أخبارسياحة وطيرانصحةفن

كورونا تتسبب في وفاة “أسطورة الأفرو – جاز مانو ديبانغو”

كتبت — ايه حسين

#أسطورة_الأفرو-جاز

عازف الساكسوفون أسطورة الأفرو – جاز مانو ديبانغو (86 عاماً) الذي كان يصف نفسه بأنه «بانٍ للجسور بين الغرب وإفريقيا»، أول شخصية عالمية تذهب ضحية فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19). وتحول ديبانغو نجماً عالمياً بفضل أغنيته الضاربة «سول ماكوسا».

وقال الراحل في مقابلة مع وكالة فرانس برس في أغسطس الماضي: «أتمتع بإيقاع باخ وهاندل في أذني مع كلمات كاميرونية. وهذا مصدر غنى. في الحياة أفضل أن يكون لدي خيارات عدة وليس خياراً واحداً»، متوقفاً أحياناً ليطلق ضحكته المدوية الشهيرة.

وقال مارتن ميسونيه، منسق الاسطوانات والمنتح الشهير، معلقاً على وفاة ديبانغو «إرثه شاسع وسيستمر. كان يتمتع بموهبة خلاقة كان يحمل الناس على الرقص بفاعلية لا تقهر».

وغرد المغني يوسو ندور معرباً عن حزنه: «لقد كنت الأخ الأكبر ومصدر فخر واعتزاز للكاميرون وإفريقيا برمتها».

وقال وزير الثقافة الفرنسي فرانك ريستر عبر شبكات التواصل الاجتماعي «فقد عالم الموسيقى فناناً أسطورة».

ومسيرة ديبانغو خارجة عن الدروب المطروقة، إذ لم يكن يحلم بخوض غمار الفن ولا أن تؤدي أغانيه بيونسه أو ريهانا. ولد إيمانويل نجوكيه ديبانغو في 12 ديسمبر 1933 في دوالا في الكاميرون وتلقى تربية صارمة.

وقال الفنان الراحل «كان عمي يعزف الهارمنيوم وكانت أمي تدير جوقة الكنيسة. أنا شخص تربى في أجواء دينية». أرسله والده وهو موظف رسمي إلى فرنسا في سن الـ15 أملاً في أن يصبح مهندساً أو طبيباً.

وبعد رحلة في البحر استمرت 21 يوماً وصل مانو ديبانغو إلى مرسيليا، وانتقل منها إلى سان – كاليه (غرب). وقد حمل معه في حقائبه «ثلاثة كيلوغرامات من البن» وكانت من السلع النادرة في مرحلة ما بعد الحرب ليدفع للعائلة التي استضافته. وحملت مذكراته لاحقاً عنوان «ثلاثة كيلوغرامات من البن».

ومن ثم درس في شارتر حيث خطى خطواته الأولى في مجال الموسيقى على آلتي المندولين والبيانو.

في هذا العالم الذي يهيمن عليه البيض، راح المراهق الذي يقر بأنه لم يكن يعرف الثقافة الإفريقية يتمثل بنجوم من الأميركيين السود في تلك الفترة من كاونت بايسي وديوك إلنغتون وتشارلي باركر الذين استحالوا «أبطالاً» له.

واكتشف مانو ديبانغو أيضاً الساكسوفون خلال مخيم عطلة صيفية، ورسب بعدها في شهادة الثانوية العامة. فقرر والده الغاضب أن يوقف إرسال المال إليه عام 1956. فانتقل إلى بروكسل وراح يعزف المنوعات لتحصيل لقمة لعيش.

والتقى خلال إقامته في بلجيكا بشخصين رئيسين في حياته هما الشقراء ماري – جوزيه المعروفة بـ«كوكو» والتي أصبحت زوجته، وجوزف كاباسيلي قائد أوركسترا موسيقى أفريكان جاز.

وفتح له الموسيقي الكونغولي أبواب إفريقيا الفرحة باستقلالها عن الاستعمار.

ورافقه مانو ديبانغو إلى ليوبولدفيل (اسم كينشاسا سابقاً) حيث أطلق موجة التويست في 1962 ومن ثم فتح قاعة في الكاميرون.
وعاد إلى فرنسا بعد ثلاث سنوات من دون أي أموال. وأصبح عازف بيانو مرافقاً لمغني الروك ريك ريفرز، ومن ثم عازف أرغن وقائد أوركسترا مع نينو فيرير.

في عام 1972 طلب منه تأليف نشيد لكأس الأمم الإفريقية في الكاميرون. وعلى الجهة الثانية من الأسطوانة سجل أغنية «سول ماكوسا» التي نالت إعجاب منسقي اسطوانات في نيويورك لتبدأ معها مسيرة جديدة للفنان.

وأقام عازف الساكسوفون عروضاً في مسرح أبولو معقل الموسيقى الأميركية السوداء في هارلم، وأضاف أنغاماً جديدة على موسيقاه من خلال جولات في أميركا الجنوبية.

في عام 1982 استخدم مايكل جاكسون أجزاء من «سول ماكوسا» في ألبومه الشهير «ثريلر» من دون أذن مسبق؛ فرفع مانو ديبانغو سلسلة من الدعاوى بتهمة السرقة الفنية قبل أن يتوصل الطرفان إلى تسوية مالية. إلا أن المكسب الرئيس كان في تحول ديبانغو إلى مرجع عالمي فيما يعرف بموسيقى العالم.