رئيس إداري في سامسونج….الجائحة بمثابة العامل المحرك للابتكار
كتبت- ايه حسين
شهد العالم منذ اختياري لرئاسة وحدة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتنقلة في سامسونج قبل ستة أشهر تغييرات جذرية، أدت إلى تغيير المشهد العالمي على مستويات متعددة. فما كان عادياً في السابق، بات الآن غريباً أو حتى مرفوضاً- كزيارة الأصدقاء وتناول الوجبات في المطاعم.
يمكنني تسمية هذه الحقبة “العادي الجديد” والتي تلعب التكنولوجيا – وخاصة تكنولوجيا الهاتف النقال – دوراً حيوياً في التخفيف من وطأتها على البشرية. تغيرت حياتنا خلال بضعة أشهر على نحو جذري لم نكن نتصوره، ومن ضمن التغييرات الطارئة على حياتنا اليومية، العمل والتعليم عن بُعد، وممارسة التمارين الرياضية في المنزل، وحضور الحفلات الموسيقية عبر الإنترنت، وغير ذلك من التغييرات التي ساهمت تكنولوجيا الهواتف النقالة في جعلها تجربة أسهل وأكثر بساطة.
وبصفتنا شركة رائدة في عالم التكنولوجيا، يترتب علينا الالتزام بمسؤوليتنا، ودعم المجتمعات المختلفة لضمان استمرارية الحياة والأعمال، لاسيما وأن الحاجة باتت ملحة أكثر من أي وقت مضى للاعتماد على التكنولوجيا في جميع مفاصل الحياة اليومية، حيث يعتمد الكثير من الناس على منتجاتنا وحلولنا وخدماتنا، للتواصل مع الآخرين، وإنجاز مهامهم والبقاء على اتصال لغايات مهنية وشخصية.
سيشهد هذا الصيف إطلاق خمسة أجهزة جديدة من سامسونج، وذلك في إطار فعالية استثنائية بعنوان Galaxy Unpacked . وستعكس هذه الأجهزة رؤيتنا كشركة رائدة في مجال الابتكارات المستمرة على مستوى تجارب الهاتف النقال الجديدة، حيث تجمع بين الأداء الفائق والوظائف السلسة، في العمل أو عند اللعب، في المنزل أو خارجه. توفر هذه الأجهزة للمستخدمين القدرة على العيش خلال الوضع العادي الجديد على نحو أفضل، عبر الاستفادة من المزايا والتقنيات المتنوعة التي تتميز بها هذه الأجهزة الجديدة المحمولة والقابلة للارتداء، والمصممة لجعل حياتنا أكثر سهولة.
وفي الوقت الذي أستعرض فيه مستقبل الهواتف المحمولة من سامسونج، يسعدني مشاركة ثلاث أولويات استراتيجية كنت أركز عليها. تعتبر الجرأة في التصاميم والمزايا الرائدة والسابقة لعصرها، من العناصر الأساسية المعززة لريادة سامسونج، حيث نتجه دوماً للمغامرة والابتكار وتحمل المخاطر، إضافة إلى ريادة القطاع بدلاً من الانتظار وتقليد الآخرين. ورغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم، ستساهم هذه الركائز في تعزيز قدرتنا على الالتزام بشكل مستمر في التركيز على تطلعات وتوقعات عملائنا.
ابتكارات هادفة
تتميز ابتكاراتنا في سامسونج بتوجهها لتحقيق أهداف واضحة: الارتقاء بمستوى حياة المستخدمين وجعلها أكثر سهولة. وفي الوقت الذي فرضت فيه الجائحة سياسات احترازية ووقائية أدت إلى تعطيل جزء من حياتنا، استطاعت التكنولوجيات المتطورة ضمان استمرارية الحياة عبر مد الجسور بين الناس، حيث أصبحت الأجهزة النقالة الوسيلة الوحيدة التي مكنت الكثيرين من الاستمرار في العمل والدراسة عن بعد والبقاء متصلين مع العالم من حولهم- حتى باتت الشريان الوحيد الضامن لاستمرارية الحياة.
قمنا خلال الأشهر الستة الماضية، بتطوير منتجاتنا على نحو ملحوظ، إضافة إلى تعزيز استثماراتنا في مجال البحث والتطوير. استطعنا خلال فترة قياسية نشر حلول جديدة للحد من وطأة الأزمة الحالية، بدءاً من التركيز على الارتقاء بمستوى تكنولوجيا الدردشة المرئية إلى تقديم الدعم للعاملين على خطوط المواجهة لضمان سلامتهم في العمل.
ومن المؤكد بأن مرحلة “العادي الجديد” ستشهد ظهور ابتكارات أكثر جرأة وتميزاً. نعمل في سامسونج على جعل تكنولوجيا الهاتف النقال أكثر ذكاء وفائدة وسلامة وتخصيصاً، حيث نخطط لتطوير المزيد من المنتجات الرائدة، مثل هواتفنا القابلة للطي الرائدة على مستوى القطاع. وبينما نطرح مجموعة واسعة من أجهزة Galaxy المتوافقة مع تقنية الجيل الخامس في المزيد من الأسواق حول العالم، ستوفر هذه التقنية العديد من التجارب التي لا يمكننا تخيلها حتى الآن.
نحن نمتلك محفظة هائلة من الأجهزة الذكية بدءاً من الهواتف القابلة للطي وصولاً إلى تلك المتوافقة مع تقنية الجيل الخامس، والتي سيكون بعضها متوفراً في الأسواق قريباً. وأنا في الحقيقة متحمس للتعرف على الطرق التي سيعتمدها المستخدمين لتغيير حياتهم عبر تبني هذه التقنيات، والتي ستعزز قدراتهم على الابتكار الهادف.
محفظة متوسعة من الشركاء
من المعلوم أن في الاتحاد قوة، وقد أثبتت الأشهر القليلة الماضية حقيقة ذلك القول مرات عديدة. شهد العالم العديد من القصص الملهمة لكثير من الأشخاص الذين قدموا الدعم لبعضهم البعض، الأمر الذي نتج عنه تحقيق إنجازات هائلة، وأثبت أن التكاتف التعاوني يعزز القدرات ويسرع وصولنا لتحقيق الأهداف المنشودة.
وقد ساهمت الظروف الاستثنائية التي عشناها خلال الفترة الماضية، في تعزيز رؤيتي واهتمامي بدور محفظة شركاء سامسونج الواسعة في إطلاق العديد من الابتكارات ونشرها للمستخدمين لتمكينهم من الحصول عليهم والاستفادة من الفرص والإمكانات التي توفرها لهم. ولطالما اعتقدنا في شركتنا بأهمية التعاون لتوفير تجارب جديدة لعملائنا.
ومن أهم الشراكات التي ساهمت في تعزيز ابتكاراتنا ونشرها، تعاوننا مع جوجل ومايكروسوفت ونتفليكس وسبوتيفي على سبيل المثال لا الحصر. هدفت شراكتنا مع جوجل إلى تحسين أداء وجودة مكالمات الفيديو[1] لتمكين المستخدمين من الاتصال بسهولة أكبر. كما قمنا بتوسيع شراكتنا مع مايكروسوفت لتمكين الهواتف الذكية وأجهزة Galaxy العاملة بنظام ويندوز من مشاركة الرسائل والصور وتذكيرات التقويم في الوقت الحقيقي[2]، وسيستمر هذا التعاون في التوسع عبر شراكتنا مع Xbox لتعزيز تجارب الألعاب.
نحن نؤمن أيضاً بأهمية الشراكات لأننا نحرص على توفير الفرصة الملائمة لمجموعة من أصحاب المصلحة، بما في ذلك الشركات الناشئة والمطورين ومجتمعاتنا المحلية، ودعمهم في مسيرتهم التطورية لتحقيق أحلامهم. ويعتبر برنامجي Samsung C-Lab لدعم للشركات الناشئة و Samsung NEXT أمثلة على العديد من الخطط والبرامج والمبادرات الهادفة لدعم رواد الأعمال داخل وخارج شركتنا لتطوير وتنمية وتوسيع أعمالهم.
نستمر في سامسونج بتقديم أفضل الابتكارات في السوق – بغض النظر عن مصدرها. في النهاية من المؤكد أن التعاون يعزز قدراتنا جميعاً على الارتقاء بمستوى الحياة البشرية.
المرونة التشغيلية
تعد المرونة في عالمنا سريع التغير أمر بالغ الأهمية. وقد دفعت وتيرة التغيير السريعة التي يمليها واقعنا الجديد إلى الحاجة لتعزيز المرونة التشغيلية: القدرة على تحديد أولويات الموارد وفعاليتها، مع توقع الاتجاهات المستقبلية والعمل على والاستعداد لها لضمان استمرارية الأعمال وتجنب التحديات المتوقعة. لقد شكلت الجائحة اختباراً قاسياً لنا جميعاً، حيث كان علينا التحول بسرعة لتوفير الدعم والرعاية لمجتمعاتنا المحلية وشركائنا وموظفينا، مع الاستمرار في تطوير وتعزيز مرونة العمليات المستقبلية.
ساهمت هذه المرونة أيضاً في تعزيز قدرتنا على ابتكار وتصميم الأجهزة المتطورة ذات الأداء الفائق، وتوفير تجارب الاتصال من المستوى التالي، خلال فعالياتGalaxy Unpacked . وقد اكتشفنا خلال الفترة السابقة حاجة المستخدمين للحصول على أجهزة متطورة لإنجاز أعمالهم واللعب والقيام بمهام متعددة تتوافق مع مجموعة متنوعة من أنماط الحياة. وقد استطعنا بفضل التزامنا بالابتكار، ومرونتنا التشغيلية، من إعادة تصور وتعريف تجربة الهاتف النقال على نحو شامل ومتكامل.
كما أدت المرونة التشغيلية إلى إحداث تغييرات أساسية على مستوى تجربة الهاتف النقال الموثوقة. نظراً لاهتمامنا بحماية العملاء وضمان صحتهم وسلامتهم، قمنا باعتماد تدابير آمنة في جميع مراحل تصميم وتصنيع الأجهزة، بدءاً من الشريحة وصولاً إلى التطبيقات. نحن فخورون اليوم بالدور الريادي لمنصة Knox في مجال توفير الأمان والحماية الفعالة لأكثر من مليار مستخدم حول العالم.
مستقبل الابتكار في مجال الاتصالات المتنقلة
باختصار، ستعمل هذه الأولويات الاستراتيجية الثلاث على قيادة وترشيد وحدة أعمال الهواتف المتنقلة لدى سامسونج خلال الوضع العادي الجديد والمرحلة التي تليه. وسنتمكن على ضوئها من تعزيز قدراتنا الابتكارية على نحو مستمر لتحقيق رؤيتنا في تقديم تجارب جديدة ومبتكرة على مستوى الهواتف النقالة لعدد متزايد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم.
سنستمر في توسيع منظومة Galaxy وتوفير تجارب تساعدكم على إنجاز المزيد بتكلفة أقل للتركيز على الإنجازات الأكثر أهمية. في النهاية، يتعلق الأمر بمنح المستخدمين أفضل التجارب التي توفرها مجموعة Galaxy للارتقاء بمستوى حياتهم وجعلها أكثر سهولة وذكاء.
يمكنكم التعرف على منتجاتنا المستقبلية في فعالية Galaxy Unpacked القادمة بتاريخ 5 أغسطس. سنقوم للمرة الأولى، ببث الفعالية بشكل مباشر من كوريا الجنوبية – في تجربة افتراضية استثنائية.
ونتطلع قدماً لمشاركتكم هذا الحدث الأول من نوعه.