أخبارمقال

الشيخ احمد عبد العزيز امام حضرة الاشراف المهدية تاريخ وذكريات ..

الشيخ احمد عبد العزيز امام حضرة الاشراف المهدية تاريخ وذكريات  ..

لله رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا
لله ما أعطي ولله ما اخذ
انا لله وانا اليه راجعون .
في رعاية الله وفي كفالة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم وشفاعته وعنايته وفي قلب وروح وعين حب الحبيب المحبوب سيدنا ومولانا وحبيبنا سيدنا صلاح الدين القوصي رضي الله عنه وأرضاه
ان العين لتدمع
وان القلب ليحزن
وانا لفراقك ياسيدي احمد عبد العزيز لمحزونون
ونثق بالله ونشهد لكم انكم اديتم الامانه وحفظتم العهد وكنتم أهل البر والوفاء بالسكينة والطمأنينة التي شعت من قلبكم وروحكم وجوارحكم والمستمدة من رضي شيخنا الجليل سيدي صلاح الدين القوصي رضي الله عنه وأرضاه وانوار الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم

كان انتقال سيدنا ومولانا الشيخ صلاح الدين القوصي حدثا جللا … فلقد اعتاد أتباعه ومريدوه ومحبوه على وجوده الجسدي بينهم وعلى تواصلهم معه تواصلا مباشرا يتلقون منه ما وسعهم التلقي ويفصل هو فيما يعرض لهم من شئون دينهم ودنياهم … وكان لهم فيه الكفاية أبوة روحية مادية ومعنوية.

أحدث هذا الانتقال عند الكثيرين ما يشبه الفجوة أو الفراغ حيث لم يكن بوسع الكثيرين أن يدركوا – على الرغم من تصريح الشيخ قبل انتقاله ” كل فيما أقمته فيه وأنا متولي اﻷمور” – لم يكن بوسع الكثيرين إدراك كيفية إدارة اﻷمور على هذا النحو الروحي

وكان سيدنا القوصي قد أوكل أمر الحضرة إلى سيدنا السيد / أحمد عبد العزيز وأبلغنا سيدنا القوصي وقتها -في النصف اﻷول من تسعينات القرن الماضي – بأن هذا هو اختيار رسول الله صلي الله عليه وسلم لنا.

وقام سيدنا أحمد عبد العزيز منذ ذلك التكليف بمهام الحضرة خير قيام على الرغم من بعد سكنه ومهما كانت حالته الصحية ومهما كانت حالة الجو حر صيف أو برد شتاء وعلى الرغم من كثافة الحضرات في مناسبات المولد النبوي والموالد الكبرى وشهر ذي الحجة وغيرها
وكان الشيخ حريصا تمام الحرص على أن يقيم الحضرات على النحو الذي رسمه الشيخ لفظا وطريقة.

ثم كان إعلان الشيخ القوصي أنه قد أعطى للسيد أحمد ما أعطي إليه وذلك على مسمع ومرأى منا
وولاه شئون المائدة وهي احتفال رمضاني يومي عظيم .. كان الشيخ القوصي يتفرغ له بالكلية أعظم قيمته الروحية عنده وﻷنه يراها حضرة محضورة. .. يرى فيه اﻷولياء واﻷنبياء وتحفها الملائكة المقربون وعباد الله الصالحون فهي مائدة رسول الله صلي الله عليه وسلم
فقام سيدنا أحمد على المائدة أدارها بمدد سيدنا القوصي على الوجه اﻷتم مترسما خطى الشيخ

اتسم سيدنا أحمد بالانضباط الشديد وذلك في شئونه وإدارته للأمور فكان مع نفسه صارما وآخذا نفسه بالشدة
أما معنا … فالله الله الله
كان هينا لينا …. أدرك ضعفنا وقلة حيلتنا فاتسع صدره للشاكين وعذر المقصرين وكان حريصا على المحبة وبقاء الود بين الإخوة … التف حوله الجميع واتفقوا على محبته
رضي الله عنه وأرضاه
أحب الله فينا
فخاف علينا أن نضل …
وفعل ذلك حانيا …
كنا في حضنه الدافئ …
كطفل عابث في شارب جده
ولحية جده
ونظارة جده
وعصا جده
والجد يداعبه متبسما راضيا
والجد نظره إلى ربه …
دائم الدعاء للأسباط واﻷحفاد
يعلم ضعفهم ويتغاضى دون تفريط
ويسامح ويعفو …. فكأنه ممن قيل فيهم
“يكاد عفو الوالد يسبق ذنب الولد”
ما استخدم عصاه إلا ليتوكأ عليها أو ليدفع بها ضرا
وما رد يدا امتدت إليه إلا بخير
وما كان نظره إلا ضمة المحب
وما كان تبسمه إلا عطاء الطمأنينة واﻹحسان
رحم الله سيدنا أحمد عبد العزيز وجزاه عنا خيرا واسكنه فسيح الجنات مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا
——————
فتحى السايح – محمد خيرى
الاشراف المهدية