أخباراقتصاد عربيبورصة

عالم يؤكد نجاح تجربة مناعة القطيع السويدية بمواجهة كورونا

د. محمد حافظ ابراهيم

 

بخلاف الدول الاوربيه ، لم تقم السويد بفرض إغلاق مشدد على المحلات التجارية وتنقل مواطنيها، لكبح انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وراهنت على ما يعرف بالمناعة الجماعية أو “مناعة القطيع”. حيث حرص البلد الأوروبي  الوحيد على إبقاء الحياة العامة طبيعية قدر الإمكان، فظلت المطاعم والمقاهي مفتوحة أمام من يريد ارتيادها، وخرج الناس في نزهات إلى الحدائق، رغم تسجيل أكثر من 16 آلاف إصابة مؤكدة.

وتقوم الاستراتيجية التي طبقتها السويد في مواجهة فيروس كورونا المستجد على حماية كبار السن والأكثر عرضه للامراض المزمنه فى المضاعفات الناجمة عن وباء كورونا المستجد ، لكن مع السماح ببعض الرياضه في الأماكن العامة، حتى يكتسب الناس مناعة ضد العدوى، لاسيما أن نسبة مهمة ممن يصابون بكورونا لا تظهر عليهم أي أعراض  .

و قال كبير علماء الأوبئة في الوكالة السويدية العامة للصحة، الدكتور أنديرس تيغنيل، إن هذه الخطة أظهرت أنها فعالة، مؤكدا أن بلوغ  “مناعة القطيع”  في العاصمة ستوكهولم سيكون في غضون مده بسيطه جدا . وأضاف الأكاديمي الأوروبي، أن أغلب مناطق السويد وضواحي ستوكهولم وصلت إلى مرحلة استقرار .

وقال الدكتور تيغنيل بدأنا نرى آثار مناعة القطيع، وفي أسابيع قليلة فقط، سنرى مزيدا من النتائج . وفي باقي أرجاء البلاد، الوضع مستقر.

وأشار الباحث إلى أن البيانات المتاحة لدى السلطات، تظهر أن 20 في المائة من سكان ستوكهولم اكتسبوا مناعة ضد الفيروس، وفي غضون أسابيع سيتم بلوغ (مناعة القطيع). ولهذا، أصبحنا نلاحظ تراجعا بطيئا في عدد الإصابات الجديدة بالتزامن مع زيادة عدد الاختبارات .

وأقرّ تيغنيل بأن معدل الوفيات من جراء كورونا مرتفع في البلاد (1937 حالة وفاة)، والسبب في ذلك هو انتقال العدوى إلى دور المسنين، مشددا على أن الجهات المسؤولة بصدد إجراء تحقيقات لمعرفة السبب .

ويجري تحقيق مناعة القطيع في العادة من خلال اللقاح، لكن هذا الأخير غير متاح في الوقت الحالي لكبح انتشار كورونا، ويعتقد علماء أن “المناعة الجماعية” قد تتحقق فعليا حين يصبح 60 في المئة من السكان محصنين وذوي مناعة ضد العدوى.

لكن بعض الباحثين و الخبراء يشكون في هذه المناعة، ويقولون إنها قد لا تحصل أو أنها ليست طويلة الأمد، أي أن من يصاب بكورونا ثم يتعافى قد تنتقل إليه العدوى مرة أخرى.