أخبارصحةعام

كورونا والعزل المنزلي

 

د محمد حافظ ابراهيم

 

فجأة وفي غضون أسابيع، وجد الملايين من الناس في أنحاء العالم أنفسهم، وقد تغيرت أنماط حياتهم التي اعتادوا عليها، فقد وضع جانب كبير من سكان العالم أنفسهم، في حجر منزلي طوعا أو كرها في محاولة لاحتواء تفشي فيروس كورونا ، و هم جميعا حبيسي الجدران، فالعمل من المنزل وربما ننهي عملنا، لنجد أن اليوم قد انتهى ليلحق به الليل ونحن في عزلتنا، إنه أمر قاس خاصة على البعض الذين اعتادوا على شوارع وأماكن تملؤها الألفة.
وفي ظل الوضع الجديد، ابدي الأطباء النفسيون، مخاوف من أن يعاني عدد كبير من الناس، من الأمراض النفسية والاكتئاب، سواء خلال أو بعد فترة الحجر المنزلي المفروض، خاصة مع تلازم البقاء في المنزل لساعات طويلة، مع ضغوط نفسية وعصبية، ناتجة عن متابعة حثيثة لحالات الموت المروع، التي تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعى .
وربما تكون ظروف وملابسات الحجر المنزلي، في عدة بلدان عربية او اوروبيه و حتى الامركتين أكثر إيلاما، خاصة في ظل ضيق الوحدات السكنية، التي تعيش بها الأسر، ووجود أطفال يريدون أن يتصرفوا بحريتهم، وهو ما قد يؤدي إلى توتير الأجواء داخل الأسر.
لكن الأمر لايخلو من الطرافة والإيجابية، فعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وخلال الفترة الماضية، ظهرت الكثير من النكات التي تتحدث عن وضع الرجال في المنزل، بعد أن أضطروا للبقاء فيه، وسط حديث عن أن جانبا كبيرا منهم، أخذ يكتشف مواهب له في أداء مهام منزلية، مثل الطبخ و الغسيل والاهتمام بترتيب المنزل و تربيه الاطفال و عن كيف أصبح قريبا من عائلته وأبنائه، الذين ربما لم يكن يتابع تطورهم الدراسي في الأوقات العادية.
ورغم اعتراف المختصين بقسوة أيام الحجر المنزلي، إلا أنهم يقدمون نصائح لمن يمضون هذه الفترة، بحيث تضيف إليهم خبرات حياتية قيمة، ومن بين تلك النصائح :
= ضرورة الاستيقاط في وقت مبكر صباحا، وليكن نفس الوقت الذي كنت تستعد فيه للذهاب إلى العمل.
= تحضر جدولك اليومي، خاصة وإن كنت تعمل من المنزل، مع مراعاة أن تحصل على راحاتك المعتادة، التي كنت تحصل عليها خلال العمل .
= تحافظ على روتين يومك المعتاد فيما عدا الخروج إلى الشارع.
= عدم المبالغة في متابعة الأخبار، لأنها قد يكون لها تاثيرها النفسي السلبي عليك، خاصة إذا كنت تعاني من الخوف المرضي، في الحالات الطبيعية، لأن الإفراط في الاستماع إلى أخبار الضحايا، وتعطل العالم قد يؤدي بك إلى حالة من الاكتئاب، و بعض آللام العضوية.
= وسائل التواصل الاجتماعي و نشر الذعر والخوف :منذ بدأت الأزمة بانتشار الفيروس في الصين أواخر عام 2019، ثم انتقاله لدول أخرى، بدا واضحا على العديد من منصات التواصل الاجتماعي، أن هناك مايشبه حالة من الذعر والهلع الجماعي، التي يروج لها قطاع كبير من رواد تلك المنصات. و تروج لمزاعم غير محددة ومضللة بشأن فيروس كورونا. وبجانب تعمد البعض،على إبراز الجانب المظلم والقاتم، وتفاصيل حالات الموتى، بما يعمق حالة الخوف الحاصلة ، فإن هناك آخرين سعوا للاستفادة من الأزمة عبر الترويج لأدوية زائفة زعموا أنها تعالج وباء الكورونا. وفي عدة دول بدت السلطات مهتمة بمحاربة مروجي الشائعات والأخبار الزائفة.
= ينصح الأطباء النفسيون بضرورة الحديث بصورة منتظمة عبر الهاتف أو عبر اتصال مرئي على الإنترنت: بالأقارب والأصدقاء، في محاولة للخروج النفسي من دائرة العزلة، وهو ما قد يترك أثرا إيجابيا على النفس.
= إن ممارسة رياضة المشي: في البلاد التي ماتزال تسمح بحرية حركة محدودة، قد تدخل على النفس نوعا من الارتياح، خاصة في المتنزهات والمساحات الخضراء.
= طبقا لنصائح منظمة الصحة العالمية فإن الحفاظ على التفكير السليم ، وفهم الأمور والظروف المحيطة، يمثل جزءاً من المحافظة على صحة عقليّة ونفسيّة متوازنة وسليمة.