“هواوي” الشرق الأوسط: “ما زال تطوير تقنية الجيل الخامس “أولويتنا”
كتبت- اية حسين
في الوقت الذي توظف فيه دول منطقة الشرق الأوسط التطور التكنولوجي المتسارع لاستئناف الأنشطة الاقتصادية ومتابعة مسيرة النمو بعد أزمة كورونا، يرى المسؤولون التنفيذيون في هواوي الشرق الأوسط أن هناك فرص استثنائية لدعم خطط واستراتيجيات الحكومات المحلية والمجتمعات والشركات من خلال قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات. وفي هذا الإطار، تحدث تشارلز يانغ، رئيس هواوي الشرق الأوسط في لقاء مفتوح عُقد عبر الإنترنت بمشاركة نخبة من الإعلام في عشر دول من المنطقة عن طبيعة هذه الفرص ودور القطاع خلال المرحلة الحالية والتي تليها على ضوء التطورات التي تشهدها تقنية الجيل الخامس وانتشار تطبيقاتها التجارية والإسهامات التي يمكن أن تقدمها للمجتمعات وكافة القطاعات والصناعات.
وقال يانغ: “تؤدي شركات تقنية المعلومات والاتصالات دوراً حيوياً في تطوير الاقتصادات الرقمية بالتعاون مع الحكومات والمؤسسات غير الحكومية من القطاعين العام والخاص في إطار العمل على تسخير تقنيات مثل الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي من أجل تعزيز نهج الابتكار والاستثمار ضمن قطاع تقنية المعلومات والاتصالات. ولا شك بأن تفشي وباء كورونا أدى إلى زيادة الطلب على حلول تقنية المعلومات والاتصالات خاصة في مجالات حيوية مثل شبكات الجيل الخامس في ظل الاستخدام المتزايد للشبكة بناء على الوضع الحالي للعمل والتعليم عن بعد وغيرها من الأمور التي تجري بالكامل عبر الشبكة، حيث يتم تبادل عدد هائل من البيانات الشخصية والتجارية عبر شبكات الاتصالات في الوقت الحالي، ويعتبر الجيل الخامس أفضل خيار للتعامل مع الضغط على الشبكة والوفاء بكامل متطلباتها”.
وأكد يانغ أن العديد من دول الشرق الأوسط تعتبر اليوم في مقدمة دول العالم التي أطلقت شبكات الجيل الخامس التجارية. وأن العديد من الجهات التنظيمية اتبعت نهجاً تعاونياً جيداً لتسهيل تخصيص وترخيص النطاق الترددي للجيل الخامس مع البدء بإطلاق شبكات الجيل الخامس على نطاق واسع في وقت مبكر من عام 2018.
وقال يانغ: “مجالات استخدام الجيل الخامس غير محدودة تماماً من الناحية العملية على الرغم أنه بات من الواضح استفادة بعض القطاعات من الجيل الخامس أكثر من غيرها في ظل الظروف الحالية مثل الرعاية الصحية والتعليم والنقل والطاقة. لكن التحول إلى مجتمعات أكثر ذكاءً يتطلب مزيداً من جسور التعاون بين القطاعين العام والخاص على أعلى المستويات. كما أن الحاجة إلى تطوير النظام الإيكولوجي للجيل الخامس – بما في ذلك تطوير النظام الإيكولوجي للمواهب – تبدو أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى”.
وتعتبر التقنيات التي تعتمد على الجيل الخامس وتتكامل معها واحدة من مجالات هذا التعاون، حيث تجمع بين اتصالات الجيل الخامس وتقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية. وبحسب تقرير نشرته الجمعية الدولية لشبكات الهاتف النقال في العام الماضي تحت عنوان “اقتصادات قطاع الاتصالات المتنقلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، توقعت الجمعية أن يصل عدد الاتصالات التي تجرى عبر شبكات الجيل الخامس في المنطقة إلى 45 مليون اتصال بحلول عام 2025، وذلك بفضل الإسهامات والخدمات التي يوفرها قطاع الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي ستصل قيمتها إلى أكثر من 220 مليار دولار بحلول عام 2023.
وأوضح يانغ بأن نهج أعمال هواوي القائم على تبني التقنيات التي تعتمد على الجيل الخامس وتتكامل معها يوفر لها ميزة تنافسية تعزز مكانة الشركة في السوق. وقال: “نتمتع بوضع مميز يتيح لنا أن نجمع بين خبرة هواوي الكبيرة في الجيل الخامس وتقنيات ثورية أخرى مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والأجهزة الذكية، فشركة هواوي هي الوحيدة التي توفر حلولاً شاملة من خلال التقنيات التي تعتمد على الجيل الخامس”.
وذكر يانغ أنه بفضل التركيز على البحث والتطوير، هواوي تتميز عن غيرها على المستوى العالمي في نشر شبكات الجيل الخامس التجارية. وتحرص على زيادة مستوى تعاونها مع شركات الاتصالات وشركائها في جميع أنحاء العالم لاستكشاف مزيد من آفاق استخدام الجيل الخامس في أكثر من 300 مشروع، وأسست مراكز مشتركة لابتكارات الجيل الخامس في مناطق عديدة مثل أوروبا، إضافة إلى كونها عضو في هيئة المقاييس العالمية للجيل الخامس.
وتحدث يانغ عن النجاحات التي حققتها هواوي في الشرق الأوسط بفضل التعاون الوثيق مع الهيئات الخارجية قائلاً: “تمكنا من تحقيق إنجازات كبيرة في المجال التكنولوجي بفضل الاستثمار في البحث والتطوير على المدى الطويل والاهتمام بشكل خاص بمتطلبات قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات واحتياجاته بحسب أسواق المنطقة. ونسعد بأننا جسور الثقة مع عملائنا وشركائنا قوية وتتوطد أواصرها على الرغم من الضغوط الخارجية الحالية. ونحن مصممون على مواصلة التعاون مع الحكومات والعملاء والشركاء لتوفير مزيد من الحلول التي تمكنهم من مواصلة عملية التحول الرقمي وتحقيق أهداف التنمية الوطنية”.
وأشار يانغ إلى أن قضايا الأمان والخصوصية تأتي في مقدمة أولويات هواوي مؤكداً أن هواوي لديها سجل حافل في هذا المجال، وأن أكثر من 700 مدينة و228 شركة مدرجة في قائمة “فورتشن جلوبال 500” – من بينها 58 شركة مدرجة ضمن أفضل 100 شركة – قد اختارت هواوي كشريك لها لإنجاز التحول الرقمي.
وقال يانغ: “نتعاون مع الجميع على أساس من الشفافية والوضوح والتعاون والمصلحة المشتركة للاستفادة من البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات وتعزيز أمنها. وندرك مسؤولياتنا على أكمل وجه في مجال أمن المعلومات وحماية الخصوصية، ونؤكد أن هواوي على مدار الأعوام الثلاثين الماضية تعاونت مع العديد من شركات الاتصالات لإنشاء أكثر من 1500 شبكة اتصالات وخدمات الشبكات لأكثر من 3 مليارات شخص في أكثر من 170 بلداً ومنطقة. وأن قائمة عملاء هواوي تتضمن العديد من شركات الاتصالات الأكبر في العالم وشركات مدرجة في قائمة فورتشن 500. ولضمان أفضل الخدمات الآمنة، قال يانغ: “أنشأنا نظاماً شاملاً لضمان الأمن السيبراني ولدينا سجل حافل في هذا المجال، حيث تحظى ممارساتنا في مجال الأمن السيبراني بثقة شركائنا في جميع أنحاء العالم. كما نالت منتجات هواوي من الجيل الخامس العديد من شهادات الجودة والأمان من جهات خارجية وأصبحت هواوي أول شركة تحصل على شهادة CC EAL4+”.
وذكر يانغ بأن الدعم الذي تقدمه هواوي للمواهب المحلية في الشرق الأوسط يستهدف تحفيز الابتكار لدى الموارد البشرية المحلية في دول المنطقة باعتبارها محوراً هاما وحيوياً في قيادة دفة الرقمنة وتحقيق أهداف التنمية لدول المنطقة بالاستفادة من التكنولوجيا. وقد تعاونت الشركة مع الهيئات الحكومية المحلية والمؤسسات الأكاديمية على مدار أعوام عديدة في برامج ومبادرات لتطوير المواهب المحلية التي من شأنها قيادة قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات لتحقيق المزيد من النجاح والدعم لبقية القطاعات والصناعات وكذلك المجتمعات. وتبرز أهمية هذه الإسهامات في ظل الأزمة الاقتصادية التي تسبب بها تفشي فيروس كورونا.
وختم يانغ حديثة بقوله: “الاستفادة من نقاط القوة التي يمتلكها كافة المعنيين بصناعة الاتصالات وتقنية المعلومات من خلال نهج تعاوني منفتح على الجميع هو المسار الوحيد الذي يمكننا من خلاله بناء النظام الإيكولوجي المطلوب الذي يعود بالفائدة على كافة الأطراف ويمكننا من تحقيق رؤيتنا في إيصال الرقمنة للأفراد والمنازل والمجتمعات في الشرق الأوسط”.