أخبارصحة

الحرب التجارية الأمريكية الصينية أخطر من فيروس كورونا

د محمد حافظ ابراهيم

 

من المتوقع أن تتحول الحرب الباردة التي تتصاعد وتيرتها بين الولايات المتحدة والصين إلى مصدر تهديد للعالم أكبر من فيروس كورونا، وفقا للخبير الاقتصادي البارز الدكتور جيفري ساكس. حيث توقع الدكتور ساكس أن يكون العالم على حافة هاوية اضطرابات حادة دون وجود قيادة بعد القضاء على الوباء العالمي . وحذر من تفاقم حدة الانقسام بين القوى الأكبر على مستوى العالم.

 

وحمل أستاذ الاقتصاد في جامعة كولومبيا الإدارة الأمريكية مسؤولية إثارة العداء بين البلدين. حيث قال الدكتور ساكس الولايات المتحدة تضغط في اتجاه الانقسام، لا التعاون . وأضاف أنه ضغط يهدف إلى إشعال حرب باردة جديدة مع الصين. وإذا تحقق ذلك  فلن نعود للأوضاع الطبيعية مرة ثانية. وسوف ندخل بالتأكيد في دوامة جدل أوسع نطاقا ونواجه خطرا أكبر.

 

زيادة التوترات : تأتي معلومات الدكتور ساكس وسط تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين على عدة جبهات، لا على مستوى الشأن التجاري فقط . حيث وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تشريعا يسمح بفرض عقوبات على مسؤولين صينيين يحملهم هذا القانون مسؤولية اضطهاد الأقلية المسلمة في ولاية زينجيانغ . و اضاف ترامب، إن الصين ربما تكون قد شجعت على الانتشار الدولي لفيروس كورونا في محاولة لزعزعة استقرار الاقتصادات المنافسة لها .

 

كما تستهدف إدارة ترامب شركات صينية، خاصة عملاق تكنولوجيا الاتصالات هواوي، التي قالت الولايات المتحدة إنها متورطة في مساعدة بكين في ممارسات تجسس على العملاء، وهو ما تنفيه الصين كلية. وقد يكون الموقف المتشدد الذي يتبناه الرئيس الأمريكي ضد الصين مجرد خداع سياسي حتى يُعاد انتخابه، وفقا لما جاء في كتاب مستشار الأمن القومي السابق للبيت الأبيض جون بولتون . ويرى الدكتور ساكس أن استهداف هواوي لم يكن أبدا بسبب مخاوف أمنية.

 

وقال الخبير الاقتصادي الدكتور ساكس فشلت الولايات المتحدة في احتلال وضع بارز على مستوى شبكة اتصالات الجيل الخامس التي تقع على جانب كبير من الأهمية بالنسبة للاقتصاد الرقمي الجديد في الوقت الذي حصلت فيه هواوي على نصيب أكبر بكثير من الأسواق العالمية . وأرى أن الولايات المتحدة اختلقت النظرية التي تشير إلى أن هواوي تشكل تهديدا عالميا، وأنها تضغط بقوة على حلفائها لقطع العلاقات مع هواوي .

 

توترات مع دول أخرى : الولايات المتحدة ليست هي الدولة الوحيدة التي تشهد علاقاتها توترات مع الصين . حيث تصاعدت التوترات على الحدود بين الصين والهند، والتي بلغت حد مقتل 20 جنديا هنديا على الأقل في أسوأ صدام بين البلدين .

 

في غضون ذلك، تمول الصين مشروعات اقتصادية في باكستان وميانمار وسري لانكا، أقرب دول الجوار للهند، مما أثار مخاوف لدى دلهي حيال محاولة الصين تعزيز نفوذها في المنطقة.

 

واعترف الدكتور ساكس بأن نهضة الصين تثير مخاوف لدى جيرانها في آسيا، خاصة إذا لم تحاول الصين التخفيف من وطأة تلك الشكوك في نيتها التطور بطريقة سلمية دون تهديد لجيرانها. و أن الصين لديها المزيد للقيام به لتخفيف وطأة تلك المخاوف الحقيقية .

 

وقال الدكتور ساكس ان الخيار الهام الآن بين يدي الصين . فإذا اتبعت الصين نهجا تعاونيا وسلكت مسلكاً دبلوماسيا، وتبنت التعاون الإقليمي والتعددية  أو ما يسمى بالقوة الناعمة  لأنها دولة قوية جدا حينئذ أرى أن آسيا سوف يكون لديها مستقبل مشرق .