د.محمد حافظ ابراهيم
على الرغم من المحاولات المستمرة التي تقوم بها الولايات المتحدة لحفض الإصابة بالنوبات القلبية فالإصابات تتزايد بشكل كبير لدي الأشخاص الأصغر من 40 عاماً. فأصغر الناجين من النوبة القلبية لديهم احتمالية الوفاة كالناجين الذين تزيد أعمارهم ب 10 سنوات. كما يساهم تعاطي المخدرات بزيادة هذا الاتجاه.
فعلى الرغم من انخفاض عدد النوبات القلبية التي تحدث في الولايات المتحدة- فذلك يرجع إلى حد كبير إلى استخدام الادوية مثل الستاتين وانخفاض نسبة التدخين فتتزايد هذه الاحداث لدى البالغين. والبيانات الجديدة لا تثبت صحة هذا الاتجاه فحسب، بل تكشف المزيد من الأزمات القلبية تصيب الذين تقل أعمارهم عن 40 عام طبقا لاحصاءات الكلية الامريكية لطب القلب .
فالدراسة هي الأولى التي تقارن البالغين ما بين عمر (41 -50 سنة) والأصغر سنا في المرحلة العمرية (40 أو أصغر) الناجين من النوبات القلبية، حيث وجد أن من بين المرضى الذين يعانون من النوبات القلبية في سن مبكر اجمالي 1 من كل 5 بسن الأربعين او أصغر.
بالإضافة الى ذلك خلال فترة الدراسة التي استمرت 16 عاماً (من عام 2000الىعام 2016) فأن النسبة تتزايد لنفس البالغين المصابين بنوبة قلبية بازدياد بنسبة 2 بالمئة سنوياً في العشر سنوات الأخيرة.
اعتدنا أنه من النادر رؤية أي شخص أقل من 40 عاماً يعاني من نوبة قلبية – الان بعض الأشخاص في العشرينات او بداية الثلاثينات من العمر، دكتور رون بلانكستين أخصائي أمراض القلب الوقائي في بريغام وبرفسور مساعد في كلية هارفارد للطب في بوسطن والباحث الرئيسي للدراسة “بناء على ما نراه” يبدو ذلك أننا نتحرك باتجاه خاطئ.
ايضاً على الرغم من أن متوسط أصغر من 10 سنوات من المصابين بنوبات قلبية في الأربعين من العمر، فأن معدل النتائج السلبية لدى الشباب هو نفسه بما في ذلك الوفاة من نوبة قلبية او سكتة دماغية او أي سبب اخر.
حتى إذا كنت في عمر العشرينات او الثلاثينات، في حال أصابتك بنوبة قلبية، فأنت معرض للخطر والمزيد من حالات القلب والاوعية الدموية والمزيد من الخطر كشخص أكبر منك سناً،” يقول بلانكستين: موضحا ليس بالضرورة أن السن المبكر وقائي. بالفعل مهم لنا أن نفهم لماذا الأشخاص في الواقع مصابين بنوبات قلبية في عمر مبكر، لماذا نفقد حياة واعدة.
كجزء من تحليلات بلانكسين وكوليجوس حاولا تحديد عوامل الخطر المحتملة بجانب الازدياد في النوبات القلبية بين الشباب البالغين. حسب قولهم إن عوامل الخطر التقليدية للنوبة القلبية تشمل داء السكري، ارتفاع ضغط الدم، التدخين، التاريخ العائلي للنوبة القلبية المبكرة وارتفاع الكوليسترول، كانت متشابهة بين المجموعتين.
مع ذلك فان أصغر المرضى كانوا أكثر عرضه للإبلاغ عن تعاطي المخدرات تشمل الماريجوانا والكوكايين (17.9 بالمئة مقابل 9.3 بالمئة على التوالي) لكن كان استخدام الكحول أقل.
تضمنت الدراسة مجموع 2.097 من المرضى البالغين (أصغر من عمر الخمسين) تم قبولهم بنوبة قلبية في مستشفيان كبيران. 20 بالمئة من هؤلاء تبلغ أعمارهم 40 عام او أصغر. قارن الباحثون بين ضحايا النوبة القلبية (أصغر من 50 و40عاماً) باستخدام تصوير القلب للمريض، هو إجراء يستخدم الاشعة السينية لرؤية الاوعية الدموية والشرايين في القلب. الاشخاص في مجموعة صغيرة جداً من الازمات القلبية كانوا أكثر عرضه للإصابة بمرض في سفينة واحده. تشير ذلك أن المرض لازال مبكراً ومحصوراً. مع ذلك كان لديهم ذات معدل النتائج النسبية. كما أن مجموعه الشباب أكثر تلقائية في تشريح الشريان التاجي. تمزيق في جدار الوعاء. وأن كانت نادرة، عادة ما يكون أكثر شيوعا عند النساء خاصة خلال فترة الحمل.
هناك اتجاه غير إحصائي نحو تقليل استخدام الاسبرين والعقاقير والدواء المخفض للكوليسترول عند الخروج بين المرضى البالغين، التي قال بلانكستين إنه قد يشير لوجود انحياز فيما يعتقده الأطباء بأن هؤلاء المرضى معرضون لخطر أقل بسبب أعمارهم. ومع ذلك، أظهرت البيانات أن المرضى في كلا المجموعتين كانوا معرضين لمخاطر متساوية للوفاة بنوبة قلبية كما قال بلانكستين “كل شيء عائد للوقاية”. “يعتقد الكثير من الناس أن حدوث نوبة قلبية، ولكن يمكن تجنب الاغلبية الكبرى بالكشف المبكر عن المرض والتغيرات الحادة في نمط الحياة وإدارة عوامل الخطر الأخرى. أفضل نصيحة هي تجنب التبغ وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتناول غذاء صحي للقلب، وفقدان الوزن إذا كنت بحاجة لذلك، وإدارة ضغط الدم والكوليسترول، وتفادي السكري إذا كنت تستطيع، والابتعاد عن الكوكايين والمار جوانا لأنها ليست بالضرورة جداً لقلبك.
ضحايا الشباب الذين يعانون من النوبات القلبية ومرض السكري أيضاً هم أسوأ حالًا. ففي دراسة ذات صلة، وجد بلانكشتاين وفريقه أن واحدًا من بين كل 5 مرضى يعانون من أزمة قلبية في سن مبكرة ويعرف بأنه أقل من 50 عامًا – يعاني من مرض السكري أيضًا. تشير البيانات إلى أنه إذا كان شخص ما مصابًا بمرض السكري، فهم أكثر عرضه للوفاة وتتكرر لديهم الاصابات أكثر من الناجين من نوبة قلبية دون مرض السكري. لا يقتصر الامر على مرض السكري لمن هو أقوى عوامل الخطر للإصابة بنوبة قلبية ومن المتوقع بالأحداث المستقبلية لدى الشباب الذين سبق أن أصيبوا بنوبة قلبية. يحتاج هؤلاء المرضى إلى علاجهم بعناية، ويجب على الأطباء الاهتمام الشديد بجميع عوامل الخطر الأخرى القابلة للتعديل و التغير مثل منع تدخين المخدرات وعلاج الضغط و السكرى و زباده الوزن و السمنه المفرطه و تدخين التبغ و اهمال الرياضه.