أخبارسياحة وطيران

مدينة تورينو تشهد منتدي تكريم الأديان برعاية الأزهر و الڤاتيكان

 

كتبت/ سميحة درويش

 

شهدت مدينة تورينو الإيطالية العريقة منتدى تكريم الأديان والرسالات السماوية من منظور وثيقة الأخوة الإنسانية ، تلك الوثيقة التي وقعها كل من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور/أحمد الطيب وقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان ، والتي صدرت عن ” المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية ” الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين في أبوظبي برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .

تكريم الأديان الأزهر و الڤاتيكان

بدأ مؤتمر تكريم الأديان بعد الندوة التمهيدية التي عقدت بعد صلاة الجمعة في مسجد مكه بمدينة تورينو ، حيث بدأ الأستاذ على ربيع الم

تحدث الرسمي للجالية المصرية في إقليم البيمونتي بتقديم فقرات وبرنامج المؤتمر
ليستمع الحضور الى التلاوة المباركة من ذكر الحكيم والتي تلاها فضيلة الشيخ / إبراهيم خليفه امام مسجد مكه بمدينة تورينو ، لينطلق مؤتمر تكريم الأديان بكلمة الترحيب بالسادة الضيوف للأستاذ / إبراهيم يونس رئيس الجالية المصرية بمحافظة البيمونتى بالشمال الإيطالي .
حضر المنتدى عدد كبير من الشخصيات الهامة على المستوى المحلى والدولى ، وعن الأزهر الشريف كانت مشاركة الأستاذ الدكتور نظير عياد: نائباً عن فضيلة الامام الاكبر شيخ الازهر ، وعن لجنة الشراكة الأورومتوسطية شارك المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية والمنوفية الاسبق – وكذا نيافة الحبر الجليل الأنبا إرميا نائبا عن قداسة البابا تواضروس ، وعن محافظة البيمونتي الإيطالية وعاصمتها مدينة تورينو شارك السيد النائب / روبيرتو روسو نائب المحافظ والوزير المفوض عن الهجرة والشئون القانونية والمجلس التشريعى ، وعن مدينة تورينو شاركت السيدة / تشينسيا كارليفاريز نائبة عمدة المدينة المضيفة للمنتدى.. حضر المؤتمر أيضا السيد/ جان بييرو ليو نائب رئيس لجنة حقوق الانسان بإقليم البيمونتي الإيطالي ومن العراق الدكتور يونس توفيق مدير مركز دار الحكمة الثقافي المصري الإيطالي .. وعن الكنيسة الكاثوليكية شارك القس تينو نيغري نائبا عن الأسقف نوزيليا ممثل قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان ، ومن لندن حضر السيد / مصطفى رجب رئيس اتحاد الجاليات المصرية في أوروبا ، إضافة الى شباب مؤسسة “اميتشي” بيت الثقافة المغربي الإيطالي، إضافة الى شباب جمعية “لوتس” بميلانو والأستاذه ناديه عز الدين الباحثة في شئون الأسرة في ميلانو ، وايضا شباب الفدرالية الإسلامية في إيطاليا..
ومن جانبه أوضح المستشار عدلى حسين أهمية وثيقة الأخوة الإنسانية في الظروف الراهنة حيث انها تدعو الى التسامح والمحبة ونبذ العتف والإلتزام بالحقوق والواجبات ، ومحاربة الفقر والحروب، والآلام التي يعاني منها العديد في مناطق مختلفة من العالم.
ثم قدم الدكتور نظير عياد شرحا عظيما عن كل ماتتضمنه وثيقة الأخوة الإنسانية ، وما تتضمنه من بنود عده:
فالتعاليم الصحيحة للأديان تدعو إلى التمسك بقيم السلام , وأن الحرية حق لكل إنسان
والعدل القائم على الرحمة هو السبيل الواجب اتباعه للوصول إلى حياة كريمة ،و أن الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس، من شأنه أن يسهم في احتواء كثير من المشكلات ، وحماية دور العبادة، من معابد وكنائس ومساجد، واجب تكفله كل الأديان والقيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية ، وأن الإرهاب البغيض الذي يهدد أمن الناس، سواء في الشرق أو الغرب، وفي الشمال والجنوب، ويلاحقهم بالفزع والرعب وترقب الأسوأ، ليس نتاجا للدين ، بل هو نتيجة لتراكمات الفهوم الخاطئة لنصوص الأديان وسياسات الجوع والفقر والظلم والبطش والتعالي، فمفهوم المواطنة يقوم على المساواة في الواجبات والحقوق ، والاعتراف بحق المرأة في التعليم والعمل وممارسة حقوقها السياسية هو ضرورة ملحة ، والحرص على حقوق الأطفال الأساسية في التنشئة الأسرية، والتغذية والتعليم والرعاية، واجب على الأسرة والمجتمع،و أن حماية حقوق المسنين والضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة والمستضعفين ضرورة دينية ومجتمعية يجب العمل على توفيرها .. من هنا اكد دكتور نظير على أهمية العمل بتلك الوثيقة ووضعها في حيز التنفيذ ، ويأتي ذلك من خلال التعاون المشترك بين الكنيسة الكاثوليكية والأزهر الشريف، حتى تصل الى صناع القرار العالمي، والقيادات المؤثرة ورجال الدين في العالم ..
وقد اكد الحبر الجليل الأنبا إرميا على ضرورة التعايش السلمي والحرص على تحقيق مفاهيم التسامح والحرية وقبول الآخر ، فالعالم اليوم يحتاج ان يحيي بصدق ، وان يحيي معنى السلام والتعايش السلمي ..وهذا لن يتم الا عن طريق الإقتناع الداخلى والرضا.. فالإسلام ينهى عن الترويع والتخويف ، وأيضا تنادي المسيحية بعدم إهانة أي انسان بأي صورة ..
فنأمل بالمحبة والتسامح أن يتكاتف العالم من أجل التصدى للإرهاب وتحقيق السلام على أساس العدل والمساواة ..
وقد أشار السيد النائب روبرتو روسو نائب محافظ البيمونتى الى ضرورة الحوار البناء والتعايش الجيد بين الجميع دون تمييز وأن يتعلم الشباب المهاجر الى أوروبا لغة البلد التي يعيش فيها و أن يتعرف على قوانين تلك البلاد التي يعيشوا ويعملوا فيها . وفى نهاية مداخلته دعا روبيرتو روسو المؤسسات الدينية ان يعرضوا الوثيقة على القيادات المؤثرة ورجال الدين في العالم كي يتم العمل بها والتعايش من خلال ما ورد فيها ..
أما عن حقوق الإنسان ، فقد جاءت كلمة السيد جان بيرو ليو نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان مطمئنة للوضع في مصر ، حينما قال أنه يثمن الجهود المصرية التي تعمل بجدية على تفعيل واحترام قوانين حقوق الإنسان ، تلك الحقوق التي تعتبر متأصلة في جميع البشر، مهما كانت جنسيتهم، أو مكان إقامتهم، أو أصلهم الوطني أو العرقي، أو لونهم، أو دينهم، و لغتهم، أو أي وضع آخر.
ويضيف جان بييرو مؤكدا أنه لابد أن نحرص على تملك حقوقنا الإنسانية على قدم المساواة وبدون تمييز. ولابد أن تكون جميع هذه الحقوق مترابطة ومتآزرة وغير قابلة للتجزئة.
توالت الكلمات والمداخلات وجاء البيان الختامي مؤكدا الحرص على تفعيل وثيقة الأخوة الإنسانية والعمل بما ورد بها ، وشرح مفاهيم الرسالات السماوية والتعاليم العظيمة الخاصة بها، تحقيقاً لمبادىء القيم الإنسانية وتكريم الأديان ..
واختتم المنتدى الدولى فعالياته بعد انتهاء ورشة العمل التي شارك فيها أعضاء بعض المؤسسات الدينية المشاركة ، وشباب الجالية المصرية والإسلامية في الشمال الإيطالي ..