أخبارصحة

احدث تطورات انتشار وباء فيروس كورونا المستجد عالميا

د.محمد حافظ ابراهيم

 

اولا : دراسة موسعة تحدد العارض الصحي الأبرز للإصابة بفيروس كورونا :
بينما دخل وباء كورونا الفتاك شهره الرابع، أظهرت دراسة لبيانات مجمعة عالميا من تطبيق رصد أعراض مرض كوفيد-19، الذي ينتج عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد، أن فقد القدرة على الشم والتذوق من أفضل طرق تحديد ما إذا كان شخص ما مصابا بالفيروس، أم لا. وأظهرت البيانات التي حللها الباحثون أن 60 بالمئة من المرضى الذين أكدت التحاليل إصابتهم بمرض كوفيد-19، سجلوا فقد حاستي الشم والتذوق، بالمقارنة مع 18 بالمئة من بين الذين جاءت تحاليلهم سالبة.
واكد الباحثون في جامعة “كينغز” في لندن هذه النتائج ولكن لم تحظ بمراجعة خبراء آخرين، و هى تعد أكثر قوة في توقع نتيجة إيجابية لفحص كوفيد-19 من القياس الذاتي لدرجات الحرارة. وطور علماء في بريطانيا والولايات المتحدة التطبيق للمساعدة في رصد التفشي عالميا . ويقول الاطباء الباحثون إن هذا التطبيق يمكن أن يبطئ التفشي، ويحدد بسرعة أكبر الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.
واوضح الدكتور/ أندرو تشان، الأستاذ بكلية الطب بجامعة هارفارد في الولايات المتحدة، الذي شارك في الدراسة ان هذه الدراسة المستندة إلى بيانات التطبيق تعد سبيلا لمعرفة بؤر تركز كوفيد-19، والأعراض الجديدة التي يتعين البحث عنها، ويمكن أن يستخدم كأداة تخطيط لاستهداف الحجر الصحي وإرسال أجهزة التنفس الصناعي وتقديم بيانات سريعه للتخطيط لحالات تفشي في المستقبل .
واوضح الدكتور/ تيم سبكتور الأستاذ بجامعة كينغز الذي يشارك في الدراسة انه بالإضافة لأعراض أخرى يبدو أن الذين يعانون من فقد حاستي الشم والتذوق أكثر احتمالا بثلاث مرات من غيرهم لأن تأتي نتائج تحاليلهم إيجابية لكوفيد-19. وطبق فريق سبكتور هذه النتائج على نحو 400 ألف شخص سجلوا أعراضا على التطبيق، ولم يتم بعد إجراء تحليل الفيروس لهم، ووجدوا أن نحو13 بالمئة منهم من المرجح أن يكونوا مصابين. وقال سبكتور إن هذا يشير إلى أن نحو 50 ألف شخص في بريطانيا، ربما يكونون فى حالات إصابة لم تتأكد بعد.

ثانيا : أعراض جديدة خطيرة لكورونا حيث وصلت آثار الفيروس تصل إلى الجهز العصبى بالدماغ :
من المعروفا للجميع أن أعراض فيروس كورونا الشائعة هي الحمى والسعال وضيق التنفس، ثم ظهرت تقارير عن أعراض مثل فقدان حاستي الشم والتذوق. لكن بحسب الابحاث الأميركية الجديده فقد أضيفت إلى هذه الأعراض مجموعة جديدة تضرب الجهاز العصبي، ولا سيما الدماغ. حيث الاضطرابات العصبية والسكتات والنوبات الدماغية، و أن هذه الأعراض ظهرت على مجموعة صغيرة من مرضى فيروس كورونا المستجد .
وأضاف أن أطباء الأعصاب حول العالم يعتقدون أن هناك مجموعة فرعية صغيرة من مرضى كورونا اصبحوا يعانون اعتلالات في الدماغ. واستشهدت بحالة رجل يبلغ من العمر 74 عاما، وصل إلى مستشفى في ولاية فلوريدا وكان يعاني الحمى والسعال، وذلك في مطلع مارس 2020. وأظهر فحص الأشعة السينية أن المريض يعاني الالتهاب الرئوي الحاد، لكن الأطباء لم يروا حاجة في احتجازه بالمستشفى وأمروه بالعودة إلى منزله. وفي اليوم التالي اعتلت صحته وارتفعت درجة حرارته بشدة، فأعاده أفراد عائلته إلى المستشفى، وهناك كان يعاني ضيقا في التنفس ولم يعد قادرا على نطق اسمه أو شرح ما حدثه معه. وفقد القدرة على الكلام، وكان يعاني أعراض مرض باركنسنون (الشلل الرعاش) ويحرك أطرافه بشكل متشنج، وبعدما اشتبه الأطباء بإصابته بفيروس كورونا، جرى إخضاعه للفحص الذى أكد انه مصاب بالفيروس المميت . ومن هنا ربط الأطباء بين الفيروس وأعراض اضطراب الجهاز العصبي، التي باتت واضحة للغاية على الرجل المسن.
وكذلك أبلغ الأطباء في ولاية ميتشيغان عن حالة مثيرة للقلق، لعاملة في قطاع الطيران في أواخر الخمسينيات من عمرها. وقال الأطباء إنها تعاني اضطرابات عصبية وتشكو صداعا حادا، وبالكاد استطاعت نطق اسمها ، وقلت نسبة استجابتها للمؤثرات الخارجية مع مرور الوقت. وبعدما أجرى الأطباء مسحا لدماغها تبين وجود تورم غير طبيعي والتهابات في مناطق عدة به، وفي بعض المناطق ماتت خلايا دماغية. وتوصل الأطباء إلى أن المريضة تعاني التهاب الدماغ الحاد، وهو التهاب ينجم عن إصابة الجسم بفيروس.
وقالت الدكتوره / إليسا فوري الاختصاصية في طب الأعصاب إن هذه الحالات تشير إلى أن فيروس كورونا يمكن أن يغزو الدماغ مباشرة لدى بعض المصابين ، لكن ذلك في حالات نادرة. وتتفق الحالات المبلغ عنها لاعتلالات الدماغ في الولايات المتحدة مع تقارير أخرى قدمها أطباء في إيطاليا وأنحاء أخرى حول العالم. وفي بعض الحالات، كان المرضى يعانون الهذيان حتى قبل الإصابة بالحمى ومضاعفات الجهاز التنفسي بحسب ما اوضحه الطبيب الإيطالي إليساندور بادوفاني في جامعة بريشيا .
ثالثا : تراجع انبعاث غاز ثنائي اكسيد النيتروجين في الهواء لبعض الدول و بخاصه الخليجيه:
و من الفضاء هناك صور و رسومات توضح التراجع الملحوظ في مستوى انبعاث غاز ثنائي أكسيد النيتروجين في الهواء لبعض الدول ومنها لدول مجلس التعاون الخليجي في الفترة ما بين 26 نوفمبر 2019 – 27 مارس 2020. حيث كانت إدارة الاستشعار عن بعد في الفضاء فى دبى نشرت نتائج أولية باستخدام بيانات من القمرالاصطناعي لتابع لوكالة الفضاء الأوروبية، والتي أشارت إلى انخفاض مستوى تركيز غاز ثنائي أكسيد النيتروجين في أواخر شهر فبراير كنتيجة لإتباع التدابير الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد كوفيد – 19.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن غاز ثنائي أكسيد النيتروجين هو ناجم من المحركات، وعمليات توليد الطاقة ومخلفات العمليات الصناعية. تلك المواد التي تَقلصَ انبعاثها في الهواء على خلفية تأثيرات تعليق حركة السيارات، والطائرات، كذلك حركة المصانع في معظم البلدان، كنوع من الإجراءات الاحترازية لمجابهة هذا الوباء. وإن هذا أدّى إلى انحسار تركيز غاز ثنائي أكسيد النيتروجين في الهواء ليصبح أكثر نقاءً . حيث اوضح ذلك مدى التأثير الناتج من الاجراءات الاحترازية التي يتخذها العالم للوقاية من فيروس كورونا المستجد عالميا .
رابعا : مناعة القطيع هل تنجح في مواجهة فيروس كورونا المستجد :
في منتصف مارس 2020، ظهر مصطلح “مناعة القطيع” أو “المناعة بالعدوى”، وذلك بالتزامن مع دعوة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى اتباع هذه الاستراتيجية في مواجهة فيروس كورونا المستجد. لكن هذه الاستراتيجية سرعان ما انهارت وسط الانتشار الواسع للفيروس، الذي أصاب جونسون نفسه، مع تحذيرات متزايدة صادرة عن أطباء وخبراء، من تطبيقها.
وتستند استراتيجية “مناعة القطيع” إلى ممارسة الحياة بشكل طبيعي، بحيث يصاب معظم أفراد المجتمع بالفيروس، وبالتالي تتعرف أجهزتهم المناعية على الفيروس، ومن ثم تحاربه إذا ما حاول مهاجمتها مجددا. لكن المختصين يحذرون من هذه الاستراتيجية في ظل إغراق المستشفيات بالمرضى .
وأعرب ‫ الدكتور/ جيريمي روسمان، أستاذ علم الفيروسات في جامعة كينت البريطانية، عن اعتقاده أن مناعة القطيع قد تكون غير فعالة في مواجهة فيروس كورونا، مرجحا عدم نجاحة هذه الاستراتيجية إلى تطور الفيروس جينيا وتطوير سلوكه، الأمر الذي قد يحتاج إلى طرق جديدة لمكافحته. ‬
ويمكن لمناعة القطيع أن تكتسب أيضا من خلال إعطاء لقاح لعدد كبير من الناس لمكافحة الوباء، مما يصعّب من انتقاله لآخرين، لكن ذلك الحل أيضا غير متوفر في مواجهة فيروس كورونا، إذ تشير تقديرات الخبراء إلى أن لقاحه لن يكون متاحا قبل سنة.
و اوضح الدكتور مارك وولهاوس، أستاذ علم الأوبئة والأمراض المعدية في جامعة إدنبرة في أسكتلندا، إن مناعة القطيع يمكن أن تحدث بشكل طبيعي إذا تعرض عدد من الناس للعدوى، إذ يكوّنون أجساما مناعية مضادة تكسر هذا الفيروس، ولن يكون بمقدوره الانتشار على نطاق واسع.
لكن الدكتور وولهاوس أكد في الوقت نفسه أن استرايجية مناعة القطيع لن تكبح تماما تفشي الفيروس أو تمنع انتشاره بشكل كامل، خصوصا في مجتمعات لم تكتسب المناعة بعد.
من جانبه، حذر الدكتور/ تشونغ نانشان، أحد خبراء مواجهة كورونا في الصين، من اتباع استراتيجية “مناعة القطيع” لمواجهة فيروس، مبررا ذلك بأن “كوفيد 19” مرض معد للغاية. وأكد تشونغ ‬أنه لا يوجد دليل علمي حتى الآن على أنه إذا ما أصيب شخص بفيروس كورونا، فإنه لن يصاب مرة أخرى، داعيا إلى تضافر الجهود من أجل تطوير لقاح ضد الوباء بشكل سريع.