منتدى غاز شرق المتوسط ينهى أعماله بالقاهرة
كتبت – اية حسين
منتدى غاز شرق المتوسط ينهي أعماله بالقاهرة بعد أن تم الإعلان رسميا بالتوقيع بالأحرف الأولى بين الدول السبع الأعضاء على إطلاق المنتدى فعليا من أجل تنظيم العمل وتعظيم الاستفادة من الثروات الطبيعية من الغاز فى منطقة شرق المتوسط بين الدول الأعضاء.
وسارعت فرنسا للتقدم بطلب رسمى إلى المنتدى لتحصل على عضويته فيما ستعمل الولايات المتحدة الأمريكية بدور المراقب العام بالمنتدى، يأتى هذا فى الوقت الذى أعلن فيه المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية عن إبداء عدد من الدول رغبتها للانضمام إلى عضوية المنتدى رافضا الكشف عن تحديد هوية هذه الدول فى الوقت الحالى.
وتعهد أعضاء المنتدى بحل أى خلافات بين الدول فى إطار ما يحدده القانون الدولى، فضلا عن احترام حقوق الدول فيما لديها من ثروات طبيعية
وشهدت أعمال المنتدى طرح أسئلة متكررة عن أسباب ضخ الغاز الإسرائيلى إلى مصر مؤخرا، فضلا عن عدم انضمام مصر إلى خطة الاتفاق الثلاثى بين دول إسرائيل واليونان وقبرص على إقامة خط الغاز بينها وصولا إلى ايطاليا وهو ما تم الإعلان عنه قبل عدة أيام.
وقال وزير البترول إن مصر ليس لديها اهتمام فى الوقت الحالى بالانضمام إلى هذه الخط لما تمتلكه من قدرات كبيرة من البنية الأساسية فى نقل الغاز سواء شبكات داخلية أو موانئ فضلا عن محطات الإسالة.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلى يوفال شتاينز فى إجابته عن أسباب تصدير الغاز الإسرائيلى إلى مصر، إن دولته ليس لديها بنية أساسية تسمح لها بتصدير الغاز إلى أوروبا وهى وجهته الأخيرة.
وأضاف أن إقامة محطات للإسالة تحتاج إلى مليارات كما أنفقت مصر فى السابق لبناء مثل هذه المحطات، ولكن إسرائيل لم يكن لديها الفرصة لإقامة مثلها وكان لابد من الاتجاه إلى مصر والاعتماد على بنيتها الأساسية لتصدير غاز إسرائيل إلى دول أوروبا.
وكشف عن فتح الحوار مع الهند لتصدير الغاز الإسرائيلى المتوقع زيادة إنتاجه من خلال ضخ استثمارات جديدة وتنمية الحقول، مشيرا إلى أن الهند تعتبر مستهلكا كبيرا متوقعا للغاز، وأنه يمكن فى المستقبل مد خط لنقل الغاز إلى هناك داعيا إلى ضرورة تكثيف التعاون بين دول المنطقة لتعظيم الاستفادة من الغاز المتوافر فيها والاعتماد عليه لإحلال السلام والأمن بين الدول بدلا من تحويله إلى أداة صراع.
وحضر الاجتماع وزراء الطاقة القبرصى واليونانى والإسرائيلى والمسئول الفلسطينى عن الطاقة، ووكيلة وزارة التنمية الاقتصادية الإيطالية وممثل وزيرة الطاقة الأردنية، بصفتهم رؤساء وفود الأعضاء المؤسسين لـمنتدى غاز شرق المتوسط. كما حضر الاجتماع أيضاً ممثلو الاتحاد الأوروبى والبنك الدولى. كما انضم للاجتماع ممثلو الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا كضيوف.
واعتبر المهندس طارق الملا النجاح فى الانتهاء من الإطار التأسيسى بعد 12 شهرا فقط من الإعلان عن إطلاق المنتدى يعبر عن إيمان الأعضاء بأهمية دوره خلال الفترة المقبلة.
وقال إن الأعضاء المؤسسين لمنتدى غاز شرق المتوسط والذين هم أيضًا أعضاء فى الاتحاد الأوروبى، سيقومون بتقديم الإطار التأسيسى الموقع بالأحرف الأولى إلى المفوضية الأوروبية لمراجعته. وسيتم توقيع الإطار التأسيسى من قبل الأعضاء المؤسسين بمجرد ضمان التوافق مع قانون الاتحاد الأوروبى.
وأكد الأعضاء المؤسسون أن منتدى غاز شرق المتوسط، يحترم حقوق الأعضاء بالكامل فى مواردهم الطبيعية وفقًا للقانون الدولى، ويخدم بدوره كمنصة لإقامة حوار منظم حول الغاز، ووضع جدول أعمال لصياغة استراتيجيات مشتركة وسياسات غاز إقليمية تستند إلى رؤية مشتركة ومدعومة بالتعاون الحكومى من أجل ازدهار المنطقة.
ويتوقع أن يؤثر منتدى غاز شرق المتوسط فى تحقيق الاستفادة الكاملة من الإمكانات الإقليمية ويعكس رغبة العديد من الأطراف والمنظمات الدولية للمشاركة فيه ودعم أنشطته.
وقال الأعضاء إنهم أحيطوا علما بالدراسة المستمرة التى أجراها البنك الدولى، بعنوان «إيست ميد غاز – المفهوم الرئيسى لممر البنية التحتية المرحلى» ويتطلعون إلى اكتمالها.
وقالوا إن علاقاتهم المترابطة الممتازة، ستمكّنهم من الإسراع فى تحقيق الاستغلال الاقتصادى الأمثل لاحتياطيات الغاز فى شرق البحر المتوسط بسرعة وتقليل تكلفة الإنتاج والنقل، وضمان التوريد إلى الأسواق بأسعار تنافسية لرفاهية الشعوب.
و رحب الأعضاء بإنشاء اللجنة الاستشارية لصناعة الغاز وشددوا على أهمية اللجنة كمنصة لحوار دائم داخل المنتدى، بين ممثلى الحكومة والجهات الفاعلة فى الصناعة، بما فى ذلك الكيانات التابعة للدولة والسلطات التنظيمية ومؤسسات الغاز الاستثمارية والكيانات الصناعية والمؤسسات المالية الدولية، والتى ستساهم بلا شك فى فعاليات المنتدى.
أكد يورجوس لاكوتريبس وزير الطاقة القبرصى خلال كلمته بالاجتماع الوزارى الثالث لمنتدى غاز شرق المتوسط أن نجاح المنتدى يعد دليلا قويا على الرؤية المشتركة للأعضاء المؤسسين لتعزيز الرخاء والاستقرار بشرق المتوسط خاصة بعد التداعيات الأخيرة بالمنطقة، مشيراً إلى أن توقيع مذكرة التفاهم بين تركيا وليبيا يعد دليلاً على استراتيجية تركيا لانتهاك القوانين الدولية، وأن الهدف الأساسى لإنشاء المنتدى هو السيطرة الكاملة على مواردنا الغازية والتعاون لمصلحة الشعوب وفق قواعد تحترم حقوق الأعضاء، مؤكداً أن المنتدى سيسهم فى حل المشكلات التى تواجه الشركات للعمل فى المناطق الاقتصادية.
ومن جانبه أشاد كوستيس هاتزيداكيس وزير الطاقة والبيئة اليونانى بالعمل على تحويل المنتدى إلى منظمة دولية لها هيكل متكامل يحقق مصالح أعضائه فى استغلال مواردهم الطبيعية، وأكد على التزام الأعضاء بحل أى خلافات قد تطرأ من خلال القانون الدولى والجلوس على مائدة الحوار، وأشار إلى أن هذه الرسالة يجب أن تصل إلى الأتراك كى يتم توسعة هذا التعاون لتنضم تركيا بشرط مسبق هو احترامها للقانون الدولى وليس العمل من طرف واحد وبشكل غير مشروع فى المنطقة الاقتصادية لقبرص، وأن الاتفاق الذى تم توقيعه بين ليبيا وتركيا هو اتفاق بين دولتين لا يربطهما حدود مشتركة ويرغبان فى رسم الحدود فى غياب الأطراف الأخرى، وأشار إلى أن الاتفاق الحكومى بين إسرائيل وقبرص واليونان لمشروع خط غاز East Med هو ثمرة التعاون متعدد الأطراف فى المنطقة وأنه يتطلع لانضمام إيطاليا أو دول أخرى لهذا المشروع، مشيراً إلى التحديات التى تواجهه، كما أشاد بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى والذى يجب أن يستمر ويزداد لصالح المنطقة، وأكد على التزام اليونان بالخطة الطموح للاتحاد الأوروبى لخفض الانبعاثات وتقليل نسبة الكربون باستخدام الغاز والطاقة المتجددة، وأن هناك تطورات لإيجابية للدول الأعضاء فى المنتدى فى مجال البيئة والحفاظ عليها وأن يأخذ المنتدى فى اعتباره الطاقات المتجددة إلى جوار الغاز وعلى رأسها الهيدروجين كوقود المستقبل.
ومن جانبه أوضح الدكتور يوفال شتاينز وزير الطاقة الإسرائيلى أن الهدف الأساسى من المنتدى هو تقديم منصة ومظلة للتعاون البناء والحوار بين الدول الأعضاء، لافتاً إلى أن بدء ضخ الغاز الطبيعى من إسرائيل لمصر يعزز التعاون بين البلدين ويدعم الموقف المصرى كمركز إقليمى لتداول وتجارة الغاز، كما أشار إلى أن البحر المتوسط ملك للجميع، ولا تستطيع دولة امتلاكه أو إعاقة عمليات الشحن وانتقال الغاز من شرق المتوسط لأوروبا، موضحاً أن ذلك هو الرد على تساؤل عن التصرف فى حالة قيام تركيا بإعاقة الطريق فى البحر المتوسط، مشيراً إلى أن المنطقة الاقتصادية ليست منطقة دولية ولا تستطيع أى دولة فرض سيطرتها عليها، وأكد أنه يأمل فى أن يتم تطوير حقل غزة مارينا الفلسطينى خلال العام الحالى وأن المنتدى سيساعد رغم الخلافات السياسية فى تنمية الحقل لصالح الشعب الفلسطينى، كما أن المنتدى سيلعب دوراً دولياً فى المستقبل نظراً لأن القوى الاقتصادية المشاركة فى أعماله مثل الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبى والبنك الدولى تؤمن بالإمكانيات والقدرات التى تتمتع بها منطقة شرق المتوسط، وأشار إلى أهمية التعاون مع مصر وتصدير الغاز مسالاً لأوروبا عبر محطات الإسالة المصرية وأن إسرائيل مهتمة بتقليل الانبعاثات ومعدلات الكربون الملوثة للهواء وأن عام 2025 سيشهد الاعتماد كلياً على الغاز والطاقة الشمسية بدلاً من الفحم والمازوت.