وكيل الكلية للدراسات: قريبا جهاز تنفس اصطناعي مصري من الألف للياء
◄| مدير مركز أبحاث عين شمس: مصر التاسع عالميا والأول بالشرق الأوسط وأفريقيا في البحوث
◄| مدير مركز الابتكار: توقعات بهجمة شرسة لفيروس كورونا أكتوبر المقبل
◄| رئيس قسم الأمراض الصدرية: ارتداء الكمامة للمريض والسليم تحمي بنسبة 90%
بعد أن أصبح فيروس كورونا المستجد خطراً يهدد العالم أجمع، و وقف الجيش الأبيض من الأطباء والتمريض في الصفوف الأولى لمواجهته، أصبح لزاماً على مراكز الأبحاث أن تشتبك على خط المواجهة مع هذا الوباء الذي سبب شللاً لجميع مفاصل العالم. وهناك تحالفات بحثية بين جميع كليات القطاع الطبي في جامعة عين شمس، تشمل الطب والصيدلة والعلوم مع القطاع الهندسي والتكنولوجي بالتعاون مع مركز الابتكارات بالجامعة، هي جزء مما تشهده مصر تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في مواجهة تهديد فيروس كورونا.
أكد عميد كلية طب جامعة عين شمس د.أشرف عمر، أن جامعة عين شمس حرصت على جمع كافة التخصصات من كليات الجامعة ليتشاركوا جميعا في طرح أفكار للأبحاث، للمساهمة في تقديم حلول مختلفة لمواجهة أزمة وباء فيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى أن كلية الهندسة تعمل على اختراع جهاز تنفس اصطناعي بسيط لتعويض أي نقص في المستشفيات، إلى جانب 7 أبحاث إكلينيكية، منها اختبارات لعدة أدوية مقترحة لعلاج الفيروس، بينهم عقار أفيجان الياباني الجديد، مؤكدا أنه حتى الآن لم تثبت فاعلية أي دواء بنسبة 100% لعلاج الفيروس.
8 أبحاث إكلينيكية
وأضاف د.أشرف عمر، أن الكلية قامت بعمل بحث شامل للأطباء والتمريض ومساعدي التمريض في كافة مستشفيات الجامعة بواسطة الـ”رابد تيست” والـPCR للاطمئنان على الفريق الطبي، واتضح من المسح أن نسب الإصابة بسيطة وليست مقلقة، مقارنة بنسب إصابات الأطقم الطبية في الدول الموبوءة، مشيرا إلى أن الحالات المكتشفة تم عزلها فورا في فرع مستشفى عين شمس التخصصي بمنطقة العبور، مضيفا أن الحالات التي لا تعاني من أي أعراض ويقل عمرها عن 50 عاما، يتم نقلهم إلى المدن الجامعية التي تضم أكثر من 2000 سرير، مخصصين لكل المرضى المصريين وليس للفريق الطبي فقط.
كشف وكيل كلية طب عين شمس للدراسات والأبحاث د.أسامة منصور، عن تسجيل 8 أبحاث إكلينيكية، أحدهم كان عبارة عن مسح للعاملين في القطاع الطبي، وبحثين عن الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وثلاثة أبحاث للعلاج، ومنها استخدام بلازما المتعافية، والدراستين الثانيتية عن الجينات الوراثية لسلالة فيروس كورونا المتواجد في مصر، استعدادا للبدء في ابتكار لقاحات وجميع الدراسات في مرحلة المراجعة استعدادا لنشرها في المجلات العلمية
وأضاف د.أسامة منصور، أن الموجة الثانية من الأبحاث ستشمل 15 بحثا، وتم عمل فرق مع المركز التكنولوجي للابتكار لتطوير أجهزة تنفس اصطناعي لاستخدامها في علاج الحالات الحادة من إصابات كوفيد 19، مؤكدا أن بعض الأبحاث توشك على الانتهاء من الدراسات السريرية، ومازالت في مرحلة مراجعة النتائج قبل نشرها في المجلات العلمية الدولية.
ولفت إلى أن خطط الأبحاث الجديدة الخاصة بفيروس كورونا تشمل تصنيع أجهزة التنفس الاصطناعي وإنتاج الواقيات الشخصية للأطقم الطبية، وطرق التطعيم الآمنة، إلى جانب التطبيقات الالكترونية الخاصة بمتابعة المرضى في مستشفيات العزل، مضيفا أن أحد أجهزة التنفس الاصطناعي الجاري العمل عليها بسيط للغاية، وسيستخدم في مرحلة مرضية مبكرة، بينما يجري العمل على ابتكار جهاز جديد تماما، بدء من التصميم، والذي يتم تنفيذه بالتعاون مع مركز الابتكار في الجامعة، وكلية الهندسة، وكلية الحاسبات والمعلومات، وأساتذة الأمراض الصدرية والرعاية المركزة في الجامعة.
وتابع د.أسامة منصور، أن الأبحاث الجديدة تضم دراسة مع كلية الصيدلة لبحث قدرة بعض الزيوت العطرية على مقاومة والوقاية من فيروس كورونا.
تعاون على كافة القطاعات
ومن جانبه، أشاد أستاذ علاج الأورام ومدير مركز أبحاث طب عين شمس د.هشام الغزالي، بحالة التعاون العلمي والبحثي التي تشهدها جامعة عين شمس برئاسة د.محمود المتيني رئيس الجامعة، ودائرة التعاون الأكثر اتساعا بين جميع الجامعات المصرية تحت إشراف وزير التعليم العالي والبحث العلمي د.خالد عبدالغفار، حيث يتعاون المجلس القومي للبحوث مع جامعة القاهرة وجامعة أسيوط، للخروج بمردود يفيد المجتمع ويتيح مواجهة أقوى لوباء فيروس كورونا.
وقال د.هشام الغزالي، أن أحد الأبحاث “إكسبلور ستدي” تسعى للوصول إلى حقيقة وجود هذا الفيروس منذ شهر نوفمبر 2019، وخصوصا مع تأكيدات العديد من أساتذة الأمراض الصدرية بأن الكثير من المواطنين كانوا يعانون من أعراض مشابهة في هذا الوقت، وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ومركز التحكم في الأمراض CBC وأجريت على ما يقرب من 500 مريض في الفترة من نوفمبر 2019 إلى فبراير 2020، مؤكدا أن النتائج ستخرج للنور خلال أيام وسيتم نشرها عالميا، وهو ما سيفيد في وضع الخطط لمواجهة المرض بتحديد الموجة الوبائية التي تتعرض لها مصر والعالم
وأضاف أن الدراسة الثانية هي “الاسترين ستدي” وتبحث في سلالات الفيروس التي تهاجم الشعب المصري، ومعرفة ما إذا كانت سلالة وحدة أو أكثر وما علاقتها بالسلالات المنتشرة في العالم، وهل يعاني بعض المرضى من أعرض أقل أو أكثر حدة بسبب اختلاف سلالة الفيروس؟ وذلك باستخدام جهاز “السكوينسر” الموجود في جامعة عين شمس، مضيفا أن وزير التعليم العالي د.خالد عبدالغفار، وجه بعمل دراسات مقارنة بين الفيروسات التي تصيب المصريين حاليا، وفيروسات كورونا التي اكتشفت في غير المصريين المقيمين في مصر؛ لتحديد مصدر السلالة الموجودة في مصر، مشيرا إلى أن هذه الدراسات يمكن أن تفيد في اكتشاف مصل لهذا الفيروس، وذلك من خلال عمل فصل للفيروس أو باستخدام فيروس ميت أو ضعيف أو باستخدام جزء من البروتين الموجود في الفيروس، منوها إلى أن هذه الدراسة تقوم بها لجنة كلف وزير التعليم العالي بتشكيلها من عدة جهات، وتستخدم كافة إمكانيات معامل القوات المسلحة والمركز لقومي للبحوث وبقي الجامعات.
وأوضح أن الدراسات الوقائية شملت مجالين هامين، أولهما قياس مدى فعالية التطعيم بمصل الـ”bcg” أو الدرن للأطقم الطبية في مستشفيات جامعة عين شمس والقاهرة، وأسيوط، وقد تظهر نتائج هذه الدراسة خلال شهر تقريبا، إلى جانب عمل دراسة عن تأثير بعض الأدوية البسيطة جدا في الوقاية من كورونا، ومنها دواء يستخدم في علاج التهابات المعدة، ولكن تأثيره كبير في رفع المناعة وذلك لاستخدامها في رفع مناعة الأطقم الطبية، وذلك بالتعاون مع هيئة العلوم والتكنولوجيا، علاوة على دراستين هامتين في العلاجات منهم دراسة على عقار فيري بريفير، وهو أحد الأدوية الهامة المضادة للفيروسات، ويمثل مستشار الرئيس للوقاية والعلاج د.عوض تاج الدين الباحث الرئيسي بها، وهي أيضا قد أوشكت على الانتهاء، والدراسة الأخيرة عن نقل البلازما من المتعافين وستكون نتائجها خلال أسابيع وهي دراسة هامة للغاية ومبشرة وجميع هذه الدراسات مسجلة على المنصة العالمية “كلينيكال تراي” وهو ما أدى لذكر اسم مصر في ولها ترتيب محترم في البحث العلمي بين دول العالم، وتشغل المركز التاسع على مستوى العالم.
وقال الغزالي إن الجهد الذي بذل من العلماء المصريين منذ بداية أزمة كورونا، وضع مصر في الترتيب رقم 9 في الأبحاث بين جميع دول العالم ورقم واحد على أفريقيا والشرق الأوسط على المنصة العالمية للأبحاث، ولكن هذا ليس الهدف من هذه الجهود، فالهدف المنشود هو وضع الخطط ورفع قدرات وإمكانيات اتخاذ القرارات الصائبة في مكافحة هذا الوباء، وربما تساهم هذه الأبحاث في خدمة البشرية بالمشاركة في اكتشاف دواء فعال لهذا المرض أو اكتشاف مصل للوقاية منه.
ونوه إلى أن الأطقم الطبية يمثلون خط الدفاع الأول في مواجهة الوباء، وبالتالي تم تطعيمهم بالمصل المضاد للدرن لقياس فعاليته في حمايتهم من العدوى، وبالطبع سيتم تعميمه إذا ما حكم على التجربة بالنجاح، كما يتم تجربة دوائين مضادين للفيروسات مع الأطقم الطبية للوقاية من كورونا، وهما ليفانيزول، وأيزوبروموزين وهما دوائين يتميزان بسعرهما الرخيص وتوفرهما في الأسواق، مؤكدا أن نجاح هذه التجربة سيضاف للنجاحات التي حققتها مصر.
وأكد أن جامعة عين شمس نجحت في عمل مسح شامل للكشف عن إصابات فيروس كورونا بين الأطقم الطبية في مستشفيات الجامعة، وتم حتى الآن مسح أكثر من 5 ألاف من الفريق الطبي، وسيتم إعلان النسب قريبا، ولكنها مطمئنة للغاية ومعظم العينات الإيجابية كانت لحالات لا تعاني من أي أعراض
وتوقع د.هشام الغزالي، مواصلة الزيادة في اعداد الإصابات خلال الفترات القادمة، لحين الوصول إلى مرحلة الذروة ثم الاخذ في الانخفاض من جديد، مؤكدا أن قدرة فيروس كورونا في التأثير المصريين أقل بصورة ملحوظة عنها في دول العلم التي انتشر لفيها المرض وهو ما سيحسمه البحث العلمي، منوها إلى أن المرحلة القادمة ستشهد إنشاء معمل مرجعي للفيروسات على أعلى مستوى ليكون أحد الأسلحة في مواجهة أي تهديد مستقبلي.
ومن جهتها، أوضحت استشاري الباثولوجيا الإكلينيكية في مركز أبحاث طب عين شمس د.ساري حسن، أن وحدة البايولوجيا الجزيئية تعمل على مشروعين هامين، أولهما البحث الخاص بالسلالة، وتم تجميع العينات، وهو ما سيساعد في اختيار المصل المناسب للمرضى المصريين، والمشروع الثاني يشارك فيه المركز منظمة الصحة العالمية، والناميرو، عن التهاب الجهاز التنفسي الحاد، مشيرة إلى أن المركز حصل على عينات من نحو 500 مريض يعانون من أعراض مشابهة تماما لأعراض كوفيد 19 وترددوا على المستشفيات بدء من نوفمبر 2019، وهو ما سيفيد في تحديد المرحلة التي يمر بها المرض، إلى جانب الوصول إلى تحديد أدق لقدرات وشراسة الفيروس، وهو ما سيبنى عليه بعض القرارات الخاصة الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة.
وكشف مدير مركز الابتكار بجامعة عين شمس د.ماجد محمد غنيمة، عن توقعات بحدوث هجمة أكثر شراسة لفيروس كورونا في شهر أكتوبر المقبل؛ لذلك يجري العمل على عدة محاور لتوفير أجهزة تنفس اصطناعي سواء بالشراء أو الابتكار والتصنيع، وأحد الأفكار يتمثل في أخذ تصميم إحدى الشركات المجربة والمعترف بها وإنتاجه محليا، وهذا هو الحل متوسط المدى الذي يمكن الاعتماد عليه حتى شهر سبتمبر المقبل، والحل الثاني هو ابتكار تصميم خاص يمكن تطويره بما يتناسب مع إمكانيات الدولة المصرية، وهو ما يجد دعم كبير من القيادة السياسة وكافة الجهات المعنية في الدولة، متوقعا أن طرح هذا الابتكار في الأسواق نهاية العام الجاري .
ومن جانبه، قال أستاذ ورئيس قسم الصدر بطب عين شمس د.ياسر مصطفى، أن الهجوم المفاجئ من الوباء لم يتيح الفرصة لإجراء أبحاث مبنية على أسانيد علمية فيما يخص العلاج، موضحا أن جميع الأدوية المستخدمة حاليا ما هي إلا أدوية معروفة مسبقا كانت تستخدم في علاج بعض الأمراض الفيروسية، ومع ظهور نتائج إيجابية في علاج المرضى بالدول التي سبقتنا، تم استخدامها في مصر، وكل النتائج تستخدم كمدخلات للأبحاث لتحقيق أقصى استفادة والوصول إلى أعلى نسب الشفاء.
وأضاف أن الأبحاث الجارية تأخذ في الاعتبار بعض الاختلافات الجينية في المريض المصري عنها في باقي دول العالم، وهو ما قد يؤثر بشكل ما على النتائج التي تحققها الأدوية المستخدمة في الدول الأخرى، وهو ما يجري دراسته، إلى جانب قياس القدرة المناعية لدى بعض الحالات التي سبق لها التطعيم ضد أمراض أخرى، وأهمها الدرن، حيث يجري تطعيم بعض الأفراد من الأطقم الطبية، ومقارنة مقاومتهم للفيروس، بغيرهم ممن لم يأخذوا التطعيم، إلى جانب حساب الوقت الذي يتعافى خلاله الحاصلون على الطعم ومقارنته بغيرهم غير المطعمين.
وأشار د.ياسر مصطفى، إلى أن ارتفاع أعداد المتوفين بسبب كورونا في مصر، يرجع إلى أن النسبة إحصائية أكثر من كونها حقيقية، حيث يتم القياس بأعداد المرضى الذين تم اكتشافهم، في حين أن هناك عدة أسباب منها المادية أو الاجتماعية التي قد تمنع بعض الحالات من التوجه للمستشفيات، وبالتالي فالأرقام المعلنة تكون أقل من الإصابات الحقيقية، وهو ما يكشف أن نسبة الوفيات أقل من 5% .
وكشف عن أربعة أمراض صدرية تزيد من احتمالات تعرض أصحابها لمضاعفات أكثر عند الإصابة بالكورونا، وهم الربو الشعبي المزمن، والسدة الرئوية، والتليف الرئوي المزمن، والتمدد الشعبي المزمن؛ لأن كل هؤلاء المرضى لديهم رئة ضعيفة؛ لذا تكون الأعراض أشد ضراوة وأكثر خطورة، مضيفا أن التدخين من أسباب زيادة عوامل الخطورة حيث أن الدخان قد يحمل الرزاز المحمل بالفيروس، كما أن التدخين يقلل المناعة الموضعية للرئة، مما يدعم قدرة الفيروس على إصابتها.
وشدد قال أستاذ ورئيس قسم الصدر بطب عين شمس، على ضرورة الالتزام بارتداء الكمامة للمساهمة في سرعة السيطرة على الوباء، موضحا أن ارتداء الشخص السليم للكمامة يحميه من خطورة انتقال الفيروس من المريض بنسبة 70%، وإذا التزم المريض أيضا بارتداء الكمامة فإن نسبة الحماية التي تتوفر للشخص السليم تصل لـ90%.