صحة

كورونا فى عصرالرقمنه ستفقد وظائف كثيرة قيمتها واخرى تبداء العصرها الذهبي

د. محمد حافظ ابراهيم

وظائف كثيرة ستتأثر وتفقد قيمتها بعد انحسار كورونا فيما ستتصدر أخرى المشهد لسنوات قادمة. ما علمته لنا الجائحة أن ما يحتاجه العالم فعلاً ليس مؤثرات الموضه ليستعرضن أزياء باهظة الثمن ومنتجعات وفنادق فخمة مدفوعة الثمن من الجهة التي يتم الترويج لها ولا تُكلفهن شيئاً سوى تغريدة أو صورة تتصدر صفحاتهن على الميديا بقدر ما يحتاج إلى علماء ومبتكرين وممرضين و مصانع ادويه و معامل تحاليل وكل من يحمل رسالة إنسانية.

 

ورغم أن الكل يتفق أن وظيفة الموضه المؤثرة لن تختفي، وبالنظر إلى أننا نعيش في زمن الرقميات، فإنهم يتوقعون غربلة الكثير من الدخلاء والدخيلات عليها. فالأرقام الأخيرة تُشير إلى أفول العصر الذهبي لمؤثرات الموضة، بدليل أن مساهماتهن المدفوعة الثمن على وسائل التواصل الاجتماعي تراجعت بنسبة 85 في المائة في شهر أبريل 2020 . السبب يعود إلى انخفاض المبيعات وإغلاق المحلات، مما أدى إما إلى تجميد أو إلغاء حملات دعائية تم الاتفاق عليها سابقاً. فصناع الترف مثل غيرهم أفاقوا على حقيقة مُرة وهي أن الجائحة لم تودِ بالأرواح فحسب، بل قتلت أيضاً الرغبة في الصرف ببذخ على الموضة والسيارات الفارهة والسفر وارتياد المطاعم اى تاثيرها على الاقتصاد الكلى العالمى وبالتالي فهم الآن يحتاجون إلى محتوى غني وجذاب أكثر من مجرد صور تستعرض فيها منتجاتهم على صفحاتهن بشكل يصيب بالتخمة، لا سيما أن عددهن في تزايد مستمر. فقد قُدر عددهن في عام 2019 بـ12 مليون حول العالم. مجموعة منهن من الدرجات الثانية والثالثة وحتى الرابعة، هن مجرد تابعات تُقلدن ما تقوم به الدرجة الأولى بشكل حرفي يفتقد إلى الابتكار. قليلات من هذه الفئة ستنجح في البقاء حسب الدراسات. فالجائحة اوضحت إمكانياتهن المحدودة واستماتتهن لخلق محتوى بأي شكل، تارة بإدخالنا إلى المطبخ وتارة بمحاولتهن إعطائنا دروساً في اللياقة البدنية أو في وضع الماكياج بطرق ليس فيها جديد. بل منهن من أقحمت أطفالها في سباق إثبات الوجود.وأن سوقهن أصيب بالتخمة ويفتقد إلى المصداقية. وأن قوة أي وظيفه مؤثرة تكمن في تأثيرها على سلوكيات الشراء والاختيار، وهذه الجائحة بينت لنا أن العديدات لا يمتلكن هذه القدرة. فمن دون رحلات مدفوعة الثمن وإصدارات جديدة يحضرن فعالياتها ويتكلمن عنها، أكدن أن مجموعة منهن مجرد أدوات إعلانية. لهذا ليس غريباً أن تتحول هذه الفئة إلى صنع العجائن والفطائر واختلاق تحديات لا نكهة لها على الميديا في فترة العزل الصحي حيث لا الوقت الآن مناسب لذلك، ولا بيوت الأزياء لديها تلك الميزانيات الضخمة لتصرفها على تغريدة أو صورة، تعرف مسبقاً أنه لا أحد سيهتم بها.

و من ناحيه اخرى حذرت الأمم المتحدة من “دمار ومعاناة” لا يتصورمداها العالم بسبب أزمة كورونا . حيث صرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن أزمة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، قد تتسبب في “دمار ومعاناة لا يمكن تصورهما حول العالم”، ما لم تتعاون دول العالم معا الآن و ليس الغد لايجاد الحلول الطبيه والاقتصاديه لها .

وحذر غوتيريش، من إمكانية سقوط  نحو 600 مليون شخص في براثن الفقر المدقع، ووقوع مجاعة “ذات أبعاد تاريخية”، وخسارة حوالي 1.6 مليار شخص لسبل العيش، بالإضافة إلى خسارة قدرها 8.5 تريليون دولار في الناتج الاجمالى العالمي، وهو أكبر انكماش منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن التاسع عشر.

ودعا غوتيريش إلى التحصن بسلاح الوحدة والتضامن بين دول العالم، وإن هذه هي اللحظة التي تلتقي فيها الأزمتان الصحية والاقتصادية. ووصف ذلك بأنه “علاقة خطرة يمكن أن تطيل كلا الأزمتين” .

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى إيجاد حلول دائمة للديون، لخلق مساحة للاستثمارات في الانتعاش وأهداف التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا تهدد بموجة من حالات التخلف عن السداد في البلدان النامية، وتعرقل جهود الوصول إلى أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 .

وأكد غوتيريش أن جميع الجهود يجب أن تسير نحو بناء مسارات مستدامة ومرنة تمكننا ليس من التغلب صحيا على كوفيد-19 فحسب، بل من أجل معالجة أزمة المناخ والحد من عدم المساواة والقضاء على الفقر والجوع و تحريك الاقتصاد العالمى . ودعا إلى مواجهة هذه المخاطر الصعبة، بكل همه وجدية ومسؤولية. وقال إن تجاوز جائحة كورونا والتعافي بشكل أفضل سيكلف المال ولكن البديل عن التعاون بين دول العالم سيكلف أكثر بكثير. هذه أزمة عالمية، والأمر متروك لكل دول العالم جميعا للمشاركه فى ايجاد الحلول الطبيه و الاقتصاديه السريعه لها .