أخبارعام

غرفة تجارة القاهرة تحديد مواعيد لغلق المحال التجارية

جدل واسع لمطلب

عيسى : اسلوب وطريقة حياة المصريين يحتاج إلى تنظيم مثل باقى الشعوب المتحضرة

آيات الحاج : تحديد موعد للغلق سيؤدى لزيادة المبيعات بالمحال قبل وقت الغلق بقليل

زنانيرى : المطلب ليس الا شكليات تريد بها الغرفة الظهور وقت الازمات ولا فائدة منه  

عطية  :  من الضرورى أن تعطى الدولة الفرصة للمحال التى تعانى الركود وعدم البيع طوال فترة النهار ،خاصة وأن البلاد تمر بها موجة شديدة الحرارة  

 عبد العال : سلبيات الغلق ستأتى على العمالة الموجودة ليلاً بالمحال التجارية والمصانع  وسيؤدى إلى تشريد العمالة وزيادة اعداد البطالة بالبلاد

تحقيق : فتحى على

ثار مطلب غرفة القاهرة التجارية ، بتحديد مواعيد لغلق المحال التجارية ، الساعة الثانية عشر مساء انقسام فى الشارع المصرى بين مؤيد ومعارض ،فالفريق المؤيد يرى ضرورة وضع سياسة تنظمية للحياة المعيشية فى مصر سواء للشارع أو المنازل ،موضحين أن معظم دول العالم المتحضر لديه تلك الاليات للعمل المنظم خاصة إذا كان الكلام عن بيزنس عشوائى يسهر حتى الصباح ،مؤكدين أن الدول الكبرى لم تنجح إلا بإتباع الاساليب والنظم السليمة ،وابتعدت عن السلوك العشوائى الذى يضر بشعبها واقتصادها .

وفى الوقت نفسه يتفق مع هذا الرأى بعض المصادر من دول عربية مختلفة ،فى أن دولهم تقدمت بفضل نظام تحديد مواعيد العمل فى الاغلاق وبداية العمل ،وأن  نتائج ذلك يأتى بالايجاب للجمهور والاقتصاد ،مشيرين إلى أن تحديد موعد للغلق ،سيؤدى إلى نفاذ السلع الموجودة بالمحال بسرعة ،لأن الجمهور سيسرع قبل مواعيد الغلق بالذهاب للمحال لشراء كافة إحتياجاته وبكميات كبيرة ،على عكس إذا كان المحال مفتوحاً طوال الوقت .

أما الفريق المعارض فيرى أن مطلب الغرفة التجارية لم يحالفه الصواب ،لأن جميع المحال التجارية والتى تبيع السلع المختلفة من مآكل ومشرب وأغذية عانت الكثير من الركود ،وأن فصل الصيف يأتى ليحدث إنتعاش ،حيث يخرج الجمهور فى المساء لشراء مستلزماته من المحال ،وأيضاً التنزه بعد يوم شاق فى العمل ،وحرارة الجو الشديدة ،مضيفين ان مثل هذا المطلب سيعمل على تخفيض الانتاج الصناعى الذى تسعى له الدولة بكل ما تملك لجميع السلع المنتجة ،إلى جانب أنه سيؤدى إلى زيادة أعداد البطالة إذا تم الاستغناء عن الورديات المسائية فتشرد العمالة بالمحال ،مضيفين سيؤدى أيضاً إلى تفاقم حالات الركود فى حالة الغلق أكثر مما كان ” وتعرض  ” معاق برس “ تفاصل التحقيق فى السطور التالية .

سلوك تنظيمى

بداية يقول المهندس على عيسى رئيس جمعية رجال الاعمال المصريين يتفق مع مطلب غرفة تجارة

القاهرة فى تحديد مواعيد غلق المحلات ،لافتاً إلى أن ترشيد إستهلاك الكهرباء من أقل الاهداف المرجوة من المطلب ،موضحاً أنه لا يوجد دولة فى العالم باكمله تفعل ما يفعله المصريون .

وأضاف عيسى أن اسلوب وطريقة حياة المصريين يحتاج إلى تنظيم مثل باقى الشعوب المتحضرة ،فإذا كان الكلام عن بيزنس عشوائى يسهر حتى الصباح ،فهذا لا يوجد فى أى دولة متحضرة ،فجميع دول العالم تسير بمواعيد عمل فى الفتح والغلق ،وان هذا النظام لا يؤثر لا على اقتصادها ولا نشاطها الاقتصادية والتجارى .

ويشير رئيس جمعية رجال الاعمال ما يقال على المحلات التجارية يتم أيضاً بالنسبة للمنازل فالاسر فى أى دولة لديها نظام إحترام الوقت سواء فى المنزل أو خارج المنزل ،والمبدأ الاساسى نظام حياتى سليم سواء فى أوقات العمل أو الراحة مما ينعكس بالايجاب على النمو الاقتصادى وتحسين مستوى دخل المواطن .

العيادات والصيداليات

ويتفق مع الرأى السابق الدكتور محمود عبد المقصود رئيس الشعبة العامة لاصحاب الصيداليات بإتحاد الغرف التجارية ،مشيراً إلى أنه يطالب منذ فترات طويلة قرار تحديد فتح وغلق الصيداليات ،وذلك للحد من الخسائر التى تتكبدها الكثير من الصيداليات ،يالاضاقة إلى تكلفة الصيداليات فى دفع فواتير الكهرباء والتى تم تحدديدها بالاسعار السياحية ،وليس بالاسعار المحلات العادية .

ويرى رئيس الشعبة العامة لاصحاب الصداليات من الضرورى ان تقوم كل شعبة من الشعب بتنظيم عملها فى الفتح والغلق بعيداً عن قرارات أى جهة ،موضحاً كل شعبة أدرى بمصلحة أعضاءها .

ويلفت الدكتور محمود النظر إلى ضرورة تحديد مواعيد عيادات الاطباء والمراكز الطبية بالاحياء والمدن ،خاصة وأن تلك العيادات والمؤسسات والمراكز الطبية تجعل الصياداليات المجاورة لها تسهر حتى الصباح دون رقيب .

الركود

ومن جانبه يضيف الدكتور مختار الشريف استاذ الاقتصاد إن فتح المحلات بدون تحديد للمواعيد سيعمل على زيادات استهلاك الكهرباء والدخول فى الشرائح الاعلى مما يؤثر فى رفع تكلفة المحال التجارى ،موضحاً فالتاجر سيحمل تلك التكلفة على المستهلك فيرتفع سعر السلعة .

ويشير الشريف إلى أن هذا التأثير لإرتفاع أسعار السلع سيجعل السوق أكثر ركوداً نتيجة لضعف القوة الشرائية للمستهلك الذي يعاني من ارتفاع أسعار جميع السلع والخدمات مع ثبات دخله الشهري .

وأشار إلي أنه آن الأوان لإعادة التفكير في مشروع تحديد مواعيد لغلق المحلات التجارية; حيث أصبح الأمر ضرورة حتمية لترشيد الاستهلاك والحد من ارتفاع أسعار المنتج النهائي من خلال تقليل فاتورة الكهرباء التي تعتبر أحد عناصر التكلفة الأساسية في العمل التجاري .

ومن جانبه يتفق مع الأراء السابقة الخبير الاقتصادى بجامعة  قناة السويس نصر الدين محمود ،مضيفاً

أن معظم دول العالم يُطبق مثل هذا المطلب الهام لتحديد مواعيد فتح وغلق المحلات ،ختصة البلدان المتقدمة موضحاً أن الكثير من تجارب الدول حققت نجاحا مثل التجربة الماليزية والتونسية والسعودية، وبعض دول الاتحاد الأوروبى، وأن هذا الاجراء أدى إلى ازدهار التجارة بشكل ملحوظ بسبب زيادة إقبال المستهلكين على المحال قبيل الموعد المحدد لغلقها للحصول على كافة احتياجاتهم منها دون أن يكون هناك تأثير على حركة البيع والشراء بالنسبة لأصحاب تلك المحال .

التجربة الالمانية

وأضاف نصر أن التجربة الألمانية من أنجح التجارب الرائدة فى العالم حول تحديد موعد لإغلاق المحال التجارية من أجل ترشيد استهلاك الطاقة؛ موضحاً أن القرار يحدد عمل المحلات التجارية بمدن ألمانيا الكبرى ومنها العاصمة الألمانية برلين بحلول الساعة العاشرة مساء ،مشيراً إلى أن القانون الالمانى يسمح لبعض المحلات الكبرى بفتحها لفترات يوم كامل حسب إحتياج مواطنيها من شراء السلع ،وأيضاً الخدمات من كهرباء ومياه وغاز ومرافق عامة ،لافتاً بالنسبة لمواعيد عمل الكافيهات والمقاهى، فيمكنها العمل لمواعيد أطول، بحيث تختلف من مقهى لآخر وتعتمد على عدم إزعاج سكان المنطقة وهو شرط يقدمه صاحب المحال للحكومة الالمانية ،حتى يمكن الرجوع عليه فى أوقات المخالفة .

وفى سياق متصل يقول محاسب محمد على أبراهيم ” مصرى ” يعمل بالمملكة العربية السعودية أن مواعيد العمل للمحال التجارية بالمملكة لها مواعيد ثابتة فى الفتح والغلق ،ففى الفتح تبدأ مع التاسعة صباحاً وفى الغلق العاشرة مساءً ،مضيفاً بإستثناء بعض الصيداليات التى يسمح لها بالعمل لمدة 24 ساعة ،وهى غالباً ما تكون صيدالية واحدة كبرى فى كل منطقة .

محال المغرب تغلق 9 م

ويتفق مع الرأى السابق أيات الحاج ليلى رئيسة  جمعية الوفاء للتنمية البشرية بالمملكة المغربية ،مضيفة أن جميع أوقات العمل فى مدن المملكة وعلى رأسها ” كزابلانكا ” تبدأ مبكراً فى السابعة صباحاً فى الصيف حتى التاسعة مساءً ،وبالنسبة لمواعيد الشتاء فتبدأ فى الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساءً .

وتلفت الحاج إلى أن جميع أفراد الاسر بالمملكة المغربية لا يسهرون أمام شاشات التلفاز ،فالجميع ينام مبكراً ،ويستيقظ مبكراً للخروج للعمل ،مضيفة حتى أوقات الاجازات والعطلات الرسمية يتم إتباع نفس العادات فى المواعيد المحددة .

وتتفق الحاج مع الرأى الذى يدعم ضرورة التحكم فى غلق المحال ،لافتة إلى أن ذلك سيعود بالايجاب للجمهور والاقتصاد ،مؤكدة أن تحديد موعد للغلق ،سيؤدى حتماً لزيادة المبيعات بالمحال قبل وقت الغلق بفترات قليلة ،لأن الجمهور سيسرع قبل مواعيد الغلق بالذهاب للمحال لشراء كافة إحتياجاته وبكميات كبيرة ،على عكس إذا كان المحال مفتوحاً طوال الوقت .

الانتاج الصناعى

ويختلف مع الآراء السابقة يحيى زنانيرى رئيس جمعية منتجى الملابس الجاهزة ونائب رئيس غرفة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة ،مشيراً إلى أن مطلب تحديد غلق مواعيد المحال التجارية بالعاصمة حتى ولو كان ” الثانية عشر ” صباحاً لن يكون له أثر كبير فى تخفيف الضغط على الكهرباء ،ولا الاسعار ايضاً لافتاً بالعكس سيكون له أثر سلبى على الانتاج الصناعى ومطلب الدولة فى زيادة الانتاج ،فلا يمكن أن يعمل مصنع بدون كهرباء ،مضيفاً ان المصانع تحاول  قدر امكانها بترشيد استخدام الكهرباء ،حتى لا تتضرر .

ويرى زنانيرى ان توحيد موعد الغلق للمحال سيؤثر تأ ثير كبير على حركة البيع والشراء للمحال التجارية والمولات والمطاعم ودور المسارح والسينما وغيرها ،والتى تجد فرصة للحركة بعد نهاية أعمال الكثير من العاملين بالقطاع الخاص ،ويحتاجون لشراء مستلزماتهم فى اوقات متاخرة .

ويضيف زناتيرى إذا كان الغرض من تحديد مواعيد الغلق يهدف لترشيد استخدام الكهرباء ،فإن ذلك لن يتحقق لان صاحب المحال والعمال سيذهبون للمنازل ويضيئون الانوار ويستهلكون الكهرباء فى استخدام المراوح والتكييفات والتلفاز والانترنت وغير ذلك من الاشياء التى تحمل الدولة المزيد من استخدام الكيلووات من الكهرباء .

وينوه زنانيرى أن هذا المطلب من وجهة ” نظره ” ليس الا مجرد شكليات تريد بها الغرفة الظهور وقت حدوث الازمات ولا فائدة منه .

ويتفق مع الرأى السابق الحاج مصطفى عبد العال ” صاحب محلات حلوى الشرقية بوسط البلد ،مضيفاً كيف يعقل هذا القرار أن يطبق على محال تبدأ عملها فى التاسعة والعاشرة مساء خاصة فى الاماكن التى تعود فيها ” الجمهور ” أن بقضى وقتاً ” جميلاً مع اسرته بعد قضاء يوم عمل شاق .

ويشير عبد العال إلى أن سلبيات هذا القرار تاتى مباشرة بالتأثير السلبى على العمالة الموجودة ليلاً بالمحال التجارية والمصانع ،مما سيؤدى إلى تشريد العمالة وزيادة اعداد البطالة المرتفعة بالبلاد .

تشريد للعمالة

ويوضح عبد العال أن هذا القرار ليس على صواب خاصة بمحال وسط المدينة التى تسهر إلى ساعات متاخرة ،خاصة للمحلات والسوبر ماركت التى تقدم للجمهور الاطعمة والمشروبات وكافة الاغراض التى يطلبها المستهلك ،منوهاً إلى أن الدولة تحصل على ما تريده من فواتير استهلاك الكهرباء والغاز والمياه ،ولا يستطع اى صاحب محال ان ينقص أو يؤخر فاتورة التحصيل لأى خدمة ،متسائلاً فلماذا يتم هذا النظام

ويتفق مع الراى السابق رجل الاعمال المهندس سمير عطية صاحب احدى محلات ” المشروبات والعصائر ” بشارع ضياء بالهرم ،مشيراً إلى ان مصر وشعبها يختلف عن أى بلد وشعبها وعاداتها ،فمعظم السياح من دول العالم يحبون مصر لانها مختلفة ولها طابع مميز عن دولهم ،خاصة فى التنزه والسهر والاستمتاع بالمأكولات والمشروبات ،وشراء السلع من المولات والمحال التجارية الكبرى .

ويضيف عطية من الضرورى أن تعطى الدولة الفرصة للمحال التى تعانى الركود وعدم الربيع طوال فترة النهار ،خاصة وأن البلاد تمر بها موجة شديدة الحرارة تجعل الجمهور لا يستطع التحرك اثناء النهار ،مفضلاً الخروج ليلاً .

ويرى سمير عطية من المفروض أن يتم إطلاق الحرية للبيزنس ،وان يكون الاختيار سواء للفتح أو الغلق متروك لأصحاب الاعمال دون إجبارهم على شىء طالما يدفع حق الدولة عليه .