أخبارصحة

استهلاك الكركم و علاج الذاكرة والسرطان

 

د محمد حافظ ابراهيم

في دراسة قام بها باحثون اعتمدت على مقارنة مجموعة من كبار السن في مرحلة ما قبل مرض السّكري حيث تستهلك جرام واحد من الكركم كل صباح مع وجبة الإفطار ومجموعة أخرى تلقت العلاج الوهميّ أي أنهم يعتقدون أنهم يتلقون الكركم لكنهم يتلقون مادة تشبهه فقط، ووجدوا أن ذاكرة المجموعة الأولى قد انتعشت مدة ست ساعات بعد الإفطار أكثر من المجموعه الثانية.

الكركم هو نوع نباتي استوائي يستخدم في الطبخ بكثرة بالذات في آسيا، فهو ما تقوم عليه خلطة “الكاري” المميزة ويعود لونه الأصفر إلى مركب “الكركمين” والذي يشكل نسبة 3-6% من الكركم، وأظهرت التجارب أن له دوراً في مقاومة الإصابة بالعته و الزهيمر .

ولقد اتفقت نتائج هذه الدراسة مع نتائج دراسات سابقة، حيث وجدوا أن الكركم يؤثر بالإيجاب على القدرات المعرفية والإدراكية عند وجود مشاكل في أيض الجسم أو مقاومة الإنسولين.

و ان إضافة الكركم لغذاء الأشخاص الذين يكونون في المراحل المبكرة من مرض السكري يقلل من أخطار تعرض أدمغتهم وتفكيرهم للتدهور، وهو وسيلة بسيطة للتدخل تخفف عن كاهلنا عواقب مرض السكري على ذاكرة وأدمغة المصابين به ، كما يقول الأستاذ المتفرغ الدكتور مارك والكفيست من القسم الآسيوي في جامعة موناش، والذي أجرى دراسة على مدى ارتباط الكركم والذاكرة في تايوان على مجموعة من كبار السن بدءً من ستين عاماً فأكثر من النساء والرجال والذين تم تشخيصهم بأنهم في مراحل مبكرة من مرض السكري.

والذاكرة هي انعكاس لوظائف أخرى للمخ، مثل التخطيط وحل للمشاكل والبحث عن الأسباب، لذلك فإن ما ينعشها فهو ينعش هذه الوظائف كذلك، وما يسبب تدهورها يتسبب في تدهور هذه الوظائف أيضاً.

الكركمين الموجود فى الكركم يحارب نمو السرطانات النادرة : اظهرت دراسة أجراها علماء فى جامعة ويسترن ريزيرف فى أوهايو، ونشرت فى دورية أبحاث السرطان السريرية، أن الكركم ذو اللون الأصفر المميز يحتوى على جزيئات الببتيد والكركمين التى لها القدرة على وقف نمو تطور سرطان ميسوثيليوم وهو سرطان نادر

وجد الباحثون أن التوابل الشائعة التى تم استخدامها لعدة قرون فى المطبخ الآسيوى، مثل الكركم بلونه الأصفر المميز مع بعض جزيئات الببتيد، لها القدرة على وقف تطور ورم ميزوثيليوما وهو سرطان عدوانى يصيب غشاء بطانة الرئتين، كما أن الكركمين، المعروف منذ زمن طويل بخصائصه المضادة للسرطان، عندما يكون جنبا إلى جنب مع الببتيدات يساعد على تدمير السرطان

وقال الباحثون إن سرطان ميزوثيليوما قد يصيب العديد من أجهزة الجسم الداخلية، بما فى ذلك الصدر والبطن والقلب، بالرغم من أن الأورام الخبيثة نادرا ما تؤثر على القلب، ولكن يمكن أن تعيث فسادا فى الرئتين والصدر، والبطن، وهناك عامل خطر رئيسى لتطوير ورم ميزوثيليوما هو التعرض للإشعاعات وهو سرطان نادر ولكن يقتل 43000 شخص حول العالم كل عام

وأوضح كبير معدى الدراسة الدكتور أفشين دولتى من جامعة ويسترن ريزيرف فى أوهايو، أن الكركم يمنع المغص وطارد للغازات وينظم الدورة الشهرية، مضيفاً أن الصبغة الصفراء الموجودة فى الكركمين لها تأثير يفوق الكورتيزون فى الأمراض الجلدية وهى مضادة للأكسدة وأشد من فيتامين ه على الجلد .

الكركمين العنصرالنشط للكركم لعلاج السرطان : اوضحت الأبحاث أن البلدان التي يبلغ متوسط مستويات الكركمين فيها ما بين 100 إلى 200 ملجم يوميًا، تميل إلى إظهار معدلات أقل لأنواع معينة من أنواع السرطان مثل سرطان الثدي وسرطان الأمعاء وسرطان المعدة وسرطان الجلد .

وتظهر الأبحاث أن الكركمين يبطئ نمو الخلايا السرطانية وتطورها وانتشارها، لأن الكركمين يقمع مختلف المواد الكيميائية المسؤولة عن نمو السرطان وانتشاره، فهو مفيد أثناء العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي لأنه يحسّن الخلايا السرطانية بشكل انتقائي ويعزز فعالية العلاج. كونه احد مضادات للأكسدة القوية ، فإنه يحمي الخلايا الطبيعية من الآثار السيئة للعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي.

ويمكن استخدام الكركمين في الاطعمه للوقاية والعلاج، حيث إنه يبطئ نمو وتحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطاني، عن طريق تثبيط مختلف وسطاء التهابات ، وبالتالي يمنع السرطان، وحتى إذا تطور السرطان ، فإنه يقلل من نمو الورم عن طريق تثبيط العديد من عوامل النمو والجزيئات التي تساعد في انتشار خلايا السرطان من عضو إلى آخر . فإذا تم استخدامه كمساعد مع علاجات السرطان الأخرى المتاحة مثل العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي ، فإنه يعزز فعاليتها وكذلك يقلل من الآثار الجانبية منها، ومع ملاحظه أنه يمكن أن يقلل من تخثر الدم.

واوضحت ادارة الغذاء والدواء الأمريكية بتعيين الكركمين في الفئة الآمنة للاستخدام، والتي تأتي فيها تلك الأطعمة والمواد الكيميائية فقط والتي يعتبرها الخبراء آمنين. حيث انه في العديد من دراسات السلامة والسمية، وجد أن الكركمين جيد التحمل وليس له أي آثار جانبية مثيرة للقلق، وهذه الأسباب تجعل من الآمن أن تؤخذ بانتظام للاستخدام الوقائي وكذلك العلاجي .