أخبارصحة

الرجال الذين يعانون من القلق و التوتر أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من النساء

د .محمد حافظ ابراهيم

 

هناك بحث جديد يوضح إن الرجال الذين تزيد أعمارهم عن الـ40 عاماً، والذين يعانون من اضطراب القلق العام، هم أكثر عرضة للموت نتيجة الإصابة بالسرطان بمعدل الضعف بالمقارنة مع الرجال الذين لا يعانون من هذا الاضطراب العقلي، وعلى العكس، لم تجد الدراسة بأن النساء اللاتي يعانين من القلق الشديد معرضات لخطر زيادة التعرض للوفاة نتيجة السرطان.
تعد هذه الدراسة أكبر دراسة تم إجراؤها في أي وقت مضى لاستكشاف وجود صلة بين القلق و التوتر والسرطان، حيث راقبت نحو 15,938 بريطانياً فوق عمر الأربعين لمدة تصل إلى أكثر من15 عاماً.
حتى بعد أن أخذ الباحثون بعين الاعتبار العوامل التي تزيد من خطر السرطان، بما في ذلك السن، واستهلاك الكحول والتدخين والأمراض المزمنة، كان الرجال الذين تم تشخيصهم بالمعاناة من اضطراب القلق العام و التوتر أكثر ميلاً بمقدار ضعفينً لاحتمالية الموت نتيجة الإصابة بالسرطان مقارنة مع أولئك الذين لا يعانون من مثل هذا التشخيص.
يؤثر اضطراب القلق و التوتر العام = وهي حالة تتسم بالإصابة بقلق مفرط لا يمكن السيطرة عليه حول العديد من مجالات الحياة = على الرجال و النساء و لكن يكون بشكل أكبر تاثيرا على الرجال من النساء.
ولم تكشف الدراسة عن الكيفية لارتباط السرطان بالقلق والتوتر، ولم تظهر بأن القلق يسبب السرطان علميا بل احصائيا ، فالرجال الذين يعانون من القلق قد يكونون من الأشخاص الذين يقومون بأداء سلوكيات تزيد من خطر إصابتهم بالسرطان، ولكن هذين المرضين قد ينحدرا أيضاً من أصول مشتركة، بما في ذلك، ارتفاع معدلات الالتهابات العامه بالجسم .
بحسب الدراسة، فمهما كانت العلاقة، فإن النتائج الجديدة تشير إلى أن الرجال المصابين بالقلق و التوتر الشديد هم المجموعة التي يجب إيلاء الانتباه إليها من ناحية الصحة العقلية والبدنية.
واوضحت الدكتوره أوليفيا ريميس من معهد جامعة كامبردج للصحة العامة بانجلترا ، ان يكون على المجتمع النظر إلى القلق و التوتر كإشارة تحذر من أن الشخص يمتلك صحة ضعيفة و التهابات مزمنه فهذه الدراسة تبين بأن القلق و التوتر هو أكثر من مجرد سمة شخصية، بل هو اضطراب مرتبط بمخاطر صحية حقيقية وخطيرة.
بحسب الطبيب النفسي لجامعة إمبريال الدكتور ديفيد نوت بانجلترا ، فإن الضيق الشديد الذي يعاني منه هؤلاء الأشخاص المصابين بالقلق يسبب لهم الأرق والإجهاد البدني على نطاق واسع، وهذا لا بد وأن يكون له تأثير كبير على العديد من العمليات الفيزيولوجية، بما في ذلك الجهاز المناعي و قدرته على التغلب على الخلايا السرطانية.
يضيف بأنه كطبيب نفسي اعتاد على إدارة واحدة من العيادات القليلة المتخصصة في علاج الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق العام و التوتر والتي توجد في المملكة المتحدة، لذا فإن هذه النتائج ليست مفاجئة له .