أخباراتصالات وتكنولوجيا

14 مدينة جديدة في مصر جاهزة للتحول إلى عالم المدن الذكية بفضل «مراكز البيانات»

كتبت – اية حسين

أكد المتحدثون في جلسة «الطلب المتزايد على مراكز البيانات»، التي تقام ضمن فعاليات الدورة الـ 23 لمعرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا Cairo ICT، الذي يعقد في الفترة من 1 إلى 4 ديسمبر 2019، بمركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة، تحت شعار “The Digital Experience”، على إسهام صناعة مراكز البيانات في تعزيز حضور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومساهماته في بناء الاقتصاد، خاصة أن صناعة مراكز البيانات تشهد نموًا مطردًا في ظل التوقعات بتجاوز معدلات نمو الصناعة نسبة 12% سنويا حتى 2022.

في بداية الجلسة قال محمد شاهين، نائب رئيس شركة «شنايدر إلكتريك» لقطاع المشروعات ومصنعي اللوحات بمصر وشمال أفريقيا، إن هناك توجها مصريا على أعلى مستوي للاستثمار والاهتمام بمراكز البيانات، مشيرًا إلى المزايا التنافسية التي تمتلكها مصر والتي تؤهلها لتصبح مركزًا إقليميًا لصناعة مراكز البيانات ومنها امتلاك مصر 9 كابلات بحرية بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي وهو ما يوفر لها فرصة كبيرة للتركيز على نمو الصناعة.

وأشار شاهين إلى ضرورة وجود تشريعات وقوانين تحكم وتنظم هذه الصناعة في ظل التوجهات الدولية لنمو الصناعة واسهامها في النمو الاقتصادي، متوقعاً أن يتضاعف النمو لمراكز البيانات في منطقة الشرق الأوسط ومصر، مؤكداً أن شنايدر إليكتريك هي الشركة الأولى عالمياً في قطاع تكنولوجيا المعلومات ومراكز البيانات، وحلول شبكات الأعمال والمنازل ولديها خبرة كبيرة تمتد لـ 32 عامًا.

وأوضح نائب رئيس شركة «شنايدر إلكتريك»، أن جميع القطاعات بمختلف أشكالها تتطور رقميًا، كما أن مع التطور التكنولوجي والتوجهات العالمية الحديثة مثل إنترنت الأشياء يتطلب وجود مراكز بيانات على أعلى مستوى، وفي مصر نجد مشروعات ضخمة لإنشاء أكثر من 14 مدينة جديدة من المفترض أن تصبح ذكية مما يتطلب توافر بنية تحتية بمعايير تخدم الصناعة، مشيرًا إلى أن الهدف الرئيسي للشركة هو تقديم حل متكامل للاستفادة من مراكز البيانات لخدمة القطاعات المختلفة، وأن تصبح هذه القطاعات ذكية، وهو الأمر، الذي يتطلب توافر عناصر تأمين البيانات بالشكل الأمثل مع الأخذ في الاعتبار ضرورة استخدام أقل طاقة ممكنة.

في سياق متصل قال محمود بدوي، رئيس قطاع الخدمات التكنولوجية، بشركة IBM العالمية، إن الاستثمار، الذي نراه حاليًا في تطوير البنية التحتية يدل على أننا نسير على الطريق الصحيح للوصول إلى أفاق تكنولوجية تنعكس على كافة المجالات، ولدينا فرص واعدة جدًا فيما يتعلق بصناعة مراكز البيانات، مشيرًا إلى أن الشركة تحاول نقل المعرفة والتجارب العالمية لزيادة كفاءة استخدام مراكز البيانات بالشكل، الذي يخدم الصناعات المختلفة فضلا عن أن مصر تمتلك مراكز للبيانات الضخمة مؤمنة بالشكل الكافي.

وأضاف بدوي أن صناعة مراكز البيانات لا تزال تحتاج إلى مجهود كبير واستثمار في تطوير الكوادر، التي ستقود عملية استغلال تلك مراكز البيانات، مما سيخلق فرص واعدة للاستثمار في مصر، الأمر الذي سينعكس على معدلات النمو الاقتصادي وتوفير العديد من فرص العمل.

من جهته شدد أحمد عبدالعزيز، كبير مهندسي التكنولوجيا بشركة دل، على ضرورة الاستفادة من التجارب العالمية المعنية بصناعة مراكز البيانات لتجنب التحديات، التي تصاحب تلك الصناعة فضلا عن البدء في تطبيق وإنشاء مراكز البيانات في المؤسسات والشركات والمصانع الكبرى واستغلال التكنولوجيات الحديثة مثل تقنيات الجيل الخامس لتكون نواه لنمو تلك الصناعة، والتي ستوفر فرص جيدة في مختلف القطاعات.

وأشار عبدالعزيز إلى أن شركات التكنولوجيا الكبيرة تعد مصدر الطاقة الأساسي في العالم خلال هذا العصر وذلك لاستطاعتهم استخدام مصدر الطاقة الجديد وهي البيانات مقارنة بالعصر السابق، التي كان مصدر الطاقة به هو البترول، وأن مصر لديها من الإمكانيات التي تسمح بتطبيق ذلك بشكل ناجح، حيث تتعاون دل تتعاون مع مختلف الجامعات في عملية تأهيل الطلبة وحديثي التخرج ليكونوا قادة تشغيل هذا القطاع.

أوضح نك تانزي، رئيس شركة GPX، أن الهدف الرئيسي من إنشاء مراكز البيانات هو التحكم في البيانات والمعلومات وتحليلها للاستفادة منها بالشكل، الذي يخدم القطاعات الأخرى، وأن مراكز البيانات تعتمد على أكثر من نطاق رئيسي ومنها الحوسبة السحابية والشبكات وتأمين المعلومات، وغيرها من الأدوات، التي تساهم في الخروج بمشروع لمراكز البيانات على أعلى مستوى، ولفت لأهمية صناعة مراكز البيانات مع ضرورة الاهتمام بها باعتبارها ركيزة أساسية من ركائز التحول الرقمي الذي تتبناه الدولة المصرية.

وفيما يتعلق بالتحديات، التي تواجة صناعة مراكز البيانات قال «تانزي» إن العالم يخوض سباقًا حقيقيًا بين الشركات العاملة في مجال الأمن المعلوماتي و«الهاكر»، مشيرًا إلى أن هذا السباق لن ينتهي أبدًا ورغم ذلك فإن حلول تأمين البيانات والمعلومات ما هي إلا عامل مهم ورئيسي في تحليل الأعمال اعتمادًا على البيانات المتوفرة.

من جهته أكد المهندس بسام زكي، نائب رئيس شركة فايبر مصر، أن هناك تركيزًا واهتمامًا كبيرًا من الحكومة للإسراع بمنظومة التحول الرقمي والمشروعات التي تعتمد علىها مثل العاصمة الإدارية الجديدة، خاصة أن هناك مشروعات قائمة في الوقت الحإلى تقدر فيها الاستثمارات بمئات الملايين لذلك نستطيع القول أن هناك نموا ملحوظا في خطط التحوّل الرقمي.

وأشار زكي، في ختام الجلسة، إلى أن تأمين البيانات والمعلومات يعد عنصرًا غاية في الأهمية ويمثل تحديا أمام القائمين على الصناعة فضلا عن ضرورة العمل على تخفيض التكلفة الخاصة بالطاقة المستخدمة لذلك تعمل فايبر مصر على توفير التكنولوجيا الجديدة، التي تساهم في خفض انبعاثات الطاقة الناتجة من مراكز البيانات خاصة وأن مشغلي مراكز البيانات يرون أن هذا تحدي كبير لديهم فيما يتعلق بالجزء الخاص بالطاقة، وأن ملف إنشاء واستغلال مراكز البيانات أصبح إجباريًا وليس اختياريًا وذلك يعتمد على الخطط المطروحة وعملية إدارة الشبكات الداخلية مما ينعكس على مدى تلبية احتياجات العملاء.

يشار إلى أن الدورة 23 لمعرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا Cairo ICT انطلقت في الفترة من 1 إلى 4 ديسمبر 2019 بمركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة، تحت شعار “The Digital Experience”.
ويتمتع المعرض بمكانة إقليمية ودولية مرموقة كونه مصدر الإلهام الأكبر للمهتمين بقطاع التكنولوجيا والاتصالات على مدار أكثر من 20 عاما منذ إطلاقه لأول مرة عام 1996، وقد حظى Cairo ICT باهتمام ورعاية شخصية من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، الذي أسبغ رعايته على المعرض خلال آخر 5 دورات، وافتتح فعالياته بنفسه 4 مرات متتالية، وأطلق من خلاله عدة مبادرات محلية وإقليمية لدعم خطط واستراتيجيات التحول الرقمي في مصر ودول الشرق الأوسط وإفريقيا.
وتضم النسخة الثالثة والعشرون من Cairo ICT مجموعة من المعارض والمؤتمرات المتخصصة، منها المعرض والمؤتمر الدولي لتكنولوجيا النقل “Trans MEA 2018″، والدورة السادسة لمعرض ومؤتمر التكنولوجيا المالية والشمول الرقمي “PAFIX”، والدورة الخامسة لمعرض ومؤتمر “الأمن والسلامة الدولي DSS – “، والدورة الخامسة لمؤتمر المدن والمجتمعات الذكية Intelli-Cities، وملتقى الابتكار Innovation Arena” الذي يقام في نسخته الرابعة، والدورة الثانية من “قمة الحكومات للتحول الرقمي” (Dot-Gov MEA).