أخبارصحةعام

وباء فيروس كورونا المستجد يخفف من حده الزلازل الأرضيه

د. محمد حافظ ابراهيم

مع تفشي فيروس كورونا المستجد، وتزايد التدابير والإجراءات الاحترازية للدول والتوسع في عمليات الإغلاق وشمولها مناطق أوسع وتمديدها في العديد من المدن في جميع أنحاء العالم، باتت الشوارع و الطرق، التي كانت مزدحمة ذات مرة، فارغة تماما الآن، وتباطأت حركة المرور على الطرق السريعة، وقلّ عدد المتجولين فيها وكذلك تباطأت حركة الطائرات عالميا .
ويبدو أن تفشي فيروس كورونا الجديد له جوانب إيجابية على الأرض والبيئة والتغير المناخي، على الرغم من أنه يفتك بالبشر، إذ أصاب أكثر من 1.13 مليون إنسان وتسبب بوفاة ما يزيد على 60 ألفا آخرين حتى الان و ذلك بحسب مرصد جامعة جونز هوبكينز.
ولاحظ العلماء أن تدابير الاحتواء العالمية لمكافحة انتشار فيروس كورونا، جعلت العالم أكثر هدوءا، كما لوحظ سابقا فيما يتعلق بانخفاض مستويات التلوث في أجواء الصين وأوروبا، وفقا لتقاريرالمنظمات العالميه.
ففي جميع أنحاء العالم، لاحظ علماء الزلازل أن الاهتزازات الناتجة عن حركة السيارات والقطارات والحافلات والأشخاص الذين يمارسون حياتهم اليومية أصبحت أقل، وأنه في غياب هذا الضجيج، تتحرك القشرة العليا للأرض بصورة أقل كذلك .
وأشار الجيولوجي وعالم الزلازل في المرصد الملكي في بلجيكا، توماس لوكوك، إلى هذه الظاهرة تلاحظ لأول مرة في بروكسل، التي تشهد انخفاضا بنسبة تتراوح من 30 و50 في المئة في الضوضاء الزلزالية المحيطة منذ منتصف مارس، عندما بدأت بلجيكا بتطبيق إغلاق المدارس والأعمال وغيرها من إجراءات التباعد الاجتماعي .
وكان لانخفاض الضوضاء تأثير مثير للاهتمام بشكل خاص في بروكسل، فقد أصبح لوكوك وعلماء الزلازل الآخرين قادرين على اكتشاف الهزات الزلازلية الصغيرة وغيرها من الأحداث الزلزالية التي لم تسجلها بعض محطات الزلازل.  وعادة ما يتم إنشاء محطات الزلازل خارج المناطق الحضرية، لأن الضوضاء البشرية المنخفضة تسهّل التقاط الاهتزازات الخفية في الأرض.
وبفعل الحياة اليومية الصاخبة لم تعد محطة بروكسل قادرة على التقاط الأحداث الزلزالية الأصغر، وبدلا من ذلك، صار علماء الزلازل يعتمدون على محطة منفصلة تستخدم أنبوبا عميقا في الأرض لمراقبة النشاط الزلزالي.
وقال الدكتور لوكوك في الوقت الحالي، بسبب هدوء المدينة فى بروكسل، فإن محطات الزلازل جيدة لالتقات الذبذبات الزلازل مثل تلك الموجودة في أعماق الأرض .
ويرى علماء الزلازل في مواقع أخرى تأثيرات مماثلة في مدنهم، فقد نشرت عالمة الزلازل الدكتور / بولا كولميجر رسما بيانيا يوضح كيف تأثرت الضوضاء في غرب لندن، مع الانخفاض الذي أعقب إغلاق المدارس والأماكن الاجتماعية إثر إعلان الحكومة البريطانية الإغلاق لمكافحة كوفيد-19.
كذلك نشرت طالبة الدكتوراه في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، سيليست لابيدز، رسما بيانيا يظهر انخفاضا حادا بشكل خاص في لوس أنجلوس .
ومع ذلك، يقول علماء الزلازل إن الحد من الضوضاء هو تذكير واقعي لفيروس أدى إلى مرض أكثر من مليون شخص، وقتل عشرات الآلاف وأوقف إيقاعات الحياة الطبيعية.
وبحسب لوكوك فإن الرسوم البيانية التي تصوّر الضوضاء البشرية هي دليل على أن الناس يستمعون إلى تحذيرات السلطات بالبقاء في منازلهم وتقليل النشاط الخارجي قدر الإمكان.
من ناحيته، أشار الباحث في جامعة ناسيونال أوتونوما دي مكسيكو، رافائيل دي بلاين إلى أنه يمكن استخدام هذه البيانات أيضا لتحديد الأماكن التي قد لا تكون فيها تدابير الاحتواء الاكثر فاعلية.