أخباراتصالات وتكنولوجياتأمين

جيل الألفية مهيأ لسد فجوة الكفاءات الإلكترونية بالمنطقة بمجال الأمن السيبراني

كتبت – اية حسين

كشفت بوز ألن هاملتون، في دراسة حديثة حول القوى العاملة في مجال الأمن السيبراني، أن جيل الألفية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يمتلك الإمكانات لحل مشكلة النقص الكبير الحاصل في مجال الكفاءات الإلكترونية في المنطقة في حال أدرك القطاع إمكاناتهم واستفاد منها.

وأشارت الدراسة إلى نقص بلغ حجمه 2.9 مليون متخصص في مجال الأمن السيبراني عالمياًَ. وتبرز هذه الفجوة أيضاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث تفتقر المؤسسات في بعض الأحيان إلى فهم متطلبات الأمن السيبراني، فيما تجد الشركات صعوبة في دعم الموظفين الجدد بالتدريب اللازم، بينما يصعب العثور على الكفاءات المؤهلة. ولكن نظراً لكون المنطقة تضمّ نسبة كبيرة من المجتمعات الشابة في العالم وأعلى معدلات بطالة الشباب فيها، تبرز فرصة هائلة لإشراك جيل الألفية بشكل أفضل في القوى العاملة الإلكترونية.

وقال نائب الرئيس التنفيذي في بوز ألن هاملتون سهيل مقدّم: “تشير بيانات البنك الدولي إلى أن جيل الألفية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يشكّل حوالي ثلث إجمالي السكان وأكثر من 50% من القوى العاملة. لذا، هناك فرصة كبيرة لتسخير الإمكانات غير المستغلة لهذا الجيل. علاوة على ذلك، باعتبارهم من أبناء زمن الرقمية، يتمتع العديد منهم بالذكاء التكنولوجي بنسبة عالية، ما يؤهلهم للتأقلم والتطوّر بسرعة في مهنة مرتبطة بالأمن السيبراني مع تدريب مناسب ومستمر أثناء فترة عملهم”.

كما أظهرت الأبحاث أن مهنة الأمن السيبراني تتماشى مع الدوافع المهنية لجيل الألفية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك القدرة على التعلّم المستمر وضمان حياة مهنية ناجحة، ولطالما عُرفت بكونها تركز بشكل رئيس على التطوير المهني المستمر مع تقديم شهادات قيّمة في القطاع، وتوفير أعمال جذابة تتطور لمواكبة بيئة التهديد المتغيرة باستمرار، وفرص التقدم الوظيفي، والرواتب العالية.

الفرص والمحفزات الوظيفية قائمة، لكن عملية الإعداد والمشاركة بشكل أفضل ستحتاج وقتاً طويلاً لجذب شباب الألفية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للانضمام إلى القوى العاملة في مجال الأمن السيبراني في المستقبل. هناك حاجة لتضافر الجهود لتصميم حملات توعية إلكترونية موجهة لتعزيز قيمة الموظف في مجال الأمن السيبراني وجذب جيل الألفية من خلال التعاون بين الحكومات وأرباب العمل والأوساط الأكاديمية.

وأشارت الدراسة إلى أن دولة الإمارات أحرزت تقدماً ملحوظاً في تأسيس إطار عمل وطني للأمن السيبراني، يهدف إلى إنشاء بنية تحتية إلكترونية آمنة ومرنة في الدولة. وتهدف الاستراتيجية إلى تشجيع أكثر من 40 ألف طالب على ممارسة مهنة في مجال الأمن السيبراني، وهذه خطوة إيجابية لاستحداث قوة عاملة ممكّنة رقمياً في المستقبل.