أخبارصحة

الهواء الطلق أفضل حيث فيروس كورونا أشرس بالأماكن المغلقة والهواء الملوث

 

د محمد حافظ ابراهيم

 

 

سؤال لطالما ارهق الكثيرين منذ بدء تفشي فيروس كورونا حول العالم . هل يمكن لفيروس كورونا أن ينتشر عبر الهواء؟ و كانت الإجابة بحسب مسؤولي منظمة الصحة العالمية ولفيف من الأطباء والخبراء حول العالم “نعم، من الممكن” . فقد اعترفت منظمة الصحة العالمية مؤخرا باحتمال انتشار كوفيد-19 في الهواء في ظروف معينة.

تشير الى كثره حالات تفشي كوفيد-19 في الأماكن المغلقة المزدحمة مثل المطاعم والملاهي الليلية وتدريبات الفرق الموسيقية . حيث ان الفيروس يمكن أن ينتظر في الهواء لفترة تكفي لإصابة الآخرين، إذا لم يتم تنفيذ إجراءات التباعد الاجتماعي بدقة.

يقول الخبراء إن نقص التهوية في هذه الأماكن يساهم في الانتشار، وربما يسمح للفيروس بالبقاء في الهواء لفترة أطول من المعتاد. وفي تقرير اخر ، وجد الباحثون أن التحدث ينتج قطرات تنفسية يمكن أن تبقى في الهواء في بيئة مغلقة لحوالي من 8 إلى 14 دقيقة.

حيث اوضحت منظمة الصحة العالمية إن أكثر الأشخاص المعرضين لخطر الانتشار عن طريق الجو هم الأطباء والممرضات، الذين يقومون بإجراءات متخصصة مثل إدخال أنبوب التنفس أو وضع المرضى على أجهزة التنفس الصناعي . وتوصي السلطات الطبية باستخدام كمامات واقية ومعدات أخرى عند القيام بهذه الإجراءات .

ويؤكد العلماء أن البقاء في الخارج أقل خطورة بكثير من الداخل لأن قطرات الفيروس تنتشر في الهواء الطلق النقي، ما يقلل من فرص انتقال فيروس كوفيد- 19 و غيره من الفيروسات والبكتريا بجميع انواعها .

كميات خطيرة من الرصاص في دم ثلث أطفال العالم : أفادت دراسة أن ما يقرب من ثلث الأطفال في أنحاء العالم لديهم مستويات مرتفعة من الرصاص في الدم، ما يعرض ملايين الصغار لخطر الإصابة بضرر عقلي أو بدني يتعذر شفاؤه .

وأظهرت الدراسة الحديثه التي أجرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة أن نحو 800 مليون طفل لديهم مستوي 5 ميكروغرامات من الرصاص لكل عشر اللتر أو أعلى في مجرى الدم، وهي مستويات تعد مرتفعة بما يكفي للإضرار بنمو الأدمغة والأجهزة العصبية والأعضاء الحيوية مثل القلب والرئتين .

وقالت منظمة الصحة العالمية إن المستويات المرتفعة من الرصاص في دم الأطفال سبب للتحرك، إلى التخلص من البطاريات التى تحتوى على الرصاص و تفسد و تلوث مصادر الهواء الطلق الطبيعى . وجاءت الدراسه أن النتيجة التي لا لبس فيها لهذا البحث هي أن الرصاص يسمم الأطفال في أنحاء العالم على نطاق هائل بطريقه لم تعرف من قبل .

وأشار إلى مجموعة واسعة من العوامل المسؤولة عن المستويات المرتفعة من الرصاص في دم الأطفال منها التخلص غير الملائم من بطاريات الرصاص الحمضية والبيوت المطلية بالرصاص ومستودعات النفايات الإلكترونية المطلية بالرصاص والأغذية الملوثة بسبب الأواني الخزفية المطلية بالرصاص . وأضاف التقرير أنه كلما زادت الفترة التي لا يكتشف فيها التسمم في الدم ويبقى دون علاج، أصبح الأمر أكثر خطورة وربما يكون مميتاً .

أكبر خطر على صحة الإنسان ليس فيروسا : أن تلوث الهواء يخفض متوسط العمر المتوقع لكل رجل وامرأة وطفل على وجه الأرض بما يقرب من عامين، و وصفه الاطباء و الخبراء انه أكبر خطر على صحة الإنسان . وأوضح مؤشر جودة الهواء (AQLI) أنه بينما يسابق العالم للعثور على لقاح للسيطرة على جائحة “كوفيد-19″، فإن تلوث الهواء سيستمر في جعل حياة الملايين من الناس أقصر وأكثر مرضا، في جميع أنحاء العالم . و يتكون مؤشر تلوث الهواء بشكل رئيسي من حرق الوقود الأحفوري.

ووجد أنه على الرغم من الانخفاضات الكبيرة في الجسيمات المعلقه بالهواء في الصين و هى واحدة من أكثر دول العالم تلوثا إلا أن المستوى العام لتلوث الهواء بالصين ظل مستقرا على مدار العقدين الماضيين . وفي بلدان مثل الهند وبنغلاديش، كان تلوث الهواء شديدا لدرجة أنه يخفض الآن متوسط العمر في بعض المناطق، بما يقرب من عقد من الزمان . وقال معدو البحث إن نوعية الهواء الذي يستنشقه العديد من البشر، يشكل خطرا صحيا أعلى بكثير من “كوفيد-19”.

وقال الدكتورمايكل غرينستون، مؤسس AQLI انه على الرغم من أن خطر فيروس كورونا كبير ويستحق كل الاهتمام االا إن القضاء على خطورة تلوث الهواء بقوة مماثلة سيسمح لمليارات الناس أن يعيشوا حياة أطول وأكثر صحة .

ويعيش نحو ربع سكان العالم في 4 دول فقط من جنوب آسيا، وهي من بين البلدان الأكثر تلوثا و هى بنغلاديش والهند ونيبال وباكستان . ووجد أن هؤلاء السكان سيشهدون انخفاضا في عمرهم بمقدار 5 سنوات في المتوسط ، بعد تعرضهم لمستويات تلوث أعلى بنسبة 44% عما كانت عليه قبل 20 عاما.

وأوضح المؤشر أن التلوث بالجسيمات المعلقه بالهواء يشكل مصدر قلق كبير عبر جنوب شرق آسيا، حيث تتحد حرائق الغابات والمحاصيل مع أبخرة المرور ومحطات توليد الطاقة لتوليد الهواء السام حيث يعيش زهاء 89% من سكان المنطقة البالغ عددهم 650 مليون نسمة، في مناطق يتجاوز فيها تلوث الهواء المبادئ التوجيهية الموصى بها من منظمة الصحة العالمية.

و نجحت أماكن مثل الولايات المتحدة وأوروبا واليابان في تحسين جودة الهواء، الا ما يزال التلوث يحصد متوسط عامين من متوسط العمر المتوقع في جميع أنحاء العالم . وتبين أن بنغلاديش لديها أسوأ نوعية هواء، وسيفقد نحو 250 مليون من سكان الولايات الشمالية في الهند، ثماني سنوات من العمر في المتوسط ما لم تتم السيطرة على التلوث.

تقرير أممي يربط ارتفاع معدل الوفيات بكورونا بمدى تلوث الهواء : كشف تقرير نشرته الأمم المتحدة، أن تلوث الهواء الشديد له علاقة بارتفاع معدلات الوفيات من المرض الذي يسببه فيروس كورونا . وقال التقرير الأممي حول تأثير الوباء على الحياة في المدن الكبرى، إن التلوث الهوائي أدى إلى ارتفاع معدلات الوفيات في بعض هذه المناطق .

وأشار التقرير إلى أنه في العديد من المدن، تم إنشاء مسارات مخصصة للدراجات الهوائية، ومناطق للمشاة، وهذا ما من شأنه أن ينعكس إيجابا على تحسين سلامة وجودة الهواء . وقالت الأمم المتحدة إن حوالي 90% من حالات الإصابة بفيروس كورونا تم تسجيلها في المدن الكبرى .