أخبارصحة

عائشة الصينية عاشقه لاام الدنيا

د محمد حافظ ابراهيم

هي فتاة صينية موهوبة تتقن أكثر من مهارة، أهمها أنها جمعت بين أصعب لغتين في العالم وهما الصينية والعربية التي تتحدثهما بطلاقة، كانت مصر وجامعة الأزهر سر حبها للغة العربية، وسعيها للتواصل مع المصريين خاصة والعرب بشكل عام.
ولأنها ولدت في مجتمع مسلم فقد عرفت قيمة وفضل مصر على الإسلام، وذابت في عشق حضارة وتاريخ مصر وعادات وتقاليد المصريين، وخصصت حلقة كاملة عن مميزات أرض الكنانة على صفحتها بموقع الفيديوهات “يوتيوب”، كما أثار إعجابها شهامة المصريين خصوصًا مع الأجانب والتي أكدت أنها غير موجودة كثيرا خارج مصر،

عائشة الصينية تذوب في حب أم الدنيا، وترى أنها أهم دولة في المنطقة، وصاحبة أقدم حضارة وأكبر عدد سكان مثل الصين، وخلال لقاء “بوابة الأهرام” معها قالت إنها تحلم منذ الصغر بزيارة مصر ومشاهدة الأهرامات وأبو الهول ومعابد الأقصر وأسوان وقلعة قايتباي بالإسكندرية، خصوصًا وأن الأهرامات بها أسرار لم تكتشف حتى الآن، مؤكدة أن مفهوم الدولة الحديثة والحكومة المركزية ظهر في مصر منذ 3000 سنة قبل الميلاد، كما أن المصريين القدماء أول من مارس لعبة الكرة قبل أن يعرفها العالم.

عائشة أكدت أن هناك عوامل أخرى جعلتها تحب مصر، هي أنها تحب اللغة العربية منذ الصغر، وتعيش في منطقة شمال غربي الصين وسط مجتمع مسلم حيث تنتمي إلى قومية السالارا المسلمة، وأن جدها هو من منحها اسمها منذ مولدها، وعمتها أخبرتها وهي صغيرة أن مصر تحظي بوجود جامعة الأزهر على أرضها أفضل جامعة في العالم الإسلامي كله، وأن الالتحاق بها أفضل لدى المسلمين الصينيين من الالتحاق بجامعة هارفارد الأمريكية، فضلا عن شهامة المصريين المشهورة، موضحة أن صديقتها أخبرتها أنها ضلت طريقها في الإسكندرية وبمجرد أن سألت شخصا جالسا بجوارها في الأتوبيس دلها على الطريق الصحيح، وتبرع آخر بالقيام بتوصيلها لأنه كان سيهبط في نفس المحطة، فيما لم يتحدث آخر بينما رسم لها خريطة تسير عليها على ورقة كانت معه، مؤكدة أن ذلك غير موجود في أي مكان بالعالم.

وأشارت إلى أن الصينيين عرفوا تفسير القرآن الكريم، بفضل الشيخ محمد مكين أو “ما جان”، وهو عالم صيني مشهور درس في مصر 8 سنوات بجامعة الأزهر في القرن الماضي، وعندما عاد ترجم تفسير كتاب الله للصينية، لدرجة أن 90% من كتب التفسير الموجودة بالمكتبات والأكشاك من ترجمته وإنتاجه، وأن الصينيين قبلها كانوا يقرأون القرآن دون فهم معانيه، مشيرة إلى أن الأديب العالمي نجيب محفوظ هو أكثر الأدباء العرب شعبية في الصين، وأنها تعلمت اللغة من قراءة روايته الشهيرة “أولاد حارتنا” والتي حصل بها على جائزة نوبل.

وأضافت أن المصريين يمتلكون ذكاء فطريا حادا، حيث يستطيعون إتقان أي لغة أجنبية في وقت قليل، موضحة أنها درست اللغة العربية في كلية اللغات والترجمة ببكين 5 سنوات، ورغم ذلك لا تتحدث العربية بطلاقة، في حين قابلت مصريين درسوا الصينية عامين فقط ويستطيعون التحدث بالصينية كأهل البلد كتابة ونطقًا، وأن لديها أصدقاء مصريين كثيرون علموها اللغة العربية من خلال تعليقاتهم على صفحتها في فيس بوك، والتي يصل عدد متابعيها إلى 200 ألف، فضلا عن قناتها على يوتيوب التي حققت مليون مشاهدة، وأنها من فرط انبهارها بمصر تصر على رسم المكياج الذي كانت تضعه الملكة كليوباترا على وجهها في المناسبات الرسمية.

وبالنسبة للمأكولات المصرية، قالت عائشة إنها تعشق الطعمية التي كانت تعتقد أنها مصنوعة من الخبز، والملوخية التي لها أكلة شبيهة في الصين اسمها خضراوات الإمبراطور، فضلا عن عصير القصب وأن كلها أكلات تتمنى زيارة مصر لتذوقها، فضلا عن الكشري التي تذوقته لأول مرة في الجناح المصري بمعرض شانغهاي الأخير للاستيراد، ووجدته شبيها بأكلة المكرونة الصينية الشهيرة، فضلا عن البقسماط الذي يشبه نوعا من الأكلات الصينية التقليدية.

وأشارت إلى أنها تحب الموسيقى المصرية، وأنها في البداية كانت تستمع إلى الأغاني المصرية الشهيرة لكوكب الشرق أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وعمرو دياب وأنغام بهدف تقوية قدراتها اللغوية، مضيفة أنها تجيد الغناء وقامت بغناء أغنية المطربة شيرين عبد الوهاب “مشاعر”، والتي حظيت بشعبية في الصين بعدما قامت بنشرها في مواقع التواصل الصينية، وبعد نجاح التجربة كررتها مع أغنية “80 مليون إحساس” للمطربة إليسا والتي وصفت فيها حبها لمصر وقت أن كان عدد سكانها 80 مليون نسمة، مضيفة أنها تحاول تعلم الرقص الشرقي من خلال فيديوهات اليوتيوب.

وأشارت إلى أن مصر والصين بهما كثير من المتشابهات بخلاف الحضارة القديمة، مثل أنهما عانيتا خلال آخر قرنين من الزمان من الظلم والصعوبات، وحاليًا تسيران على طريق التقدم، وأنها أول دولة عربية وإفريقية أقامت علاقة مع الصين عام 1950، مشيرة إلى أنها تتمنى أن يصعد منتخب بلادها لمونديال كرة القدم مثلما نجح اللاعب محمد صلاح في الصعود مع الفراعنة للمونديال بعد غياب 28 سنة.