أخباراقتصاد عربيبقلم رئيس التحريربورصةمقال

السيسي .والمصداقيه مع الشعب

من القلب للقلب
⚘⚘⚘⚘⚘
بقلم المستشار اسامه زكي

لا أشك و لا يتشكك منصف عادل قرأ التاريخ بعناية و حيادية ، و سمحت له الأقدار أن يستمع لشهود عدول عايشوا تلك الحقب بخيرها و شرها .. لا نتشكك في وطنية اي حاكمٍ حكم مصر بما فيهم حسني مبارك أو عبد الناصر .. بل و حتى الملك فاروق (رحمهم الله) لكن ما يعاب على مبارك أنه كاد أن يُجهِز على معاني الوطنية لدى الأجيال التي جاءت في عهده ممن لم تلتهب وجدانها بوطنية السادات الصارخة و لم يحظ بسماع عبارات خطبه الرشيقه ، فمبارك جعل لقمة العيش هَمَّ رعاياه الأول و الأخير فلا تفكير في وطنية و لا في تدين و لا في أخلاقيات كانت تتوارثها الاجيال و يغذيها الكبير للصغير ، فالكل مغمى العينين و يدور في ساقية لا يدري أين كان و لا إلى أين يتجه .
حتى جاء السيسي و أحيا الله به (الوطنية) بعد موتها و (الرجولة) بعد وأدها ، و لم تكن أداة إحيائها مجرد كلام براق أو وعود سرابية و لكن بالقدوة و النموذج المجسد و التخطيط المدروس و المجهود و العرق و الإنجاز الملموس ..
لقد قدم السيسي (وطنيةً) عمليةً في زمن ملَّ فيه الناس الكلام و الوعود (الحاف) ، لقد رأينا أنفسنا أمام رجل وهب لبلده كل ملكاته و مواهبه و متعه الله بفهم واعٍ لدقائق تلك الفترة الحرجة و التي لا تتحمل أية تجربة أو مهادنة أو تسرع أو تراخ أو اعتذار ، فهي من أحرج الفترات التي مرت على مصر عبر تاريخها الحديث حيث تواجه فيها حروبا من نوع خاص .. حروب مستحدثة مغايرة تماما لتلك الحروب المتعارف عليها فيما سبق فكان لا بد أن يقوم لها أيضا رجل غير عادي يستعين بالله و يتحلى بالصبر و الذكاء الحاد و حكمة القرار ليوجه هذا الكم من الصراعات بثبات و حسن تدبير و كياسة ليصل بوطنه و شعبه لبر السلامة و يحميه من استذءاب الذئاب .

قد أختنق و تختنق و نتضايق من شدة قسوة الحياة و غلاء مطالبها في هذه الفترة الحرجة ، و قد تعتريك لحظة تضعف فيها – و للعلم هو ضعف طبيعي جدا لا يزعجك ، قد تغضب أو تنفعل و قد يسخن قِدرك و تفور و تزبد و ترغي .. و لكن في ساعة الجد و في وقفة الصدق مع نفسك .. و أنت تشرب كوب الشاي .. ستفيق و ستجد من يتحدث مِن داخلك بصوت أشبه بصوت أبيك يقول لك : هذا الرجل محترم و وطني و يخشى الله و يعلم ما لا تعلمه أنت مِن خفايا كواليس الأحداث مما لو علمته لما اخترت سوى ما اختار – إن كنت جسورا حذورا مثله – فما كل ما وراء الأحداث تحيط به و لا بنصفه و لا بربعه فلا تحكم في قضية لم تطلع على كامل أوراقها و إلا تأكد خطؤك و زلت قدمك ، و رضي الله عن الإمام مالك إذ يقول في عبارته الدقيقة (ما كل شيء يقال) .

بداخلي و بداخلك ما يطمئنك عليك و أنت معه و يؤكد لك ثقتك في كل خطوة يخطوها .. ثمة حدس تعرفه فيك تعتاد صدقه يرفض ان تصغي لأية أكذوبة تنسب له للوقيعة بينكما أو تعكير صفو العلاقة بينه و بين أحرار رعيته .. فالصادق معروف و الكاذب مكشوف ..
هذا الحال الداخلي الذي يربطنا بهذا الرجل من أسرار تأييد الله له فالمصداقية الذي يتمتع بها السيسي هي همزة الوصل التي بينه و بين شعبه الذي يعامله بكل إخلاص و تفان لغد أفضل بإذن الله تشرق شمسه فيه على وطن يحمل تاريخ الماضي و حداثة العصر و أمل المستقبل ، لقد استلم السيسي التركة مَدينةً و في حالة صعبة غاية الصعوبة و يحيط بها ظروف مستعصية من التناحر و التشرذم في ظل اقتصاد منهار من أثر الخريف العربي لم تمر بها مصر من الداخل أو الخارج قط حتى قال الوطني الصادق فينا (أنَّى يحيي هذه الله بعد موتها ).. فاستعان بالله و استمد منه العون فنقل البلاد نقلة غير مسبوقة و في زمن وجيز مُلفت رغم أن تقدم الشعوب يحتاج لحقب قد تمتد لقرون ، أما هذا الرجل الموفق فكأنه قد صادفته ليلة قدر عدلت مجهود سنوات طوال فكانت خيرا من ألف شهر .

و الأن و نحن في هذا الوقت الذي نعايشه و هو وقت حساس غاية الحساسية شرقا و غربا و جنوبا ، و في ظل ظرف راهن نعايشه معلوم للكافة ، فلا سبيل أمامنا سوى الاستعانة بالله و الوقوف الجاد المتراص كالبنيان المرصوص خلف رئيسنا الموفق المؤيد ، فقد وجب اجتماع كل وطني غيور تحت هذه الراية نقف معه على أعتاب عزة الله و تأييده وحده لا شريك له واثقين في دعمه موقنين بنصره و إكرامه لهذا البلد المبارك و شعبه الطيب المكافح و جيشه الباسل البطل و لعبده التقي الورع الموفق عبد الفتاح السيسي و الذي لا أتشكك في تأييد الله له و نصرته لهذا البلد الأمين تحت قيادته ( و ما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ) (و إن جندنا لهم الغالبون) .