أخبارصحة

تاثير التلوث الصوتي او الصمت على الدماغ

 

 

د محمد حافظ ابراهيم

الجلوس بصمت كلي ومطلق يؤدى الى السلام والهدوء الحقيقي، وهناك أدلة ستجعلك ترغب في العثور على المزيد من الفرص لتجلس في صمت طوال يومك. حيث أن كثرة الضوضاء ليس بالأمر الجيد بالنسبة لأدمغتنا أو أجسامنا، فقد ربطت الكثير من الأبحاث التلوث الصوتي بارتفاع ضغط الدم، القلق و عدم استطاعه النوم، وأمراض القلب، وقد أدت هذه النتائج إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول الآثار الطويلة الأمد للضوضاء، حيث اكتشف العلماء الذين يدرسون الضوضاء فوائد غيابها على جسم الانسان .

فالآثار الإيجابية التي يمكن أن يوفرها الصمت لأدمغتنا، ثابته بالعديد من الدراسات التي أجراها الباحثون لدراسة تأثير الأنواع المختلفة من الأصوات مثل الموسيقى والأصوات القصيرة المتقطعة، والضجيج الأبيض ليكتشف بأن نتائج الصمت من بين جميع أنواع الأصوات التي تمت دراستها كانت هي الأكثر فائده للانسان وهى كالاتى :

1- تنمية خلايا دماغية جديدة : من خلال تعريض مجموعة من الفئران لمجموعة مختارة من الأصوات، كانت أستاذة عالم الأحياء التجددية في جامعة ديوك الدكتوره إيمكه كيرست تحاول معرفة أياً من هذه الأصوات يمكن أن تحفز تشكل الخلايا الدماغية الجديدة، وكانت تستخدم الصمت كتقنية ضابطة .
حيث اثبتت بأن قضاء ساعتين من الصمت يومياً ساهم في تشكل خلايا جديدة في منطقة تلفيف الحصين، وهو الجزء الرئيسي من الدماغ المرتبط بالذاكرة، وعند مراجعة النتائج، خلصت إلى أن الصمت كان يمثل خروجاً غريباً عن القاعدة لأنه زاد من اليقظة لدى الفئران.وفقد تبين بأن الصمت يساعد حقاً الخلايا المولّدة حديثاً على التمايز والتحول إلى خلايا عصبية والاندماج في النظام العصبي.

2- تفعيل ذاكرة الدماغ : عندما يكون العالم من حولنا هادئاً تماماً، فإن أدمغتنا تعمل بشكل جيد للغاية في ذاك الصمت، حيث الاستماع إلى أغنيتنا المفضلة، وإذا ما توقفت الأغنية فجأة في منتصفها، وكنت تعرفها بشكل جيد، فإنك ستستمر بالاستماع إلى الأغنية في رأسك. من خلال استرجاع موسيقى الأغنية وكلماتها، يقوم العقل بخلق وهم صوتي، وهذا يرجع إلى أن نشاط القشرة السمعية في المخ يبقى كما هو، فحتى وإن لم يتم تحفيز الأذنيين عن طريق الأصوات الخارجية، فإن الدماغ يجد دائماً طريقة للبقاء بحالة نشطة.

3- تشجيع التفكير الذاتي : في حال عدم وجود محفزات لا يكون الدماغ بحاجة للتركيز، لذلك فإنه يدخل في حالة من الفرز الافتراضي، وهذا لا يعني أنه يتوقف عن العمل، بل العكس هو الصحيح، فالعقل في حالة الراحة يستمر في فرز وجمع المعلومات، وهنا يأتي دور التفكير الذاتي . إن التحفيز السمعي يجبر الدماغ على معالجة الأصوات والاستماع إلى ما يدور من حولك، ولكن دون وجود ضجيج خارجي، يتم توجيه الدماغ للاستماع إلى ما يجري داخله.

و بذلك ثبت ان الجلوس بصمت كلي ومطلق يؤدى الى السلام والهدوء الحقيقي، حيث أن كثرة الضوضاء ليس بالأمر الجيد بالنسبة لأدمغتنا و أجسامنا، حيث اثبتت الأبحاث ان التلوث الصوتيى يؤدى الى ارتفاع ضغط الدم، القلق وعدم استطاعه النوم و خاصه بالليل ، وأمراض القلب، و غيرها من الامراض و أدت هذه النتائج الى ان غياب الضوضاء لها فوائد كثيره على عقل و جسم الانسان و خاصه اثناء السكون و الهدوء الليلى .