أخباراتصالات وتكنولوجياسياحة وطيران

“إماراتيات” يحُمْلانٌ “رسائل التسامح” بقمم الجبال و الأدغال الخطرة

كتبت – اية حسين

 3 إماراتيات تحدت الأجواء المناخية الصعبة والتضاريس الوعرة والمخاطر الصحية التي تنتج عن المجهود البدني الكبير الناجم عن تسلق قمم الجبال وتجاوز الأدغال الخطرة، من أجل أن يكن سفيرات لعلم بلادهن في كل أنحاء العالم وينشرن قيم التسامح والمحبة والثقافة الإماراتية.

ومن أعلى قمة دينالا الأمريكية مروراً بأدغال أفريقيا وانتهاء بالكهوف الإماراتية الخطيرة، حملت الشابات هنادي الهاشمي ورحاب الظنحاني وهدى زويد رسائل محبة وتسامح يودعن بها عاماً مضى ويستقبلن عاماً جديداً.

ورغم أن تسلق الجبال من الرياضات الشاقة، إلا أن الشابات الثلاث نجحن في تحدي النفس والطبيعة، واستطعن إثبات وجودهن بعدما صعدن القمم ليرفعن علم دولة الإمارات.

شهد عام 2019 تحقيق حلم هنادي الهاشمي التي سعت لأن تكون أول متسلقة جبال إماراتية، ترفع علم بلادها فوق أعلى 10 قمم جبلية حول العالم.

وأكدت الهاشمي أن «الطريق إلى القمة كان حلمها الدائم، ورفع علم الإمارات هدفها الذي وهبت له سنوات من عمرها، وقد تكلل مجهودها بالنجاح»، وباتت أول إماراتية تصل إلى قمة جبال دينالي في آلاسكا والتي تعد أعلى قمة في أمريكا الشمالية.

وأضافت: «نجحت خلال 4 أعوام في رفع علم الإمارات فوق 9 قمم تعد من أعلى الجبال عالمياً».

وتتمنى هنادي أن يزيد رصيد إنجازاتها في عالم تسلق الجبال، وأن تشهد في 2020 تسلق المزيد من القمم، ولا سيما قمة كارستينز في إندونيسيا.

نجحت الإماراتية هدى زويد عام 2019 في أن تحفر اسمها لتكون أول فتاة مواطنة تقصد القبائل البدائية لتعريفهم بتاريخ بلادها وتقدم إليهم يد الخير الإماراتية.

وأوضحت مؤسس فريق رحالة الإمارات «قصدت أدغال أفريقيا، ومكثت أياماً كاملة بين أفراد قبيلة المورسي التي تعد أكثر قبائل العالم بدائية، ونجحت في تعريف أفرادها بالثقافة الإماراتية وتراثها وعاداتها وتقاليدها».

وأضافت أنها وجدت في هذه الرحلات إلى القبائل والمناطق التي مازالت تعيش أنماطاً من الحياة البدائية، ومنها قبيلة مورسي الإثيوبية، وسيلتها العملية في التعبير عن حبها لوطنها خلال 2019 عبر مد يد الخير إلى أفرادها وتعريفهم بدولة الإمارات وتراثها وتاريخها عبر ندوات عقدتها.

وأضافت زويد أنها «كانت تسير أياماً طويلة بين الأدغال والحيوانات البرية والطرق الزلقة، حاملة حقيبتها التي تزن 70 كيلوغراماً، لتصل إلى أفراد قبيلة مورسي، لتجرب معهم الحياة البدائية، وتعرفهم بتراث وعادات وتقاليد الإمارات».

تلاحق رحاب الظنحاني التي اشتهرت بين أصدقائها بلقب سيدة الكهوف كنوز الماضي عبر استكشاف ثنايا الكهوف والجبال وجنبات السهول والوديان، متخطية الصورة النمطية للمرأة الإماراتية عبر عالم الرحلات إلى أماكن مجهولة.

وعبّرت عن سعادتها لتمكنها في عام 2019 من استكشاف مناطق جغرافية في شتى أنحاء الإمارات، تعد كنوزاً يجهلها الكثير من الناس.

وصرحت : «بدأت رحلتي في عالم المغامرات منذ أكثر من 12 عاماً، وفي مرحلة الثانوية العامة تملكني شغف ملاحقة تفاصيل الماضي والأماكن المهجورة التي أغفلها التاريخ الجغرافي الإماراتي وخاصة أسرار قمم الجبال المحاذية لمدينة دبا الفجيرة».

وأكدت سيدة الكهوف أنها «سخّرت سنوات حياتها لمعرفة الجزء الخفي من التاريخ المحلي الذي لم تتناوله كتب التاريخ والمناهج التعليمية في المدرسة، ونجحت خلال رحلتها الاستكشافية في فك ألغاز الكثير من أماكن ومعالم المنطقة الشرقية بالفجيرة كالقلاع القديمة في منطقة الخب.

ونجحت في زيارة عدة كهوف مظلمة ومهجورة في الإمارات ومنها «كهف الخفافيش»، تلك المغارة الموجودة أسفل صخرة ضخمة ومربعة يبلغ طولها 72 متراً، وتتسع لنحو 50 شخصاً.

واستطاعت خلال 2019 اكتشاف العديد من المعلومات حول مناطق عديدة في دبا الفجيرة ورأس الخيمة والعين والمناطق الحدودية المجاورة لساحل عُمان، والتي اكتشفت فيها أنماطاً من حياة سكانها تختلف تماماً عن حياة المدن، خصوصاً المناطق الداخلية المغلقة كمنطقة «وعظ صقر».