أخباراقتصاد عربيسياحة وطيران

بيت الحكمة يُناقش “مصر على خريطة مبادرة الحزام والطريق”

كتب:فتحى السايح

عقد صالون بيت الحكمة الثقافي، مساء اليوم الثلاثاء، ندوته الثانية بعنوان “مصر على خريطة مبادرة الحزام والطريق”، بمقر مؤسسة بيت الحكمة بالتحرير، بحضور السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، والدكتور مصطفى إبراهيم نائب رئيس مجلس الأعمال المصري – الصيني، والدكتور أحمد حلمي، أستاذ الاقتصاد بالأكاديمية العربية للنقل البحري، والمترجمة الدكتورة شيماء كمال، رئيس قسم اللغة الصينية بكلية الألسن بجامعة بني سويف، والدكتور أحمد السعيد، الرئيس التنفيذي لمؤسسة بيت الحكمة للاستثمارات الثقافية بالدول العربية والصين، ولفيف من المثقفين.

وأوضح الدكتور أحمد السعيد الرئيس التنفيذي لمؤسسة بيت الحكمة للاستثمارات الثقافية بالدول العربية والصين أن الندوة، عبر مناقشة كتاب “الحزام والطريق.. ماذا ستقدم الصين للعالم؟”، تركز على الاستفادة المتبادلة بين مصر ومبادرة الحزام والطريق، وما يمكن أن يقدمَه كل منهما للآخر، وكيف يمكن لمصر تحويل المبادرة إلى فرصة لتعظيم الاستفادة منها، والمحاذير التي يجب عليها أن تتوخاها، والسلبيّات التي يمكن أن تتعرضَ لها وكيفية تلافيها في حال وجودها؛ كما تتناول أهمية أن تكون مصر لاعبًا فاعلًا بالمبادرة، ويكون لديها القدرة على التأثير الايجابي في المبادرة ككل، وألا تكون مجرد عضو من 170 عضوًا.

وقال السفير محمد العرابي وزير الخارجية المصري الأسبق، إن هناك رؤية مشتركة بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، التي ظهرت في الدعم القوي المتبادل، وتوافق الرؤى بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والرئيس الصيني شي جين بينغ، التي بدت في ما تجاوز الخمس زيارات بين الرئيسين وعزمهما على تحقيق مبادرة إعادة إحياء طريق الحرير، سواء عن طريق الدعم المالي أو حركة التبادل التجاري النشطة بين البلدين.

وأضاف العرابي، أن البلدين يسعىان لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والشاملة والتفاهم المشترك، وأن الصين تجاوزت مرحلة الدولة النامية رغم قولها بأنها لازالت كذلك، وأن مصر تسعى إلى التحرر الاقتصادي من براثن الدول الكبرى ما فعلت الصين.

وقال لي دونج، المستشار السياسي والإعلامي لسفارة الصين بالقاهرة: نحن نعمل دوما على تعزيز التعاون بين البلدين، خاصة في تلك الفترة التي نسعى فيها جميعا إلى التنمية ورفع مستوى المعيشة للشعبين، مثمنا كتاب “الحزام والطريق.. ماذا ستقدم الصين إلى العالم”، الذي يناقشه الصالون اليوم، مشيرا إلى قيمة الجهد المبذول في ترجمته.

وأضاف دونج أن الرئيس الصيني أكد مرارا أن مصر من أهم الدول التي انضمت للمبادرة لما لديها من إمكانيات ضخمة وثقل سياسي واقتصادي قوي.

وتابع، نحن نتحدث كثيرا عن تسارع النمو في التبادل التجاري، وكل دولة تحاول احتلال أسواق الآخرين والصين دون ضغط فتحت أسواقها إلى العالم أجمع، حيث تم الاتفاق في نوفمبر الماضي على تبادل بأكثر من 40 مليون دولار، وعندما نشهد المنتجات الثقافية والسياحية المصرية في الصين نشعر بقيمة هذه المبادرة التي ترفضها دول اخرى وترى الصين منافس قوي فيستخدمون كل الوسائل لإفساد هذا التعاون.

وقال الدكتور مصطفى إبراهيم، نائب رئيس مجلس الأعمال المصري – الصيني، إن مصر تحتفظ لنفسها بكافة أنواع التعاون الاقتصادي مع الصين، وهي كذلك من تقود التعاون الاقتصادي الأفريقي مع الصين، التي استغلت فكرة إحياء طريق الحرير مرة أخرى من أجل تحقيق مكاسب كبيرة للطرفين وهذه هي عادة الصينيين، والعمل معا يتفادى الكثير من المشكلات مع تحقيق المصالح المشتركة.

وأضاف إبراهيم، أن فكر الرئيس الصيني يشمل فتح باب التعاون على مصراعيه مع كافة دول العالم، وفي المنطقة تعد مصر هي الطرف الأقوى والأهم في تلك العلاقة وهو ما بدا في الزيارات المتبادلة بين الرئيسين.

وعلّق الدكتور عبدالعزيز حمدي، رئيس قسم اللغة الصينية بجامعة الأزهر: ما زالت المكتبة العربية معرفتها شاحبة بالخطط الصينية، ويجب إضافة المزيد من الترجمات حتى يمكن أن ندرك أهمية هذا، لافتا إلى أن العبء يقع على المترجمين ودارسي الصينية.

وتابع: لا بد من أجل فهم الصين أن نعود للتاريخ وارتباط الحضارتين الفرعونية والصينية وعدم وجود ما يعكر صفوها، ولم يحدث أن تم تعكير هذه العلاقة، وبداية العلاقات من عام 1008 في فترة أسرة سونج في الصين ودولة المماليك في مصر، حيث أرسل السلطان وقتها هدايا للإمبراطور الصيني وشارك في احتفالات الصين، وهي أول علاقة دبلوماسية مسجلة بين الدولتين، الآن يتم إعادة طريق الحرير الذي تم تأسيس دول عليه قبل إنشاء الدول نفسها، فالآن يتم تحديث المبادرة بما يتناسب مع العولمة والوضع الحالي.

ويُعَدّ “صالون بيت الحكمة الثقافي”، أول صالون ثقافي مصري، مهتم بالشأن الصيني ومناقشة تطوراته في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والثقافية والأدبية والاجتماعية.

والصالون أيضًا نافذة للتعرف منها وخلالها على الصين في مختلف المجالات، والوقوف على نقاط القوة في التجربة الصينية، وكيفية الاستفادة منها في مصر والمنطقة العربية، وكذلك التعرف عن قرب على الثقافة الصينية والنموذج الصيني في الحكم والسياسة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأوضح أن “صالون بيت الحكمة الثقافي” يعقد دوريًّا في الثلاثاء الأول من كل شهر، بمقر المؤسسة، مشيرًا إلى أنه قد يعقد بعض جلساته خارج المؤسسة؛ بهدف تعميم الاستفادة ونشر الثقافة الصينية.

وتأسست مؤسسة بيت الحكمة للاستثمارات الثقافية بالدول العربية والصين تباعًا منذ عام 2013؛ بهدف العمل على بناء جسر تعاون ثقافي إنساني حقيقي وعادل بين الشرق والشرق، من خلال فروعها بكل من الصين والإمارات والمغرب، وتتعاون بيت الحكمة مع أكثر من 75 دار نشر صينية في تعريب ونشر أكثر من 500 عنوان من الصينية للعربية، وأكثر من 50 عنوانًا من العربية للصينية