د محمد حافظ ابراهيم
العادات الصحيه الخاطئه تزيد خطر الوفاه المبكر : هناك الكثير من الأبحاث التي تربط الوفيات المبكره بالعادات الصحية الخاطئة وعوامل نمط الحياة الغير صحى، فقد حدد العلماء في جامعة كولومبيا البريطانية في كندا – بالتعاون مع جامعات أخرى العوامل التسعه الأكثر احتمالًا أن تؤدي إلى الوفاة . و اهم هذه العوامل تزيد احتمالات الوفاة بشكل كبير هي:
= التدخين.
= الطلاق.
= شرب الكحول.
= الأزمات المالية .
= البطالة.
= قلة الرضا عن الحياة
= عدم الزواج
استخدام برامج الإعانة الحكومية الغذائية=
= الأفكار والمشاعر السلبية
حيث بلغ التقدير لمتوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة 78.6 سنة، في حين بلغ متوسط 11 دولة صناعية أخرى حوالي 82.3 سنة. وإن أدوار العوامل الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والسلوكية في متوسط العمر المتوقع غير مفهومة او مدروسه جيدًا . وهذا يعني أنه من غير الواضح أي من هذه العوامل غير الطبية هي أقوى في التنبؤ بمخاطر الوفيات المبكره .
تضمنت الدراسة ، التي قادها إيلي بوتيرمان من جامعة كولومبيا ، بيانات 13،611 بالغًا شاركوا في الدراسة كانت هذه عينة تمثيلية من البالغين الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 52-104 وكان متوسط العمر 69.3. حيث قام العلماء بجمع هذه البيانات بين عامي 1992 و 2008 وتحليلها فيما يتعلق بالوفيات التي حدثت بين عامي 2008 و 2014.
النظام الغذائي في اليابان: هل يمكن أن نعيش عمرا أطول إذا أكلنا مثل اليابانيين. حيث تضم اليابان معمرين تتجاوز أعمارهم مئة عام فأكثر مقارنة بأي دولة أخرى، إذ يصل 48 من بين كل 100 ألف شخص في اليابان إلى عيد ميلاده المئوي، وبذلك تتفوق اليابان وبفارق كبير على أي دولة أخرى في العالم . و هناك سبب لهذه الظاهرة، و يمتاز به اليابانيون عن بقية الشعوب حيث يلعب طعامهم دورا في ذلك.
وفائدة طعام دول منطقة البحر المتوسط، وذاعت شهرته و تحدث عنه خبير التغذية الأمريكي، الدكتور آنسيل كيز، بعد أن لاحظ زيادة أعداد المعمرين في إيطاليا، ورصد في سبعينيات القرن الماضي قلة ما يحتويه طعامهم على دهون حيوانية. و كذلك الدكتور وولتر ويليت، خبير تغذية عن حياه المعمرين في اليابان، ورصد فيها تراجع عدد الوفيات جراء الإصابة بأمراض القلب في هذه البلاد. وتساءلت دراسات عديدة إذا كان الطعام يسهم في ذلك، وما هي أنواع الأطعمة التي ينبغي أن نأكلها لتطول أعمارنا ؟
حيث تشير الدكتوره شو تشانغ الباحثة بالمركز الوطني الياباني لعلوم وطب الشيخوخة، إلى اتساع نطاق دراسة النظام الغذائي الياباني، وليس المقصود “بوفيه السوشي المفتوح”. حيث خلص بحث اعتمد على مراجعة 39 دراسة ترجح وجود صلة بين الطعام الياباني والتمتع بالصحة، وإلى وجود قواسم مشتركة، من بينها التركيزعلى تناول المأكولات البحرية والخضراوات وحبوب الصويا ومنتجاتها والأرز وحساء الميزو.
وتشير الدكتوره تشانغ عموما إلى ارتباط تلك الأغذية بتراجع عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بأمراض القلب، وإن لم ترتبط بأمراض أخرى مثل السرطان، كما يبدو أنها ترتبط بتراجع معدلات الوفاة عموما.
تراجع نسبة الدهون : ودرس الدكتور تسويوشي تسودوكي، أستاذ الأغذية والعلم الحيوي للجزيئات بجامعة توهوكو، ارتباط أنواع معينة من الطعام الياباني بطول العمر. حيث استعان تسودوكي وفريقه في البداية ببيانات مسح وطني بغية معرفة أي من الوجبات أكثر شيوعا في المطبخ الياباني مقارنة بوجبات أمريكية . وأعد الخبراء عينات من تلك الوجبات وجففوها بالتبريد، وأطعموها لفئران تجارب على مدار أسابيع، ثم رصد الباحثون صحة الفئران.
وتوصل الباحثون إلى أن الفئران التي تناولت الأطعمة اليابانية تراجعت نسبة تجمع الدهون في بطنها، فضلا عن تراجع نسبة الدهون لديها في الدم، رغم احتواء عينات النظامين الغذائيين على نفس كمية الدهون والبروتينات والنشويات . ورجح الباحثون أن ذلك ربما يعود إلى دور المصادر الغذائية الموجودة، على سبيل المثال، في اللحوم مقابل الأسماك، والقمح مقابل الأرز .
بعد ذلك قسّم الباحثون أنواعا من الطعام الياباني على مدار الخمسين عاما الماضية ولاحظوا تغير أنماط الطعام الياباني عبر الزمن (خاصة في المدن الكبرى، حيث تأثر الطعام أكثر بالأسلوب الغربي) . وأعد الباحثون قوائم وجبات استنادا لطعام اليابانيين في أعوام 1960 و1975 و1990 و2005 وأطعموا عينات منها للفئران، ولجأ الباحثون لطبخ العينات مرارا وتجفيفها بالتبريد مع متابعة الفئران باستمرار طوال ثمانية أشهر.
ورصد الباحثون تفاوتا في تأثير الأنظمة الغذائية اليابانية على الصحة، فالفئران التي تغذت على طعام عام 1975 تراجع احتمال إصابتها بأمراض السكري ودهون الكبد مقارنة بغيرها، وعندما فحص العلماء أكبادها وجدوا أنها حفزت نشاط جينات محددة حالت دون تكون أحماض دهنية لديها، إذ كان غذاء تلك الفترة غنيا بالأعشاب البحرية والمأكولات البحرية والبقوليات والفاكهة والمقبلات المختمرة التقليدية المضافة للطعام، كما تنوعت أطباقه، مع عدم الإكثار من السكريات.
كما رصد الباحثون في تجارب لاحقة أن طعام تلك الفترة (عام 1975) أطال عمر الفئران وحسن ذاكرتها وقلل ما لديها من مشكلات تعيق الحركة في الكبر. و تشير النتائج إلى ارتباط الأطعمة اليابانية بزيادة النشاط والصحة في سن الشيخوخة .
ورصد فريق الدكتور تسودوكي استفادة البشر صحيا من تناول هذا الطعام، ففي تجربة استمرت 28 يوما شملت أشخاصا يعانون من زيادة الوزن، تناول بعضهم طعاما يابانيا قائما على النظام الغذائي لعام ،1975 وتناول آخرون طعاما يابانيا يعتمد على النظام الغذائي الحديث، وتوصل الباحثون إلى أن مجموعة عام 1975 فقدت وزنا أكبر وكانت معدلات الكوليسترول لديها أفضل . وأن مجموعة أصحاب الوزن الصحي، الذى تناول أفرادها طعاما يعتمد على نظام عام 1975، تمتعت بقوام جسدي أفضل مقارنة بآلاخرين. ويعتقد الدكتور تسودوكي أن سبب ذلك ربما يرجع إلى تأثير الطعام على بيئة الأمعاء، بعد ملاحظة تغيرات في الكائنات المعوية الدقيقة .
طريقة الطهي : يشير الدكتور تسودوكي إلى أن السبب وراء فائدة هذا الطعام الياباني تحديدا ربما هي طريقة تحضيره أو خصائص معينة في مكوناته. وتتمثل تلك الوجبات في عدة أطباق صغيرة تُقدم بنكهات مختلفة، وتُطهى المكونات غالبا على البخار أو تغلى قليلا دون قلي، مع إضافة كمية صغيرة من النكهات المركزة، بدلا من الاعتماد بشدة على الملح والسكر.
و اتضح ان فائدة الطعام الياباني ليست فى وجود عشب بحري أو صوص الصويا فحسب، بل في التركيز على تناول أطعمة متنوعة تُطهى بطرق صحية وباعتدال، مع الإكثار من تناول الخضراوات والبقوليات، وهي نصيحة يمكن لأي شخص الاستفادة منها.