د محمد حافظ ابراهيم
معظم كبار السن يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي في زمن الحجر الصحي حتى قبل بدء تدابير العزل في بريطانيا لمكافحة وباء «كوفيد – 19». و لم تكن المتقاعدة باميلا كوكس قد أجرت أي عملية مصرفية أو مشتريات عبر الإنترنت؛ لكن هذه المتقاعدة البالغة 73 سنة، باتت جزءاً من جيل جديد من مستكشفي الإنترنت لمكافحة الملل في فترة الحجر.
وشهد الحي الذي تقطنه كوكس في بركنهيد في شمال إنجلترا حفلة صغيرة شارك فيها مجموعة أشخاص كل أمام باب منزله عبر تطبيق واتساب. وتقول السكرتيرة السابقة تخيلوا لو حصل هذا الحجر قبل سنوات، لكان الوضع كارثياً، غير أنّ التكنولوجيا اليوم مذهلة . وتتحدّث عن تمضيتها معظم وقتها في اتصالات الفيديو مع أحفادها الثلاثة عبر الإنترنت ودفع الفواتير و شراء الاحتياجات إلكترونياً . وتعزو الفضل في هذه الخبرة الجديدة التي اكتسبتها، إلى شركة «وي آر ديجيتال» الاستشارية التي تعمل لحساب مصرف «لويدز» لمساعدة الزبائن الأكبر سناً على التكيف مع خدمات المصارف الإلكترونية.
ويقول المدير العام لشركة وي آر ديجيتال الدكتور ماثيو آدم أنناّ نشهد طلباً على خدماتنا أكثر من أي وقت مضى، من الشركات إلى السلطات المحلية، كما يُسجّل اهتمام بالأشخاص الأكثر ضعفاً من الحكومة ووزارة الخزانة. ويلفت ماثيو آدم إلى أنّ هذا الأمر يستقطب أساساً هذه الفئة السّكانية من خلال تقديم ما يهمها.
غير أنّ الحجر المنزلي ساهم بتسريع استخدام وسائل الاتصال الرّقمي، خصوصاً بعدما علّم الشّباب كبار العائلة طريقة استخدام تطبيقات مثل «زوم» و«سكايب» للبقاء على اتّصال رغم التباعد.
وقد شجّعت المخرجه التليفزيونيه إيزابيل ألسينا رينولدز في لندن، جدّها على استخدام جهاز الكومبيوتر في غير لعبة «سكرابل» أو قراءة الرّسائل الإلكترونية. وحمّلت لهذه الغاية «زوم» ووضعت الجهاز بعد تعقيمه أمام دار المسنين الذي ينزل فيه مع إرشادات مكتوبة عن طريقة الاستخدام. وتوضح قائلة: «نجحنا في إجراء اتصال بالفيديو معه ومع أفراد من عائلتي حول العالم، من نبراسكا (في الولايات المتحدة) إلى الهند.
وبعدما باتت زوايا التصوير الغريبة والأصوات المختلفة ومشكلات الاتصال بالإنترنت جزءاً من الحياة اليومية في مرحلة الحجر، تندرج ثورة مؤتمرات الفيديو في حركة عالمية نحو الاستخدام المتزايد للخدمات الإلكترونية. حيث تعطي الحكومات والشركات أهمية كبرى منذ زمن بعيد لمواقعها الإلكترونية بهدف ترشيد الخدمات وتوفير اليد العاملة والرواتب. لكن لدى الفئات السكانية الأكبر سناً والأقل حظوة، يبقى الولوج إلى هذه الخدمات الإلكترونية مهمة صعبة في أحيان كثيرة.
وتقول المتقاعده كوكس ، إنّها تفضّل شراء الفواكه والخضراوات مباشرة من البائع في الحي ومقابلة عائلتها وجهاً لوجه، لكنّها ترى أنّ تعلُّم هذه التقنيات يعطي دفعاً جديداً للأشخاص المسنين والمجتمعات المحلية. وتضيف كوكس قبلاً لم نكن نرى حقاً جيراننا، أمّا الآن فبتنا أصدقاء مقربين، بعد المحادثات اليومية عبر «واتساب». وتتابع قائلة، إنّ «الوضع مريع لناحية المرضى أو الأشخاص المتوفين، لكن مع ذلك عدنا إلى الزمن الجميل .