أخبارسياحة وطيرانصحةعام

البروفسور الفرنسي ديديه رؤولت طبيب «كورونا» الذي تحدى الجميع؟

كتبت- ايه حسين

فيما يستعد لإصدار كتاب جديد حول الأمراض المعدية، غداً الخميس، بعنوان لا يُخفي نفسه المتمرد، «الأوبئة.. الخطر الحقيقي والإنذارات الكاذبة»، يواصل البروفسور الفرنسي ديديه رؤولت (68 عاماً) لفت أنظار العالم إلى العلاج «البسيط» الذي اقترحه لمواجهة وباء كورونا المستجد.

يعد الفرنسي المولود في العاصمة السنغالية داكار، لطبيب عسكري وممرضة، أول خبير يعلن إمكانية علاج مرض «كوفيد-19» بدواء الملاريا المعروف بـ«كلوروكين».

ويعرف الطبيب باكتشافاته الرائدة إذ نجح، حسب تقرير لمجلة “لوبوان” الفرنسية، في التعرف إلى أكثر من 400 نوع من الميكروبات، كما اكتشف فيروسات جديدة تنتقل إلى الإنسان، وأخرى تنقل العدوى من فيروس إلى فيروس آخر، ما يُمثل نصراً علمياً لم يسبق له مثيل، حسب المجلة.

وحسب تقرير أعدته صحيفة «لاتريبين دو جنيف» السويسرية، تحت عنوان «الطبيب الذي وضع هيبته على المحك»، فإن الرجل الذي يحظى بسيرة حافلة بالإنجازات خصوصاً في مجال الأوبئة، برز في هذه الأزمة مناقضاً لكل التوجهات الرسمية المعلنة لاحتواء المرض، حيث عارض فرض الحجر الصحي الكامل، مؤكداً أن الحل الوحيد هو مضاعفة عدد الفحوص، وعزل المرضى بعيداً عن الأصحاء، وهي الطريقة التي اتبعتها، حسبه، كل من كوريا الجنوبية وأستراليا.

وأمام المخاوف العالمية من تزايد عدد الوفيات بسبب الوباء الجديد، يؤكد رؤولت أننا لم نصل بعد لذروة الكارثة، حيث إن الأمراض التنفسية العادية تقتل سنوياً 2,5 مليون نسمة، مشيراً كذلك إلى أن «كوفيد-19» ليس سوى واحد من ضمن 20 فيروساً تنفسياً مماثلاً «تجول حولنا بحرية تامة».

إنجازات رائدة

ووفقاً لـ «لوبوان»، فإن الرجل يعد أكثر العلماء الأوروبيين ذكراً عندما يتعلق الأمر ببحوث الأمراض المعدية.

وتُوج البروفيسور في عام 2010 بجائزة المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية في فرنسا، ويدير حالياً معهد البحر المتوسط ​​للعدوى بمستشفى مرسيليا الجامعي، الذي يعتبر صرحاً علمياً فريداً من نوعه في البلاد.

وبرز اسم الرجل في الإعلام مجدداً بعد أن أكد في فبراير الماضي فاعلية دواء «كلوروكين» في علاج مرضى «كورونا» بناء على دراسات أجريت في الصين أولاً، وتجارب قام بها هو وفريقه على أكثر من 20 مريضاً بالفيروس المستجد.

وبعد أول إعلان للطبيب عن هذا العلاج، ردت وزارة الصحية الفرنسية مؤكدة عدم وجود دليل مثبت، حتى الآن على نجاح هذا الدواء في مواجهة «كوفيد-19»، فيما أشار أطباء آخرون إلى ضرورة توخي الحذر قبل اعتماد «كلوروكين» بسبب الأعراض الجانبية المحتملة.

صراع أجنحة

وتشير «لاتريبين دو جنيف» إلى أنه وخلف الجدل بين بروفسور الأوبئة ونظرائه الفرنسيين، تبرز قضية أخرى لا علاقة لها بالفيروس المستجد، تتعلق بصراع الأجنحة بين النخبة الصحية في البلاد.

حيث يعرف رؤولت بعلاقته المتوترة بعدد من الأسماء البارزة في هذا الوسط، مثل المدير السابق للمعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية، إيف ليفي، والذي هو في الوقت ذاته زوج وزيرة الصحة السابقة أنييس بوزين، والذي يتلقى دعماً من طرف الكثير من الشخصيات السياسية والصحية الفرنسية البارزة.

التريث قبل إعلان الانتصار

وفيما بدأت دول مثل الهند والجزائر استخدام وصفة الطبيب الفرنسي في علاج مرضى «كورونا»، انطلقت الأحد تجارب سريرية تشمل 7 دول أوروبية بهدف اختبار 4 علاجات محتملة للفيروس، تشمل استخدام «هيدروكسي كلوروكوين».

ووسط حالة من التفاؤل بتمكن العالم بفضل «كلوروكين» من احتواء الوباء الجديد انطلقت مع نداء راؤولت، يصر الكثير من الخبراء حول العالم على أهمية عدم التسرع، وانتظار نتائج التجارب الطبية لإعلان الانتصار على الفيروس المستجد.