أخباراتصالات وتكنولوجياسياحة وطيرانعام

ضمن فعليات “فيرست جلوبال”الاناناس” يستعرض تطبيقات الذكاء الاصطناعي

كتبت – اية حسين

تشكل العديد من الجامعات الأسترالية اليوم خزاناً بحثياً عالمياً للدراسات العلمية والبيئية والأوراق البحثية التي تقترح حلولاً جديدة ونوعية باستخدام الذكاء الاصطناعي للمشكلات التي تواجه المحيطات والبحار على الكوكب.

من دولة “قارّة” تحيطها البحار والمحيطات من أربع جهات، جاءوا في رحلة استغرقت 14 ساعة، أحضروا أجهزتهم المحمولة وهواتفهم الذكية التي لا تفارقهم مشحونين بالشغف بالتعلم لتطوير الروبوتات وتوظيف أدوات الذكاء الاصطناعي، ومتسلحين بخبرات كبيرة في التعامل مع تحديات البيئة، وبشكل أخص تلوث المحيطات.

 

يسمّون أنفسهم الأمة البحرية لأن كل مدنهم الرئيسية قامت على السواحل، فالبحر هو نافذتهم اليومية التي يطلون منها على العالم. هم الفريق الأسترالي المشارك في بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي “فيرست جلوبال” بدبي، التي تستضيف أكثر من 1500 طالب وطالبة من أكثر من 190 دولة يتنافسون في الفترة من 24 – 27 أكتوبر الحالي، لابتكار حلول وبرمجيات تساعد على التصدي للتحديات التي تواجه البيئة وخاصة المحيطات.

في حوار معه، يضحك مشرف الفريق ريان ماربل قائلاً إن هناك مثلا أستراليا يقول: “حين تسوء الأمور عليك بالأناناس”، مؤكداً أن الفريق الأسترالي اختار اسم الأناناس لأن الأمور ساءت على مستوى تلوث المحيطات، وهي بحاجة إلى فرق شبابية متحمسة ومتمكنة تبتكر حلولاً مبتكرة للمشاكل التي تهدد الحياة البحرية وتوظف التكنولوجيا التي يتقنونها في دعم حماية البيئة.

ويقول ماربل إن الجامعات الأسترالية تعمل اليوم على تطوير العديد من المبادرات على المستويين الوطني والدولي التي تستخدم الروبوتات لمراقبة أحوال المحيطات لتوفر مستقبلاً قاعدة بيانات ضخمة، يتم تحليلها باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي التحليلي لابتكار أفضل الحلول للتعامل مع المخلفات التي تعبر المحيطات وخاصة تلك التي تحتاج إلى مئات السنين كي تتحلل مثل اللدائن، بما يقلل المخاطر والأخطاء البشرية رغم أهمية العامل البشري في التحكم في هذه التطبيقات الذكية.

ويرى مشرف الفريق الأسترالي وأعضاء الفريق المكون من طلبة من الصفين التاسع والعاشر يشاركون في المنافسة العالمية بدبي للمرة الثالثة بعد مشاركتين في العامين الماضيين في الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك..

 

ويرى ماربل أن أفضل ما في هذه المسابقة أنها تستضيف مشاركين من مختلف أنحاء العالم بهدف واحد هو إنقاذ الكوكب باستخدام التكنولوجيا، ولعل ما يميز هذه البطولة في دبي برأيه هو حسن تعامل جميع الفرق وثقافة التعاون التنافسي بين المتسابقين، وتقديم المساعدة والعون والدعم لكل من يحتاجه، وهو ما يحقق بالمحصّل نتائج أفضل للجميع.

 

ويؤكد الفريق الأسترالي أهمية تثقيف وتوعية الناس بالدور الإيجابي للذكاء الاصطناعي في تشكيل معالم مستقبلنا كبشر إذا توفرت الحوكمة السليمة التي توجّه تطبيقاته في الاتجاه الصحيح، وصولاً إلى تصميم أنظمة ذكية ومن ثم واعية تستطيع اتخاذ القرارات السليمة وفقاً للبرمجة الدقيقة التي دخلت في تصميمها.

 

وتضم أستراليا الحيد المرجاني العظيم الأكبر من نوعه الذي يمتد على مسافة أكثر من 2300 كيلومتر على مساحة أكثر من 344 ألف كيلومتر مربع، وهو أضخم تجمع مرجاني في العالم. لكنه يتعرّض لأخطار عديدة أبرزها التغير المناخي والتلوث بالمخلفات البلاستيكية والنفايات غير العضوية والاحتباس الحراري وارتفاع حرارة مياه المحيطات التي تتسبب بظاهرة تبييض أو تصحّر الحيد المرجاني بشكل متسارع يهدد الحياة البحرية في تلك المنطقة.