستراتيجية الوثيقة بين موسكو وبكين (وتوثيق صور المؤتمر، وتوثيق صورة سؤالى الشخصى “كتابةً” الذى وجهته لنائب وزير الخارجية الروسى/ سيرغى ريابكوف، ورد سياده عليه موثقاً بالصور)
– ثانياً: تجربة شخصية فريدة متعلقة بخلفيات ما قبل وصول الدعوة الدبلوماسية، أردت نقلها إليكم كى تتعلموا منها درساً فريداً وجديداً، أعادت ثقتى بذاتى (ودور الصينيين فى ذلك)
– ثالثاً: وجهة نظرى التحليلية حول الرئيس الصينى (شى جين بينغ) وماذا تعلمت منه وطبقته حرفياً من واقع خبرات شخصية، والإجابة عن سؤال: ما سلاحه فى التواصل مع العالم والجماهير؟، ومدى إنطباق ذلك على تجربتى الشخصية معه؟
– رابعاً: تقديمى لنظرية سياسية جديدة للرئيس الروسى “فلاديمير بوتين” ولبروفيسوره “إلكسندر دوغين” المعروف بأنه (العقل المدبر لسياسات الرئيس “بوتين” والكرملين الروسى) من واقع خبرات شخصية تختلف عن مبادئهما، ومحاولتى الإجابة عن سؤال:
ما هو سلاح “بوتين” فى التواصل مع العالم والجماهير؟، ومدى إنطباق ذلك على تجربتى الشخصية معه؟
– خامساً: تحديد جميع الجهات المسئولة عن توجيه الدعوة الدبلوماسية الدولية الرسمية لى، وأهم المناقشات التى دارت بشكل مختصر (وتقديم وجهة نظر إيجابية من خلال وقائع وخبرات شخصية حول الصين والولايات المتحدة الأمريكية)
– أولاً: تحليلى الشخصى الهام عن أسباب دعوتى دبلوماسياً للمشاركة، ومحاولتى الإجابة عن سؤال:
لماذا دعونى بالأساس؟ ولماذا لم تتم دعوة (الجانب الصينى) لمناقشة مستقبل علاقات روسيا وأمريكا اللاتينية مع واشنطن؟، بالنظر لتلك العلاقة الحميمية والإستراتيجية الوثيقة بين موسكو وبكين (وتوثيق صور المؤتمر، وتوثيق صورة سؤالى الشخصى “كتابةً” الذى وجهته لنائب وزير الخارجية الروسى / سيرغى ريابكوف، ورد سياده عليه موثقاً بالصور)
بعد قراءة هذا البيان الختامى السابق للمؤتمر، كانت أول وأهم الأسئلة التى طرحتها على نفسى بعمق، وأشرككم معى فى المنطقة كرأى عام وصناع قرار، للتفكير معى فى وضع إجابات عليها، هى:
1- ولماذا لم تتم دعوة (الجانب الصينى) لمناقشة مستقبل علاقات روسيا وأمريكا اللاتينية مع واشنطن؟، بالنظر لتلك العلاقة الحميمية والإستراتيجية الوثيقة بين موسكو وبكين
2- بل ولماذا تمت دعوتى أنا شخصياً من الأساس؟، مع تأكيد (الجهات الرسمية والدبلوماسية الدولية) على مشاركتى فى هذا المؤتمر الدولى رفيع المستوى، والتنبيه على للمشاركة عدة مرات.
3- وما أدهشنى حقاً هو تلك (اللهجة الحادة والصارمة) التى كان يتحدث بها السيد/ سيرغى ريابكوف – “نائب وزير الخارجية الروسى” عند حديثه عن واشنطن، مع حرصه التام على الحديث بـــ (شكل إيجابى عن الصين)، وحرصه فى الردود سواء كتابةً أو حديثاً على (إستمرار توجيه النقد لواشنطن)، رغم أن المؤتمر قد أقيم من الأساس لبحث (مستقبل التعاون الإيجابى) بين الدول المعنية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
4- وحتى أكون أمينة وصادقة معكم تماماً، فإن عنوان هذا التقرير جاء (إقتباساً حرفياً) من إجابة السيد/ سيرغى ريابكوف – “نائب وزير الخارجية الروسى” رداً على أهم سؤال (خبيث) وجه له بشأن: هل يمكن أن تتعاون روسيا مع واشنطن ضد الصين لعرقلة علاقتها مع أمريكا اللاتينية؟
فجاءت إجابة السيد (بريانكوف) حرفياً بلا أى تحريف من جانبى، عندما رد قائلاً بالحرف:
“روسيا لن تشارك فى أى ألعاب تهدف إلى عرقلة تنمية العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية لإرضاء الولايات المتحدة، وترفض طرح مثل هذه السؤال”
وبصراحة شديدة، فهذه الإجابة قد أعجبتنى بشدة، وقمت بـــ (التصفيق لها من مكانى)، بإبتسامة عريضة، بأن (روسيا تفهم تحديداً ما يرمى إليه الأمريكان نحو الصين).
5- ولعل أكثر ما زاد من حدة التحليل القائم لدى، هو: من الذى دفع بالأساس لتوجيه الدعوة لى، ولماذا؟ (هل روسيا أم واشنطن، مع إستبعاد فرضية دول أمريكا اللاتينية والوسطى بالطبع)؟… رغم أننى غير مختصة (بالأساس وغير ملمة أكاديمياً بشكل دقيق) بتفاعلات دول أمريكا اللاتينية والوسطى؟
6- ومن هنا، فأنا أعتقد أن الجميع يبقى متفقاً معى هنا بشكل أو بآخر، بأن من وجه لى الدعوة كان يقصد من خلالها (علاقتى على المستويات الرسمية والشخصية والأكاديمية مع بكين)؟
7- وبناءاً على التحليل السابق، فأنا قد توصلت لنتيجة نهائية مفادها: أن هناك رسالة ما ربما قد أرادوا منى إيصالها، لا أعلم تحديداً هل هى للطرف الصينى (الذى وصلته الرسالة بالفعل وقرأها جيداً)، أم (لكل الأطراف المصرية والعربية وفى المنطقة)، وها أنا ذا، أقوم بتوصيل الرسالة تلك إليكم…. رغم إدراكى فعلياً، بأن علاقاتنا مع أمريكا اللاتينية والوسطى مازالت ضعيفة، ولم ترقى بعد إلى مستوى علاقات إستراتيجية كاملة.
لذا، فأنا أنتهز هذه الفرصة وأشجع قياداتنا العربية على طرق باب أمريكا اللاتينية، وأتوجه من خلالها للرئيس المصرى (السيسى) ولقياداتنا فى مصر، بأن هناك رسالة تصل بأن أبواب أمريكا اللاتينية والوسطى مفتوحة أمامكم، وبأنهم يرحبون بكافة أوجه التعاون معكم، والتعرف على أهم (التكتلات الإقتصادية) هناك، والتى لخصت مجملها فى الجزء الأخير من هذا التقرير، لبحث أوجه التعاون المتاحة معهم بترحيب (أمريكى – روسى) وربما بإتفاق تم بينهما، مع إستمرار تساؤلى:
ولماذا لم يقوموا بدعوة الصين، ودعونى أنا نيابةً عنها؟
8- وقبل أن أختم كافة تساؤلاتى التى (ربما) ستدهشكم جميعاً من حجم جرأتها، فأنا قد ربطت تحليلياً بين دعوة سابقة وصلتنى أيضاً، وبين دعوة روسيا إلى، فلقد تمت دعوتى (رسمياً) قبل يومين فقط من وصول دعوة روسيا وأمريكا اللاتينية السابقة إلى من قبل (الجانب الهندى)، وذلك فى عدد خاص لمجلة رسمية وإستراتيجية فى الهند، ومن المعروف حجم (العلاقات الإستراتيجية بين الهند والولايات المتحدة الداعمة لها فى مواجهة الصين)، بسبب إضطرابات ومشاكل الحدود بينهما وخلافه، من أجل عمل لقاء رئيسى رسمى لى يتصدر غلاف مجلة هندية رسمية (كشخصية رئيسية محورية فى هذا العدد) للإجابة عن محاور العلاقات والصراعات الهندية – الصينية، وعلاقات الرئيس الصينى “شى جين بينغ” ودبلوماسيته الشخصية فى تعامله مع رئيس الوزراء الهندى “ناريندرا مودى”.
وسأنشر لكم العدد الهندى كاملاً فور صدوره رسمياً، وتحديداً الجزء الخاص بالتساؤلات “المحرجة والحساسة”، عن هذه العلاقات، والذى أرسلت جميع إجاباته بالفعل منذ عدة أيام للأصدقاء الهنود فور نشره الشهر القادم كإلتزام أدبى منى، وسيشارك بالكتابة فيه دبلوماسيين هنود وصينيين الشهر القادم فى سبتمبر، للإحتفال بمرور (70 عاماً على بدء العلاقات بين الهند والصين)، مما جعلنى أيضاً أتساءل عن سبب إختيار الهند لى كشحصية محورية لعمل اللقاء – وكطرف أجنبى وحيد – حول علاقات الهند بالصين فى ظل وجود دبلوماسيين وشخصيات صينية رفيعة المستوى ستشارك أيضاً بمقالات فى هذا العدد؟
إسم الصورة: صور من أسماء المشاركين الدوليين، وعنوان المؤتمر رسمياً، بعنوان: مستقبل أجندة التعاون البنائى بين (الولايات المتحدة الأمريكية، أمريكا اللاتينية، روسيا) ما بعد أزمة (كوفيد – 19)
– وأبرز المشاركين، بالترتيب وفقاً للصورة الرسمية للمؤتمر: نادية دى ليون (رئيس برلمان أمريكا الوسطى)، ميلفن إنريك ريدوندو (السكرتير العام لمنظمة “التكامل الإقتصادى” بأمريكا الوسطى)، دانييل روزيل (رئيس مجلس الأعمال الأمريكى – الروسى)، ياروسلاف ليسوفوليك (مدير برنامج نادى فالادى للمناقشة)، ليلا رولدان فاسكيز (سفيرة سابقة بالخارجية، رئيس مجموعة الدراسات الأوراسية)، ريتشارد كوزول ورايت (مدير قسم الإستراتيجيات التنموية والعولمة بمنظمة “الأنكتاد” بالأمم المتحدة، ومقرها سويسرا)، سيرغى ريابكوف (نائب وزير الخارجية الروسى)، ألكسيس رودزيانكو (رئيس غرفة التجارة الأمريكية فى روسيا)
إسم الصورة: صورة من نشاط المؤتمر، توضح عنوان المؤتمر رسمياً، مستقبل أجندة التعاون البنائى بين (الولايات المتحدة الأمريكية، أمريكا اللاتينية، روسيا) ما بعد أزمة (كوفيد – 19)
إسم الصورة: صور المؤتمر رسمياً يظهر فيها السيد/ سيرغى ريابكوف – “نائب وزير الخارجية الروسى”، السيد/ ألكسيس رودزيانكو – “رئيس غرفة التجارة الأمريكية فى روسيا”، دانييل روزيل (رئيس مجلس الأعمال الأمريكى – الروسى)، ياروسلاف ليسوفوليك (مدير برنامج نادى فالادى للمناقشة)
إسم الصورة: صور المؤتمر رسمياً يظهر فيها ممثلى “وزارة الخارجية الروسية”، ريتشارد كوزول ورايت (مدير قسم الإستراتيجيات التنموية والعولمة بمنظمة “الأنكتاد” بالأمم المتحدة، ومقرها سويسرا)، السيد/ ألكسيس رودزيانكو – “رئيس غرفة التجارة الأمريكية فى روسيا”
ومما يعزز من صحة جميع تلك الفرضيات بالنسبة لى، هى مشاركتى السابقة منذ أقل من شهرين سابقين تحديداً – بصفتى الأكاديمية المعروفة بها دولياً، كخبيرة فى الشئون السياسية الصينية – فى نموذج (محاكاة الحرب) بين واشنطن وبكين، بإختيار (أمريكى) هذه المرة بالأساس، وكممثلة وحيدة أيضاً عن مصر وبلدان الشرق الأوسط، ربما لتوصيل رسائل محددة أيضاً إلى الصين ودول المنطقة، وقمت (فعلياً) بالكتابة عنه، وعن كافة تفاصيله بإستفاضة شديدة، وأعتقد أن رسالتى قد وصلت تقريباً يومها إلى الجميع.
ولعل أكثر ما أدهش الباحثة المصرية الآن، هو (حرص المجتمع الدبلوماسى الدولى) على توجيه (دعوات رسمية دبلوماسية) لى للمشاركة فى كافة الفعاليات المرتبطة بالتخطيط والتفكير لــ (شكل النظام الدولى) ما بعد (كوفيد-19).
حيث أننى وكما ذكرت أنه قد سبقت تلك الدعوة الروسية السابقة دعوة (رسمية هندية) أيضاً تلقتها الباحثة المصرية بالفعل – كإتفاق بين الجانبين الهندى والصينى – لعمل (لقاء كامل ومقابلة شخصية معى) مكونة من (خمس أسئلة رئيسية) للإجابة عليه ونشره فى عدد خاص، حول: (بمناسبة الإحتفال بمرور 70 عاماً على بدء العلاقات الدبلوماسية الهندية – الصينية) والتفكير فى ملامحها ما بعد (كوفيد-19) بمشاركة عدد من (أبرز الدبلوماسيين الهنود والصينيين وكبار مسئولى وزارات خارجيتها)، وسينشر اللقاء رسمياً فى المواقع الرسمية الهندية فى شهر سبتمبر القادم بإذن الله، كتاريخ بدء العلاقات بين الجانبين، وسيتم إرسال نسخة من لقائى فى العدد الخاص الذى سيتم إطلاقه بمناسبة ذلك – كما تم تبليغى – إلى السفارة المصرية فى بكين ونيودلهى ووزارة الخارجية المصرية، نظراً لإختيار الهند والصين لى معاً للإجابة على أسئلة حوار علاقات الدولتين فى عدد خاص يشارك فيه كبار ممثلى وزارة الخارجية الهندية والصينية.
وربما أننى قد (إنتهزت فرصة مشاركتى) فى مؤتمر مستقبل العلاقات بين روسيا وأمريكا اللاتينية مع واشنطن لـــ (طرح سؤال مهم وخطير متعلق بالهند)، وشبه الإتفاق على أن يكون المدير العام القادم والقيادة التنفيذية لـــ “منظمة الصحة العالمية” هو شخص (هندى) بدلاً من المدير العام الحالى للمنظمة الأثيوبى “تيدروس أدهانوم” الذى تتهمه واشنطن بمجاملة الصين والوقوف فى صفها ضد المجتمع الدولى، وإقراره بعدم مسئوليتها عن إنتشار جائحة كورونا حول العالم، مما دفع لإنسحاب واشنطن إحتجاجاً ضد “تيدروس أدهانوم” ورفضها دفع مخصصاتها المالية للمنظمة العالمية.
حيث جاء (سؤالى الذى وجهته كتابةً بالأساس – أرسل لكم صورة منه بالأسفل – إلى المشاركين من واشنطن، والسيد/ سيرغى ريابكوف – “نائب وزير الخارجية الروسى”)، بشأن:
*** هل تعتقدون أن تغيير السيد/ تيدروس أدهانوم (مدير عام منظمة الصحة العالمية) الحالى، وتعيين (مواطن هندى) بدلاً منه سوف يغير وجهة نظر واشنطن تجاه “منظمة الصحة العالمية” بالنظر لعلاقات واشنطن الإستراتيجية الوطيدة مع الهند؟
فجاءت الإجابة على سؤالى الذى أنشره لكم بالأسفل (مختصرة ودبلوماسية وموجزة)، بأن كل شئ يتوقف على نتيجة (الإنتخابات الأمريكية) القادمة. مع التأكيد أيضاً بأن واشنطن قد إنسحبت قبلها من منظمة (اليونسكو)، فهذا أمر متعلق بالسياسات الأمريكية.
صورة من السؤال الرسمى الذى وجهته الباحثة المصرية الدكتورة/ نادية حلمى (كتابةً) للسيد/ سيرغى ريابكوف – “نائب وزير الخارجية الروسى” خلال فعاليات المؤتمر، وإجابة سيادته عليه
صورة من إجابة السيد/ سيرغى ريابكوف – “نائب وزير الخارجية الروسى” (كتابةً) على السؤال الذى وجهته الباحثة المصرية الدكتورة/ نادية حلمى خلال فعاليات المؤتمر.
مع العلم، هو حرص الباحثة المصرية على توجيه الشكر للرئيس المصرى (عبد الفتاح السيسى) والقيادات المصرية (على رأسها أجهزة المخابرات والقيادات الأمنية والداخلية والخارجية لتشجيعنا نحن شباب الأكاديميين – وأنا على رأسهم – على إيصال صوت مصر عالياً حول العالم، لدعم علاقات الدول بعضهم ببعض) على (غلاف العدد القادم للمجلة الهندية التى أختارتنى شخصية العدد فى الغلاف عن علاقات الهند بالصين)، منوهةً بأن إختيار الهند والصين لى رسمياً للحديث بشكل رسمى فى عدد خاص – عن علاقات الدولتين – هو شرف كبير لى أكاديمياً ووطنياً، مع (حرص القيادة المصرية دوماً على تشجيعنا نحن الأكاديميين)، مع تأكيدى الشخصى فى بداية اللقاء على قرب مصر والرئيس (السيسى) دبلوماسياً وسياسياً من الجانبين (الصينى والهندى)، والإيمان بدورهما عالمياً كقوى محورية، لذا فإن إختيارى الرسمى لعمل الحوار الرئيسى معى عن الصين والهند – رغم وجود ممثلين عن وزارات خارجيات البلدين – يأتى نتاجاً وإيماناً من تلك الدول بدور قيادتنا والرئيس (عبد الفتاح السيسى) فى أهمية العلاقات معنا، ومحورية دول الشرق كالهند والصين فى سياستنا الخارجية.
وربما كنت أكثر شباب وباحثى وأكاديميين جيلى حظاً، لأننى قد بت الآن (مستهدفة) بدعوات سياسية ودبلوماسية دولية رسمية، توجه لى أساساً عبر وزارات خارجيات كبرى الدول فى العالم. لذا، فكل ما يجب على فعله الآن هو الإستماع إلى الجميع بعمق وإمعان شديد، ثم نقل (وجهة نظرهم) بأمانة شديدة كى يقرأها ويعبر عنها ويطلع عليها الجميع… وهذا هو بالأساس ما أهدف إليه، بأن يشاركنى كل شباب هذا الجيل بل والأجيال القادمة نجاحاتى وإخفاقاتى – بل ولحظات فشلى وإستبعادى أحياناً وتهميشى إلى حد النسيان، والتى تجعلنى دوماً أبتسم أيضاً رغماً عنى بثقة شديدة بالنفس، متقبلة لها برحابة صدر إلى أن يصل الرد الذى سيعيد حقاً قدرى ويرد لى إعتبارى مرةً أخرى أمام العالم– فتلك هى (المدرسة السياسية) التى نشأت عليها وتربيت فيها للزعيميين الحميميين، الرئيس الروسى (فلاديمير بوتين) ونظيره الرئيس الصينى الرفيق (شى جين بينغ)، و (مدرسة الكادر) فى (الحزب الشيوعى الحاكم) فى الصين.
– ثانياً: تجربة شخصية فريدة متعلقة بخلفيات ما قبل وصول الدعوة الدبلوماسية، أردت نقلها إليكم كى تتعلموا منها درساً فريداً وجديداً، أعادت ثقتى بذاتى (ودور الصينيين فى ذلك)
قبل أن أمضى فى شرح (الملامح الرئيسية للمؤتمر المشار إليه)، فإسمحوا لى أن أنقل لكم تجربة شخصية عظيمة – ربما قد أعادت ثقتى بذاتى، وقامت بترميم شئ ما قد إنكسر بداخلى – فعندما تسلمت تلك الدعوة الروسية الهامة عبر إيميلى، لم أكن لأصدق، ربما لأن هناك من أراد أن يهز ثقتى بذاتى، وأن يوغر صدرى ويجعلنى حقاً أبكى، وهو يوجه لى “رسالة صارمة” بأننى بلا أى قيمة، نعم…. أعترف لكل شباب جيلى الذى أنتمى لنفس طبقته الوسطى الكادحة، بأن هناك من يصر على تحطيمى، بل وأزيد فى مصداقية هذا الإعتراف بأننى حقاً لا أملك مالاً أو جاهاً ولا ثروة تستهوينى لعبة جمعها عبر سنوات شاقة مرهقة ومؤلمة كما يتبارى ويتسارع الجميع، ولا تبرق عيناى على مناصب تجعلنى أجرى وألهث خلفها، فأنا يا رفاقى كل ما أمتلكه فى جعبتى هو (شرف العلم والتفكير)، فدماغى هى حقاً كل ما أملكه. فمنذ نعومة أظفارى، وأنا أتوجه دوماً إلى الله فى صلواتى، بأن يهبنى “علماً يحترمه ويقدره الجميع“، و “بأن أكون جزءاً من قوتين عظميين، أو كما أسميها فى كتاباتى جسراً يجمع بين الشرق والغرب“. وهذا ما أشرت إليه حرفياً فى إحدى مقالاتى قبل نحو عامين سابقين، وأكدت عليه دوماً، ورغم غرابة هذا الحلم، الذى لم يعيه الكثيرون، وكانوا يضحكون دوماً من غرابته، لعدم إستيعابهم إياه.
إلا أننى اليوم قد أثبت للجميع بأننى لم أتواصل يوماً مع أى قوى عظمى أو إقليمية – فالكل هم من يتواصلون معى ويبحثون عنى ويعطوننى دعوات رسمية لهم (الصين، روسيا، الهند، الولايات المتحدة الأمريكية) – فلما أحلم يوماً بمال، فأنا حقاً لا أمتلكه، والجميع يعلم ذلك جيداً، إلا بالقدر الضئيل الذى يروى حاجتى القصوى، ولا يعنينى حقاً جمعه، بل ولا أسعى للترشح لأى إنتخابات أو التقرب من أجل منصب حتى لا يشغلنى ذلك عن القراءة والبحث والعلم والإطلاع، ولم يكن عندى قط يوماً زوج أو أبناء، فمازلت مؤمنة حد الإيمان بأن من أختار (طريق العلم كصدقة جارية بعدى لا أملك سواها أتركها لشباب جيلى ومن سيأتى بعدى) سيشغله باب التعلم، ونقل تجاربه الفريدة للآخرين عن أى شئ آخر سواه.
لقد تعلمت حقاً قيمة عظمى وخبرة جديدة – أضيفت إلى قائمة معارفى وخبراتى فور وصول دعوة مؤتمر الرئيس بوتين وخارجية بلده لى – رأيت أنه من واجبى إيصالها إليكم كى تتعلموا منها شيئاً فريداً، وذلك قبيل أن أشرح بإيجاز أبعاد هذا المؤتمر وما تم فيه من نقاشات وحوارات كنت شاهدة حقاً عليها، وهذه القيمة الجديدة، هى أننى كنت (فاقدة لحد ما الثقة بذاتى) لأسباب لن أناقشها، وعندما وصلتنى الدعوة الروسية، قلت لذاتى:
(وما قيمتى حتى تدعونى وزارة الخارجية الروسية ودول أخرى، بل وكيف عرفوا طريقى وإيميلى الشخصى من الأساس؟، وأكدت لذاتى، أننى لا قيمة لى، فلا أحد يتذكرنى سوى ذاتى، وأنها لعلها ربما كانت دعوة غير حقيقية، أو ربما وصلت لى بطريق الخطأ)!!!
إتصلت يومها بصديقى المقرب البروفيسور العالمى العملاق السبعينى العمر “ديفيد جودمان” نائب رئيس جامعة “جياتونغ – ليفربول” الإنجليزية فى مدينة “سوتشو” الصينية، و “رائد الدراسات الصينية” حول العالم، والذى حدثتكم عنه من قبل فى إحدى مقالاتى، كأقرب البروفيسورات والأصدقاء حقاً إلى قلبى وعقلى ووجدانى، رغم هدوئه الشديد وعصبيتى الشديدة، وقدرته الشخصية الجامحة على إحتوائى لحظات غضبى وإنفعالى بل (وبكائى الشديد كطفلة لم تكبر بعد فى شكل أنثى)… تماماً كما يردد دوماً “ديفيد” وجميع من حولى.
قلت له صديقى “ديفيد” إنظر أن الخارجية الروسية وأهم الجهات الدبلوماسية فى العالم تدعونى معها للنقاش، فإندهش “ديفيد” حقاً، وقال لى حرفياً:
“لماذا يدعونك، وما صفتك للمشاركة فى نقاش رسمى دبلوماسى بين وزارة الخارجية الروسية ووزارات خارجيات دول أمريكا اللاتينية والوسطى” بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة ومنظمة “الأنكتاد” فى سويسرا؟…. وهو مازال يكرر كلامه، شئ غريب، وما صفتك؟
إلا أن نفس المناقشة السابقة مع صديقى “ديفيد” قد كررتها مع “أصدقاء صينيين” آخرين، فجاءت النتيجة حقاً مدهشة ومختلفة، وملأتنى ثقة بالنفس، عندما أخبرونى، وقالوا لى حرفياً:
“نادية…. أنت حقاً مهمة، فلا تستهينى بقيمة ذاتك، إن العالم يريد أن يصل إلينا من خلالك، فلتعطى العالم فرصة كى يحدثنا من خلالك!… وأنه لولا إنفتاحك العقلى الشديد وعدم كذبك فى رغبتك فى التواصل والإستماع للجميع، وتقبلك لجميع الآراء والأشخاص والمعتقدات والأفكار برحابة صدر شديدة وبإبتسامة دائمة لا تفارقك دوماً فى وجه الآخرين، ورغبتك الدائمة فى الكتابة عن كل تجاربك كطفلة سعيدة بأن يخاطبها العالم، وتخاطب هى ذاتها هذا العالم…. لما أختارك الروس يا نادية ولا الأمريكان ولا العالم بأسره كى يخاطبك ويكتب لك ولنا من خلالك، وكلهم ثقة شديدة أنك ستنقلين وجهة نظرهم ورسالتهم لنا نحن الصينيين ولوطنك الحبيب “مصر” الذى تفخرين دوماً وتشرفين بالإنتماء إليه، ولكل أبناء منطقتك وجيلك والعالم بأسره كى يشاركك لحظات فرحك وإنجازك”
“نادية…. فتذكرى دائماً بأنه لولا صدقك الشديد فى الكتابة عن جميع تجاربك حد الإلحاح عند الإستئذان حتى يشاركها معك الآخرين والعالم بشكل علنى بلا تزييف… لما أختارك كل هذا العالم، وكل قواه العظمى “شرقاً وغرباً” من أجل أن تشاركينا حلم كل واحد فينا، وتنقلين لنا – مصممةً أن يتم ذلك كتابةً أمام العالم وليس فى الخفاء كما يفعل آخرون – ما يريد كل طرف إيصاله للعالم… فكونى يا نادية مؤمنة وقوية وكلك ثقة بدورك القادم، وبأنك رغماً عنك قد أصبحت جزءاً لا يتجزأ من هذا العالم، العالم أختارك أنت فقط وليس غيرك – لأن العالم يعلم مدى قوتك، وعدم خوفك أبداً، وقدرتك على إيصال وجهة نظر جميع الأطراف (علنياً وليس فى الخفاء) للجميع… لذا فقد أختارك العالم لهذا الشأن بعناية شديدة دون سواك”
حقيقةً ملأتنى تلك الكلمات السابقة بحماسة شديدة – فما أصعب أن تكون أنت جزءاً من هذا العالم، يفكرون معك من خلاله، وينقلون وجهات نظر بعض من خلالك – ربما لموهبة فريدة منحك الله إياها وإختصك بها، فالله مقسم الأرزاق والمواهب والعطايا بين البشر كل بحسب قدره وتحمله للمشاق… فتلك هى حكمة الله فى أن يختص أحدهم بملكة لا يملكها غيره، وغيره يختص بموهبة وذكاء فطرى فى شئ يكاد لا يتوافر لك…. لذا، فالإيمان بما أعطاه الله لكل واحد منا والأهم الرضا به، هو بداية فهمكم لى وفهمى لكم.
– ثالثاً: وجهة نظرى التحليلية حول الرئيس الصينى (شى جين بينغ) وماذا تعلمت منه وطبقته حرفياً من واقع خبرات شخصية، والإجابة عن سؤال: ما سلاحه فى التواصل مع العالم والجماهير؟، ومدى إنطباق ذلك على تجربتى الشخصية معه؟
قبل أن أسعى لنشر هذا التقرير بما يحويه من أفكار جديدة عليكم، كان العنوان السابق هو عقدى لمقارنة بين الرئيس والرفيق الصينى (شى جين بينغ) ونظيره الروسى (فلاديمير بوتين). إلا أننى قد آثرت فصلهما، والحديث عنهما كل على حدة، حتى يتفهم كل منهما سريعاً وجهة نظرى الشخصية فيه، وفقاً للعنوان المطروح تحته. وأعتقد أن فكرتى هذه ربما كانت جيدة.
فبعد حديثى السابق مع الأصدقاء الصينيين، تذكرت هنا كيف إستطاع الرئيس الصينى (شى جين بينغ) التأثير فى العالم وحول الجماهير من حوله، وإكتشفت بأنه (سحر خطاب الرفيق “شى”)، فقد تذكرت تحديداً نفس عبارات الرفاق أو الرفقاء الصينيين لى، وأنا أسترجع دعوة “الرفيق” أى الصديق الرئيس الصينى (شى جين بينغ) للكوادر القيادية فى (الحزب الشيوعى الصينى) لإنجاز أعمالهم بشكل سليم، لأنه هو الشرط المتأصل فى طبيعة المجتمع وأهدافه، حيث أكد مراراً وتكراراً على أن (الكوادر القيادية يجب أن تأخذ زمام المبادرة وتكون مثالاً يحتذى به).
وقد إقتبس الرفيق (شى جين بينغ) فى مناسبات مختلفة شعارات يطالب من خلالها الكوادر القيادية بالتمتع بالخصال الحميدة، مثل العدل والنزاهة، والمبادرة بالذات، وصدق الوعد. قائلاً لهم:
(إن عيون الجماهير العريضة أشد يقظة، فهى لا ترى ما يقوله القادة فحسب، ولكنها ترى أيضاً ما يفعلونه. فإذا أردت الحصول على مكانة وتأثير كبيرين بين الجماهير، فهناك جانب مهم يتمثل فى ممارسة الدور المثالى وسحر الشخصية. وإلا، “ستتحدث أنت على المنبر، وسيتحدث الناس عنك تحته”، فكيف سيكون هناك تأثير أو إستجابة لما تقوله أو تفعله)؟
“
*** بل ولعل أكثر (عبارات ملهمة) بالنسبة لى للرفيق (شى جين بينغ)، تكاد تنطبق حقاً وبشكل تام على تجربتى معكم، هى:
(يجب علينا أن “نتشبث بالجبال الخضراء بكل إحكام”، حتى نتمكن من “التحكم بزمام الرياح كما يحلو لنا”)
(لكن أيضاً لا داعى للخوف من الفوضى إذا حدثت، أى لا يمكننا أن نكون كثيرى التخوُّف، لمجرد أن بعض الناس لديهم إنتقادات أو شكوك حولنا، حتى نصل إلى أن نغير وجهات نظرنا وفقاً لأفكارهم)
– رابعاً: تقديمى لنظرية سياسية جديدة للرئيس الروسى “فلاديمير بوتين” ولبروفيسوره “إلكسندر دوغين” المعروف بأنه (العقل المدبر لسياسات الرئيس “بوتين” والكرملين الروسى) من واقع خبرات شخصية تختلف عن مبادئهما، ومحاولتى الإجابة عن سؤال:
ما هو سلاح “بوتين” فى التواصل مع العالم والجماهير؟، ومدى إنطباق ذلك على تجربتى الشخصية معه؟
وعند إنتقالى وشرحى ومحاولة فهمى لأسباب دعوة الجانب الروسى لى، ومحاولة إيضاح أسباب تقاربه منى – لأول مرة – كأكاديمية شابة مصرية متخصصة فى الشأن السياسى الصينى، فأنا سأربط ذلك بشئ مهم – ربما ستفهمونه تماماً – فى حينه، ألا وهو شخصية البروفيسور الروسى عالم السياسة المعروف “ألكسندر دوغين”، وهو الشخصية الأكثر قرباً وإعتماداً عليها من قبل الرئيس الروسى (فلاديمير بوتين)، والتى يعتبرها الأمريكان والغرب بأنها من أكثر الشخصيات الجيوبوليتيكية الروسية المعاصرة شهرة وتأثيراً فى فكر (بوتين) لرسم وتوجيه سياساته حول العالم، وهو الذى وصفته أوساط عالمية كثيرة بأنّه (العقل الجيوبوليتيكى السياسى الأوّل) الذى يقف وراء (التوجّهات الإستراتيجية الكبرى لروسيا) المعاصرة، كما يُعبِّر عنها الرئيس الروسى (فلاديمير بوتين) فى سلوكيات بلدِه الخارجية منذ وصوله إلى حكم الكرملين سنة 1999.
ويكفينى هنا أن خط لكم بالقلم العريض إلى أى مدى – تتلاقى عباراتى وتشبيهاتى السياسية به – فالبروفيسور “ألكسندر دوغين” هو صاحب (النظرية السياسية الرابعة والنظرية الأوراسية)، والتى يقوم محتواها وأبعادها ومنطلقاتها على فكرة: (الإيمان بوجوب “إتحاد وتحالف الشرق” بقيادة “الصين وروسيا”).
إلا أننى أقدم للعالم الآن (نمط وخط سياسى دولى جديد وفريد من نوعه، وربما هى فلسفة ونظرية جديدة أسعى لتطبيقها على نفسى نظرياً وتطبيقياً وعملياً الآن)، وأعلم أنه بالتأكيد سيختلف معى فيها أستاذى الروسى الكبير “ألكسندر دوغين” الذى سأسعى (فعلياً) للتواصل معه، فنظريتى يا سيد/ دوغين، تقوم على: (التحالف بين الشرق ذاته والغرب)، لأن طرح “دوغين” يسعى من خلاله، وفقاً لتحليلى المتواضع لــــ (تهميش جزء مهم من هذا العالم ألا وهو الغرب، بإعتبار أن كل ما يأتى منه لابد أنه شر)، لذا، فأنا أعتقد أن هذا الطرح يكاد يتفق تماماً مع نظرية (صامويل هنتنجتون عن صراع الحضارات التى أطلقها عام 1991).
*** وبالتالى، فإن التسليم بصحة تلك النظرية الخاصة بــــ “دوغين” وقبله “هنتنجتون”، يعنى:
إستمرار البشرية إلى ما لا نهاية فى الصراع… لذا، فلابد من إنهاء هذا التقسيم الحاد، وربما كنت سأتفهم وجهة نظر “دوغين” أكثر إذا ما إعتبر أن نظريته تسعى لـــ (بناء جسر بين الشرق والشرق)، إلا أن إستخدام “دوغين” لعبارة (إتحاد وتحالف الشرق)، يعنى أيضاً يا سيد “دوغين” إستمرار نفس حالة (الصراع والشقاق والخلاف بين الشرق والشرق ذاته)، لأن التحالف والإتحاد، أثبتت تجارب التاريخ إنفصالهما، ولكن الجسر يعنى إمكانية (العبور دوماً فوقه) و (عدم إمكانية المرور أبداً تحته)…. لذا، فنقدى للبروفيسور”دوغين”، يقوم على المنطلقين السابقين:
1- رفضى لفكرة (الإتحاد والتحالف) بين الشرق، وشرحت له أسباب ذلك
2- رفضى لفكرة التحالف بين الشرق، بدون البحث عن أى (ثقب أمل) لتحالف آخر أوسع منه مع الغرب، حتى لو بدأناه بدولة صغيرة، سرعان حتى يكبر، وتتلاقى أحلام وجسور “الشرق والغرب”…. فالعمل يجب أن يكون لصالح رفاهية الأجيال السابقة وليس لتحقيق ذلك الآن!
وربما يتضح لنا على الجانب الآخر هنا – وأعتقد أن ذلك هو سلاح “بوتين” الشخصى الذى يجعلنى أكثر إعجاباً به عكس ما يظنه الكثيرون منكم أننى (ربما) معجبة ببوتين لأنه شخصية قوية وذا نفوذ ورجل مخابرات، إلا أن ذلك فى الحقيقة لم يكن يوماً يعنينى عندما أنظر إلى شخصية بوتين – فالأهم عندى، هو مدى إيمان الرئيس الروسى (فلاديمير بوتين) وفكره المختلف – عكس سابقيه – بدور “الأكاديميين” فى وطنه وحول العالم، ومدى إيمان “بوتين” بأهمية (دور أساتذة السياسة فى رسم أدوار مهمة لوطنهم وعدم تهميشهم)، ومدى تأثير المراكز البحثية الروسية والتيارات الفكرية النظرية (فى رسم مجال ومسار السياسات “الجيوبوليتيك” والدراسات الدولية الروسية) ودورهم فى مساعدة صانع القرار الروسى على رسم مسار “السياسة الخارجية لروسيا” و “إستعادة قوة الدب الروسى” و “إعادة أمجاد الإمبراطورية السوفيتية” السابقة. وهكذا، كان الوحيد من بين دوائر الأكاديميين الروس الذى يحظى بوضع مقرب من الرئيس (بوتين) فى هذا الأمر هو عالم السياسة الروسى المعروف “ألكسندر دوغين“، بالنظر لــ (دماغه ونمط فكره المختلف وقدرته على ربط تسلسل الأحداث معاً، وإستخلاص السياسات ورسم النتائج والعلاقات والتشبيكات تبعاً لها).
صورة لعالم السياسة الروسى المعروف “ألكسندر دوغين” صاحب نظرية (التحالف بين الصين وروسيا) ضد الغرب
ووفقاً لما شرحته الباحثة خلال السطور السابقة، وحاولت إيصاله لكم ببطئ وتدرج شديد حتى تفهمون مغزى ما أرمى إليه، والهدف من ورائه، فإن مراكز الفكر الصينية والأمريكية والغربية قد قدمت جميعها “تنظير جديد نكاد لا نسمع له مثيلاً فى عالمنا العربى”، ألا وهو:
نظرية الربط بين (عالم دوغين النظرى) و (عالَم بوتين الميدانى)، أى أن “دوغين” يرسم السياسة وتوجهات روسيا وخططها الخارجية “نظرياً”، بينما يقوم “بوتين” بتطبيق ذلك عملياً على أرض الواقع، وهو ما يسميه أو تطلق عليه بعض الدوائر الأكاديمية نظرية (علاقة الأثر والتأثير)، وحدود تأثير الأول “دوغين” فى الثانى “بوتين”، أو توجيه الثانى “بوتين” للأول “دوغين“، ومدى قدرته على إستخدامه وفقاً للمصالح العليا للبلاد، بل وما هو دور “دوغين” فى رسم التوجّهات الكبرى للإستراتيجية الروسية وسلوكيات بلاده الخارجية فى عهد الرئيس الروسى الحالى (فلاديمير بوتين)؟
وأعتقد أننى هنا قد نجحت فى إيصال تلك الفكرة التى أحاول إيصالها للجميع، بشأن: لماذا أنا بالذات تحاول جميع القوى العظمى حول العالم التقارب معى وإرسال دعوات رسمية لى، كأكاديمية شابة مصرية مختصة فقط بالملف السياسى الصينى وبعده الآسيوى…. فتأملك لعلاقة “دوغين” و “بوتين” ربما ستكون كفيلة بتفسير الأمر!!!!
– خامساً: تحديد جميع الجهات المسئولة عن توجيه الدعوة الدبلوماسية الدولية الرسمية لى، وأهم المناقشات التى دارت بشكل مختصر (وتقديم وجهة نظر إيجابية من خلال وقائع وخبرات شخصية حول الصين والولايات المتحدة الأمريكية)
لعل المفارقة الأهم فى حياة الباحثة المصرية هى أن هذه الدعوة الروسية للمشاركة فى المؤتمر قد جاءت للباحثة هذه الأيام فى وسط إنشغالها التام ومحاولتها الإنتهاء من دراسة بحثية هامة للتأريخ لفترة (علاقات مصر، الصين بالإتحاد السوفيتى والولايات المتحدة الأمريكية طوال فترتى الخمسينيات والستينيات حتى السبعينيات) من القرن الماضى، مستعينة فى ذلك بـــ (الوثائق الحقيقية الأصلية النادرة الصادرة من البيت الأبيض الأمريكى، ونسخ أصلية وحقيقية من محاضر إجتماعات (الحزب الشيوعى الحاكم) فى الصين، وأرشيف بلدية بكين ومقاطعتى “قانسو” و “شينغيانغ” وأرشيف “وزارة الخارجية الصينية”)، كأول محاولة (أكاديمية) من نوعها فى العالم، للتأريخ لتلك الفترة الهامة من مصادرها الأصلية النادرة، وإستغرق منى ذلك “وقتاً طويلاً” لمحاولات البحث والتواصل والترجمة للعثور على عدد من (الوثائق النادرة) كأهم عمل أكاديمى وطنى توثيقى، أهديه لكل أبناء وبنات جيلى، وما سيأتى بعدنا من أجيال.
ولعل أكثر ما إستوقف الباحثة المصرية – ويؤسفنى قول ذلك – هو أننى قد إكتشفت وجود (خطأ ما) درسناه فى تاريخ تلك الفترة، وأنا شخصياً فوجئت بوجود أخطاء تاريخية رهيبة تربينا عليها، وتشبعنا بها أكاديمياً وفكرياً طوال حياتنا، إلا أن – عثورى وسعى لنشر جميع وثائق البيت الأبيض الأمريكى الأصلية ونسخ المحاضر الحقيقية من أرشيف إجتماعات الحزب الشيوعى الحاكم فى الصين والعثور على نسخ تم تسريبها غربياً لتلك الفترة لصعوبة الحصول عليها من أرشيف الحزب الشيوعى – هو محاولة لتقديم تلك الفترة بشكل مختلف وربطها بما يحدث الآن، وأعتقد أننى خلال عدة أيام من الآن بإذن الله سأكون قد إنتهيت منها تماماً، وسأرسلها للجميع مدعمة بالوثائق الأصلية النادرة، لأننى أؤكد أن علمى هو كل سلاحى، وكل ما أملك، ولا أملك شيئاً آخر سواه كى أقدمه لوطنى ولكل شباب جيلى، وحتى لشخصيات قد آذتنى بعمق فى حياتى، وأمعنت فى إيذائى حتى تاريخه، حتى يستفادوا جميعاً منه.
وحتى لا يأخذنى الحديث الشخصى الذى يؤلمنى حقاً الحديث عنه، إلا أننى قد تعلمت درساً مهماً فى الحياة، ألا وهو إحترام أصحاب الفكر وعدم الإستهزاء أبداً بأفكارهم، والإستماع دوماً إليهم مثلما فعل الرئيس الروسى “بوتين” معى أنا شخصياً بدعوتى لهذا المؤتمر عبر وزارة خارجيته، وبتقريب البروفيسور “دوغين” منه. ونفس هذا الأمر، قد فعلته معى (كبرى الجامعات الأمريكية) حول العالم المشهود لها بالحياد الأكاديمى والبحثى الصارم بعيداً عن لغة المجاملة ومصالح لعبة السياسة، فتلك الجامعات الأمريكية قد كرمتنى بفضل الله تعالى، ثم نتيجة لمجهودى العلمى والبحثى عبر سنوات طويلة من البحث الشاق المتواصل، وبحثت هذه الجامعات الأمريكية عنى، وسعوا هم بأنفسهم للبحث عنى والتواصل معى، بل وإشتروا نسخ من كتاب لى بدون حتى علمى، وإعتبروا أننى قد أضفت شيئاً جديداً يضاف إلى قيمة العلم كعلم، حتى ولو كان حقاً ضئيلاً، إلا أنهم إحترموه وقدروه ورفعوا به قدرى.
نعم، أعلم أن (الأمريكان) سيندهشون حقاً لكلامى عنهم الآن وفخرى الشديد بهم، لأنهم دوماً أظن أنهم يقرأون لى ويبحثون عما أكتب – لأن كل من قابلتهم من دبلوماسييهم وأكاديمييهم قالوا لى بالحرف وهم يبتسمون لى بأننى (إبنة الصين) – وهذا أمر لم يكن يقلل أبداً من قيمتى ولا شأنى بل يرفعنى مقداراً درجات عند الكثيرين، لأن الصينيين قد أخذونى من يدى شابة صغيرة وعلمونى أشياء كثيرة، وتعلمت منهم معانى جميلة عن قيمة العهد والوفاء وإحترام الكلمة والوعود والعهود.
– ويبقى ذلك السؤال (الحائر) بلا إجابة للكثيرين، والذى لم يستطع أحد أن (يستوعبه) حتى الآن، وجعل البعض عاجزاً عن شرحه أو تفسيره، وهو يتساءل:
كيف تتعاملين مع الصينيين وهم يعلمون أن لك أصدقاء أمريكان؟ وكيف يتعامل معك الأمريكان رغم صداقتك وإرتباطك بالصينيين؟ بل والأهم، كيف أتتك الجرأة بهذا الشكل كى تخبرى كل طرف منهما، بأنك لديك أصدقاء من الطرف الآخر؟ ألا تخشين أن تفقدين علاقتك بالصين أو ألا تخشين بألا يثق بك الأمريكان مرة أخرى؟
وهو فعلياً أكثر سؤال فى حياتى يجعلنى (أبتسم) ويبتسم معه أيضاً الصينيين والأمريكان معاً، لأن الإجابة ببساطة أننى (لست كاذبة ولست مضطرة أن أكذب)، فكل طرف منهما يحترمنى وأنا أحترمه، إلا أننى لم أحاول يوماً التقرب من أى منهما على حساب الآخر، وبأننى لو كذبت على أى طرف، لعلم الطرف الآخر حتماً ولم يحترمنى، لذا، فأنا قد إجتذبت الجميع لصفى، لأننى أتعامل مع الجميع بكل بساطة ووضوح، لأن الخيانة لم تكن يوماً من طبعى، فهذا أول درس قد علمته لنفسى وعلمنى أياه الصينييون، فعندما أتعامل مع أمريكا والغرب، يجب ألا أسعى لمحاولة (تجميل نفسى) مثلما يفعل آخرين تجدهم ينغمسون فى إنتقاد طرف عند مقابلتهم لطرف آخر، ومن هنا، فإن الصدق وإحترام عقل الطرف الآخر، وقول الحقيقة أياً كانت هى مفاتيح (تواصلى الناجح) مع الجميع.
ومن هنا فرغم خلافى العميق – مثلكم جميعاً أو لمعظمكم – على المستوى السياسى مع الولايات المتحدة، إلا أننى أشهد لهم حقاً بأننا يجب علينا جميعاً أن نحترمهم كأكاديميين حقيقيين فى العالم يفهمون ويقدرون قيمة الفكر والعلم والدماغ، وهذا هو سبب تقدمهم، الذى يذهلنا جميعاً… والذى أنحنى لهم إحتراماً وتقديراً رغم خلافى معهم ومع إدارتهم (سياسياً) إلا أننى وبحق أشهد لهم وأقدرهم (علمياً وأكاديمياً وبحثياً وتطوراً).
**** فلقد جعلنى الأمريكان أكثر ثقةً بذاتى وبنفسى وبالعالم من حولى، تعلمت من الولايات المتحدة الأمريكية قيم (الحق والعدالة وإحترام الآخر) فى هذا العالم، تعلمت منهم حتمية (إعطاء كل ذى حق حقه)، حتى لو كنت مختلف مع أو عن صاحب هذا الحق، لأنهم رغم معرفتهم العميقة بأننى (أكثر ميلاً نحو الصين منهم)، إلا أنهم لم يبخسوننى حقى، ورفعوا قدرى ومجدوا شأنى وقدروا عملى ـ وبحثت كبرى الجامعات الأمريكية عن كتاب لى فى (دار نشر محلى مصرى وليس عالمى معروف) فور أن قرأوا عنه وعن مجمل أفكاره التى إجتذبتهم، ووضعوه فى جامعاتهم.
وكدليل على ذلك أشرت إليه فعلاً من قبل ولن أتوقف عن أبداً عن الإشارة إليه دوماً، هو أن كتابى السابق الذى تمت دعوتى لتأليفه فى “مركز دراسات الشرق الأوسط“، بجامعة لوند بالسويد باللغة الإنجليزية، عن: “تأثير مراكز الفكر الإسرائيلية والأقليات اليهودية فى الصين على الأمن القومى العربى“. قد قامت بشرائه وعرضه كبرى أكبر مكتبات الجامعات الأمريكية والعالمية بالولايات المتحدة الأمريكية (7 جامعات أمريكية)، بحثت وإشترت وعرضت بالفعل نسخ من كتابى رغم نشر له فى دار نشر مصرى محلى، إلا أنهم ذهبوا إليها وإشتروه تقديراً منهم لقيمة العلم والعلماء والأكاديميين فى أوطاننا، وأضحت أكبر الجامعات الأمريكية تضعه فى مكتباتها للإطلاع العام من قبل الطلبة والباحثين الأمريكان، بل ونشرت (سيرة ذاتية تعريفية بى) على المواقع الرسمية لهذه الجامعات، والجامعات الأمريكية (السبعة) التى أشترت وعرضت كتابى، هى:
جامعات (ستانفورد، أوهايو، كولومبيا، نيويورك، بنسلفانيا، ميتشجان، يال)
– ويمكن التأكد من ذلك بأنفسكم على مواقع الجامعات الأمريكية التالية:
https://searchworks.stanford.edu/view/13389871
لذا، فأنا قد تعلمت من الأمريكان درساً قاسياً لن أنساه ما حييت، وهو أن (أفصل دوماً ما بين مشاعرى السياسية والأكاديمية العاطفية)، فأنا كأستاذة جامعية لا يصح بى ولا يليق أبداً أن أعامل طالب عندى معاملة سيئة أو أقلل منه ومن شأنه وقدره عندى ودرجاته لمجرد إختلافى معه ومع توجهاته فكرياً أو سياسياً، فهذا أمر يقللنى شخصياً، لأن إعطاء كل ذى حق حقه هو قمة (العدالة فى الإسلام)، والتى غابت دوماً عن أوطاننا.
وهذا هو ما تعلمته (إنسانياً وأكاديمياً) من الصينيين والأمريكان معاً، حتى وإن إختلفوا مع بعضهم البعض (سياسياً)…. وأعتقد أن إجابتى بهذا الشكل الوافى هى درس لى ولكم وللجميع من أبناء وشعوب هذا الوطن.
وبالعودة للنقاش حول المؤتمر السابق، فإنه لتحديد جميع الجهات الفاعلة الدبلوماسية التى أرسلت الدعوة لى لبحث علاقات روسيا بأمريكا اللاتينية والوسطى والولايات المتحدة معاً كدعوة (رسمية دبلوماسية دولية مهمة للغاية) – كممثلة وحيدة فقط تم إختيارها من المنطقة العربية والشرق الأوسط – إندهشت الباحثة المصرية أساساً من أسباب إختيارها الشخصى تحديداً لها للمشاركة، من قبل وزارات الخارجية فى تلك الدول المعنية، لمشاركة كبار مسئولى وزارات خارجيات الدول المعنية، وكبار دبلوماسييهم المناقشات الدائرة حول (مستقبل العلاقات بين هذه الدول والنظام الدولى ما بعد أزمة كوفيد -19). بمشاركة عدد من الجهات الرسمية الدولية، وعلى رأسها:
- The Embassy of the Russian Federation in the Republic of Guatemala together سفارة الإتحاد الروسى فى جمهورية غواتيمالا بأمريكا اللاتينية
- Valdai Discussion Club (Russia) نادى مناقشة فالدى (ومقره روسيا)
- American Chamber of Commerce AmCham (USA) غرفة التجارة الأمريكية أمشام (ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية)
- S.-Russia Business Council (USA) مجلس الأعمال الأمريكى – الروسى (ومقره الولايات المتحدة الأمريكية)
- Central American Parliament (PARLACEN) برلمان دول أمريكا الوسطى
- Secretariat for Central American Economic Integration (SIECA) سكرتارية دول أمريكا الوسطى للتكامل الإقتصادى
- Regional Coordinator for Economic and Social Research (CRIES – Argentina) المنسق الإقليمى للبحوث الإقتصادية والإجتماعية (ومقرها الأرجنتين)
- with the support of the UN Conference on Trade and Development (UNCTAD – Switzerland) بدعم من مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأنكتاد- ومقره سويسرا)
- An interactive conference in the framework of the “Political and Economic Lecture Hall” on the topic «USA – Latin America – Russia: Constructive Cooperation Agenda in the post-COVID-19 era». مؤتمراً تفاعلياً فى إطار “قاعة المحاضرات السياسية والاقتصادية” حول موضوع: (دور الولايات المتحدة – أمريكا اللاتينية – روسيا: أجندة التعاون البناء فى فترة ما بعد كوفيد – 19).
وقبل إنطلاق فعاليات الحوار بين تلك الدول بعدة دقائق فى تمام الساعة (الخامسة مساءاً) بالتوقيت المحلى للقاهرة يوم الثلاثاء الموافق 4 أغسطس 2020، وصل للباحثة المصرية (الرقم السرى) الذى سيمكنها من دخول النقاش. وكان (المتحدث الرئيسى) فى هذا الحدث الدولى هو (نائب وزير الخارجية الروسى/ سيرغى ريابكوف)، كشخصية دولية معروفة، مؤكداً حرصه التام على إجابة جميع الأسئلة بشفافية كاملة.
وإتفقت أبرز التحليلات والمناقشات التى دارت وحرصت الباحثة المصرية على تدوينها، بأن أغلب المراقبين والدبلوماسيين سواءً من روسيا أو دول أمريكا اللاتينية والوسطى يجمعون اليوم على (أن النظام الدولى الذى تشكل بعد نهاية الحرب الباردة يتلاشى منذ فترة، مفسحاً الطريق أمام نظام عالمى جديد لا يزال فى طور التشكل، خاصةً بعد أزمة كوفيد – 19).
ويأتى ما جرى فى (فنزويلا) مؤكداً على هذا السياق، فالأزمة التى شهدتها (فنزويلا) منذ إعلان (خوان غوايدو) نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد وإعتراف أكثر من (خمسين دولة) به، واستمرار (مادورو) فى الحكم رغم ذلك، كان يمثل فى تقديرى حينها، أحد تجليات النظام العالمى الجديد الذى قد بدأ يتشكل، وخاصةً فإنه بعد التغيرات الحادثة الآن ما بعد أزمة (كوفيد – 19)، فقد صارت (فنزويلا) محط (صراع علنى) بين الولايات المتحدة من ناحية وكلاً من (روسيا والصين) من ناحية أخرى.
*** وتركزت أهم كلمات ومحاور النقاشات فى المؤتمر حول علاقة (روسيا الإتحادية بدول أمريكا اللاتينية والوسطى)، والمنافسة (الروسية – الأمريكية) هناك، ودخول الصين أيضاً كلاعب مع الدب الروسى فى تلك المنطقة، وجاءت أهم ردود (المتحدث الرئيسى) فى هذا المؤتمر الدولى (نائب وزير الخارجية الروسى سيرغى ريابكوف)، على الأسئلة الموجهة إليه، كالآتى:
1) قال نائب وزير الخارجية الروسى (سيرغى ريابكوف) حرفياً بأن (روسيا لن تشارك فى أى ألعاب تهدف إلى عرقلة تنمية العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية لإرضاء الولايات المتحدة، وترفض طرح مثل هذه السؤال).
2) ورداً على سؤال هام للغاية، بشأن: هل يمكن توقع تعزيز التعاون بين روسيا والولايات المتحدة فى أمريكا اللاتينية من أجل إخراج الصين من المنطقة؟، أجاب (ريابكوف) قائلاً: “أخشى أنه يتحتم على أن أرفض صيغة مثل هكذا سؤال، للأسباب التى تحدثت عنها”، وتابع “أعتقد أنه يمكن لأمريكا اللاتينية فعل ذلك أى التعاون مع روسيا والولايات المتحدة معاً، إذا ما وجدت “مكانا مناسباً” لها بين الجميع، خاصةً إذا كان لديهم ما يقدمونه لها وليس مجرد أهداف وأجندات خاصة ومختلفة“.
3) ورغبةً من فى توضيح الأمر بإستفاضة أكثر، تحدث نائب وزير الخارجية الروسى (سيرغى ريابكوف) قائلاً: “لا يتعلق الأمر بالصداقة ضد أحد ما ، بل على العكس، هذا هو المبدأ الذى نلتزم به والذى نشجعه فى صيغة التعاون الإقتصادى مع تكتل مجموعة دول البريكس”، مؤكداً “بأن روسيا لن تشارك فى أى لعبة“، ولفت إلى أن “روسيا مهتمة بإزدهار منطقة أمريكا اللاتينية والإستفادة من التعاون بين البلدان، بما فى ذلك فى صيغة بريكس” للتعاون الإقتصادى بين الجانبين.
4) وبالسؤال حول الظروف التى تجعل تلك الرغبة الروسية فى التقارب مع أمريكا اللاتينية، وأسباب تنافس القوى الدولية حولها، رغم كونها ميالة أكثر نحو موسكو وفرص روسيا هناك أكثر إيجابية؟، أجاب عليه (ريابكوف)، بأن: (دول أمريكا اللاتينية هى لاعب مهم على الساحة العالمية، وأحد مراكز القوة المستقبلية فى العالم الجديد متعدد الأقطاب، إلى جانب الإتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند وجنوب شرق آسيا والعالم العربى والإتحاد الإفريقى).
5) وحول إمكانيات التعاون مستقبلياً بين روسيا و “القارة المحترقة” – لقب “القارة المحترقة” هو ليس رمزاً لمرحلة معينة فى الماضى الأمريكى اللاتينى فحسب بل الرمز للسعى إلى حياة أفضل والإزدهار والتقدم والعدالة الإجتماعية – أجاب (ريابكوف)، بأن: (يعتبر التعاون مع دول أمريكا اللاتينية بالنسبة إلى روسيا اليوم أحد (المسارات المحورية) الواعدة فى السياسة الخارجية). ويجمع بيننا (الولاء لمبادئ تعدد الأطراف فى القضايا الدولية وإحترام القانون الدولى وتعزيز الدور المحورى للأمم المتحدة وضمان التنمية المستدامة). ويجعلنا كل ذلك شركاء طبيعيين معها على الصعيد الدولى. ويمكّننا من تطوير التعاون فى طيف واسع من المسائل. فروسيا تعرب دوماً عن إمتنانها لدول أمريكا اللاتينية على تأييدها لمبادراتنا الدولية، بما فيها (نزع السلاح فى الفضاء، وتعزيز الأمن المعلوماتى، ومكافحة تمجيد النازية).
6) أما عن وجهة نظر الروسية الرسمية إزاء عمليات (التكامل الإقليمى) فى أمريكا اللاتينية كـــ (تجمّع دول أمريكا اللاتينية والكاريبى “سيلاك”) و (إتحاد دول أمريكا الجنوبية) و (التحالف البوليفارى لشعوب القارة الأمريكية). أجاب عليه (ريابكوف)، بأن: (عمليات التكامل الجارية فى أمريكا اللاتينية تعكس بصورة كبيرة الإتجاه العام فى العالم بشأن تطور التكامل الإقليمى، ويشهد ذلك على السعى الى توحيد المنطقة وتعزيز تأثيرها فى المحافل الدولية). وقال: (أريد ان أشير بشكل خاص إلى تشكيل تجمع دول أمريكا اللاتينية والكاريبى “سيلاك”). والمقصود هنا هو: توحيد كافة بلدان القارة ليكون التجمع هو المنتدى المختص بالنظر فى قضايا الإقليم دون تدخل قوى خارجية. فروسيا ترحب بإستعداد “سيلاك” بتحسين العلاقات مع دول من خارج حدود تلك المنطقة ومن ضمنها مع روسيا. وأشار (ريابكوف) إلى أن “اللقاء الذى تم فى موسكو بين وزراء خارجية روسيا والمجموعة الثلاثية الموسعة. فمن المهم حالياً تحديد إتجاه التعاون المشترك، ونحن مستعدون لمثل هذا العمل”، وفقاً لكلام (ريابكوف).
7) وحول سؤال (العلاقات الروسية – الإيرانية – الأمريكية)، جاء تأكيد (سيرغى ريابكوف) بأن (واشنطن بتهديدها الدائم لإيران تقوم بتفسير الحق فى الدفاع عن النفس بطريقتها الخاصة). مطالباً بضبط النفس، وتفادى أى إمكانية للصدام فى المنطقة، التى تعد منطقة هامة للأمن العالمى، مشيراً إلى أن موسكو “قامت بدراسة جميع تصريحات المسئولين فى واشنطن حول إيران هذا الشأن“.
– وحول أبرز إتجاهات كلمات وتعليقات المتحدثين الآخرين خاصةً من (مجتمع الأعمال الروسى – الأمريكى)، وممثلى (دول وبرلمانات أمريكا اللاتينية والوسطى)
1) وعلى الجانب الآخر، إتفق كل من: نادية دى ليون (رئيس برلمان أمريكا الوسطى)، ميلفن إنريك ريدوندو (السكرتير العام لمنظمة “التكامل الإقتصادى” بأمريكا الوسطى)، دانييل روزيل (رئيس مجلس الأعمال الأمريكى – الروسى) مع كافة المشاركين فى إطار المؤتمر التفاعلى عبر الإنترنت، على أن الصدمة الوبائية الحالية وربما الإضطرابات اللاحقة سيكون لها عواقب بعيدة المدى، لذا، فلابد من (التضامن الجماعى) لمحاربة عدو مشترك، فالمجتمعات التى نجت من الحروب أكثر إتحاداً الآن. فلقد أدرك الناس تماماً أن التوحيد والجهود الجماعية فقط هى التي يمكن أن تحقق النجاح فى هذه الحرب.
2) كذلك أتفق متحدثى الجانب الروسى والأمريكى (ألكسيس رودزيانكو “رئيس غرفة التجارة الأمريكية فى روسيا”، دانييل روزيل “رئيس مجلس الأعمال الأمريكى – الروسى”) على التخطيط لـــ (تحديد المجالات التى يمكن لروسيا والولايات المتحدة ودول أمريكا اللاتينية أن تشكل فيها أجندة إيجابية للتعاون متعدد الأطراف). مع حرص الجميع، على أن فتح نقاش مفتوح حول هذا الأمر، خاصةً مع ما تضمنه برنامج النقاش من تخصيص جلسة أسئلة وأجوبة حول الموضوع.
3) ناقش المشاركون فى المؤتمر خاصةً من دول أمريكا اللاتينية وممثل الأمم المتحدة ومجتمع الأعمال الروسى – الأمريكى، مسألة (توفير الطاقة وتأثيراتها الدولية)، وأتفق المتحدثون: (ليلا رولدان فاسكيز “سفيرة سابقة بالخارجية، رئيس مجموعة الدراسات الأوراسية”، ريتشارد كوزول ورايت “مدير قسم الإستراتيجيات التنموية والعولمة بمنظمة “الأنكتاد” بالأمم المتحدة، ومقرها سويسرا”)، على موضوع: “الطاقة العالمية والمخاطر السياسية الدولية“، وبحثوا عن كيفية تأمين وصول إمدادات الطاقة للجميع، وإتفقوا فيما بينهم على أن موضوع (تأمين الطاقة) خاصةً لدول (أمريكا اللاتينية) ما بعد أزمة (كوفيد – 19)، قد إكتسب دوراً كبيراً فى إقتصاد اليوم لدرجة أن تحقيق هذا النموذج المثالى يبدو وكأنه يوتوبيا أى شئ مثالى. مع التأكيد على أن (إمدادات الطاقة بشكل عام وتجارة النفط والغاز على وجه الخصوص كانت وستظل دائماً جزءاً لا يتجزأ من السياسة). وفى الوقت نفسه، فإن هذا الموضوع إزداد أهمية وفقاً لرؤية المتحدثين تحت تأثير وضغوط (العوامل الخارجية) التى تسعى دوماً لزيادة نفوذها تدريجياً فى بعض الدول لتأمين إحتياجاتها الملحة من الطاقة.
4) أما بخصوص أهمية التعاون (الروسى – الأمريكى) مع دول (أمريكا اللاتينية والوسطى) فى مجال (التحول الرقمى والتكنولوجيا الرقمية) ما بعد جائحة (كوفيد-19)، فلقد إتفق مجتمع المال والأعمال والإقتصاد الروسى – الأمريكى المشارك فى هذا المؤتمر، وعلى رأسهم: (ألكسيس رودزيانكو “رئيس غرفة التجارة الأمريكية فى روسيا”، دانييل روزيل “رئيس مجلس الأعمال الأمريكى – الروسى”)، على أن هناك إنفجاراً فى نمو التكنولوجيا الرقمية الإفتراضية، الأدوات والتقنيات التى لا تلامس، مثل: الذكاء الإصطناعى وإنترنت الأشياء، والتكنولوجيا الرقمية التعليمية والروبوتات، ونظام التعرف على الصور ومساحات العمل الإفتراضية والإجتماعات عبر الإنترنت دفعة هائلة لتطويرها. من الواضح أنه عندما تنتهى الأزمة، فإن تلك الثورة اللاسلكية لن تنتهى، فالعالم من حولنا سيكون مختلفاً تماماً. متوقعين التغييرات التى تدخلها العديد من البلدان فى مجال (التكنولوجيا الرقمية والهواتف الذكية) فى المستقبل.
5) أكد ممثلو دول أمريكا اللاتينية والوسطى، وممثل الأمم المتحدة، ومجتمع الأعمال الروسى – الأمريكى، على مسألة (توفير الطاقة وتأثيراتها الدولية)، وأتفق المتحدثون: (نادية دى ليون “رئيس برلمان أمريكا الوسطى”، ميلفن إنريك ريدوندو “السكرتير العام لمنظمة “التكامل الإقتصادى” بأمريكا الوسطى”، ليلا رولدان فاسكيز “سفيرة سابقة بالخارجية، رئيس مجموعة الدراسات الأوراسية”، ريتشارد كوزول ورايت “مدير قسم الإستراتيجيات التنموية والعولمة بمنظمة “الأنكتاد” بالأمم المتحدة، ومقرها سويسرا”)، على موضوع: (توفير منصات متقدمة للدورات التدريبية عبر الإنترنت وقواعد البيانات ومجموعة واسعة من البرامج التكنولوجية الرقمية للتفاعل عن بعد)، خاصةً مع مجموعات كبيرة من زملاء العمل وإدارة المشاريع فى الصناعات والتخصصات. لذا، فلابد من حدوث (تحولات ملحوظة فى الإدارة الإجتماعية للمجتمعات فى أمريكا اللاتينية والوسطى) تحت إشراف الأمم المتحدة، وبمساعدة كلاً من: روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، خاصةً لتلك الدول المتضررة من الوباء.
6) مع تأكيد وإتفاق الجميع خاصة من دول (أمريكا اللاتينية والوسطى) على أن إنتشار الفيروس بات حافزاً لإدخال (التكنولوجيا الجديدة فى الإدارة والسياسة، فضلاً عن التوجه نحو زيادة تحسينها). فالعديد من هذه الإبتكارات التكنولوجية معروفة بالفعل منذ فترة طويلة، ومع ذلك، فإن القصور الذاتى هو سمة من سمات الطبيعة البشرية. لذا، فما تحتاجه مجتمعات (أمريكا اللاتينية والوسطى) فى الفترة المقبلة هو توفير التدريب اللازم من أجل متابعة الإجراءات والخطوات والوسائل الجديدة للحكم بسبب ظروف التحول الجديدة نحو “التكنولوجيا الرقمية” و “التعليم عن بعد” وغيرها من الوسائل التكنولوجية الحديثة بعد جائحة كورونا.
ومن خلال العرض السابق، والذى حاولت فيه المزج بين (خبرات شخصية وعملية) لتقريب الفهم حول عدد من الأمور والمسائل السياسية المعقدة، يتضح لنا بشكل عملى محاولة الولايات المتحدة التقارب مع دول (أمريكا اللاتينية والوسطى) وتعديل إستراتيجيتها لمواجهة أزمة تضاؤل نفوذها فى أماكن عديدة حول العالم، لصالح الدب الروسى والتنين الصينى، ولعل ذلك يفسر سبب فكرة هذا المؤتمر للجمع بين دول (أمريكا اللاتينية والوسطى والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا)، ومناقشة مستقبل التعاون الجماعى بينهم لمواجهة هذه التهديدات الجديدة، خاصةً مع تحليلى السابق لأسباب إستبعاد (الصين) وعدم دعوة ممثل لها لحضور المؤتمر والمشاركة حوله، رغم قوة العلاقة بين روسيا والصين مع دول (أمريكا اللاتينية والوسطى) بعيداً عن واشنطن بالأساس، وهى ربما تكون سياسة جديدة، بعنوان: (فرق تسد)، بمعنى أن: محاولة إستبعاد واشنطن لدور الصين بالتقارب مع روسيا فى (أمريكا اللاتينية والوسطى) ربما يسبب شرخ فى العلاقات بين الصين وروسيا…. إلا أن رد السيد/ سيرغى ريابكوف (نائب وزير الخارجية الروسى)، حرفياً على أهم سؤال وجه إليه، بشأن: (تأثير علاقات دول أمريكا اللاتينية والوسطى مع روسيا مع واشنطن على العلاقات المستقبلية بين الصين وروسيا)، بأن:
(روسيا لن تشارك فى أى ألعاب تهدف إلى عرقلة تنمية العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية لإرضاء الولايات المتحدة، وترفض طرح مثل هذه السؤال)
ومن هنا، يتأكد لنا فطنة وذكاء الجانب الروسى لما تخطط له الولايات المتحدة بشأن تطوير علاقاتها معها ومع بلدان أمريكا اللاتينية والوسطى… وأعتقد أن المستقبل مازال يحمل الكثير من إعادة تشكيل مناطق النفوذ حول العالم، ومحاولة إستبعاد قوى لصالح أخرى. مع إستبعادى تماماً – ولو حتى مستقبلاً – لفرضية التقارب الروسى – الأمريكى على حساب الصين فى أمريكا اللاتينية والوسطى، وذلك نتيجة لعدم إرتياح روسيا لنوايا واشنطن من الأساس هناك. وذلك هو التحليل النهائى الذى خلصت إليه حول هذا الأمر.