١٢ دولة فقط نجحت في تصنيع مشتقات بلازما الدم .. ومصر تتبعهم

كتب – نبيل زغلول

مشروع مصر القومي لتجميع وصناعة مشتقات البلازما ، والتي تعتبر من أثمن وأدق مجالات التصنيع البيولوجيي في العالم، وذلك عبر شراكة مع شركة “جريفولز” إسبانية تُعد من الأهم في العالم، وبواسطة شركة “أكديما” المملوكة للدولة المصرية وبنك الاستثمار القومي.

يتم إنشاء المصنع على مرحلتين الأولى إنشاء مراكز لجمع البلازما، والمرحلة الثانية إنشاء مصنع لتصنيع البلازما بتكلفة 100 مليون دولار، وسيتم تجميع البلازما لهذا المصنع من خلال 12 مركزا بمحافظات الجمهورية، تابعا لوزارة الصحة والسكان المصرية، كما سيتم العمل بالتوازي على إنشاء مصنع لتصنيع البلازما على أرض مصر.

ويستهدف المشروع تحقيق الاكتفاء الذاتي من مشتقات البلازما، حيث سيضم مقر تجميع البلازما 20 سريرا للتبرع، و20 ماكينة فصل بلازما، وستتولى الممرضات الإشراف على أسرة التبرع، وتشرف كل ممرضة على 4 أسرة، وتوفير مساعد لكل ممرضتين، بحيث يخضع مركز تجميع البلازما للمواصفات والمعايير الدولية لتصنيع البلازما.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد وجه ببناء مصنع لمشتقات الدم، والاستفادة من الخبرات العالمية، فيما يخص تنفيذ مشروع جمع وتصنيع البلازما في مصر، بما يسهم في امتلاك القدرة والتكنولوجيا لتحقيق الاكتفاء الذاتي على مستوى مصر.

ويعتبر مصطلح مشتقات بلازما الدم خاصًا للغاية، كما أنه غريب بنسبة كبيرة على الكثيرين، لذا نحاول فى السطور التالية توضيح المصطلح، ودور تلك المشتقات فى علاج الأمراض الخطيرة التى تُصيب تركيبة الدم فى جسم الإنسان.

بلازما الدم هى إحدى مكونات الدم، عبارة عن مادة سائلة شفافة تميل إلى الإصفرار، وتشكل حوالى 55% من إجمالى حجم الدم فى جسم الإنسان، ولها دور مهم فى انتقال الماء والأملاح والمواد الغذائية، مثل السكريات والفيتامينات والهرمونات وغيرها.

استخدام مشتقات البلازما فى علاج أمراض الدم عملية معقدة للغاية، إذ تتم تجزئة البلازما إلى مكوناتها لغرض استعمال تلك المكونات حسب الحاجة إليها.

ومن بين تلك المكونات المهمة والحيوية، محلول الألبومين “Albumin solution” الذى يتم الحصول عليه عن طريق تجزئة كمية كبيرة من البلازما المُجمعة، ويُستخدم محلول الألبومين لعلاج حالات نقص بروتينات الدم، ونقص حجم الدم الناتج عن الحروق، وكذلك التهاب البنكرياس، وأيضًا علاج حالات الفشل الكبدى الحاد والمزمن.

ويعتبر ما يسمى بـ”الراسب البارد “Cryoprecipitate”، من بين المشتقات أيضًا، وهو الجزء البارد غير الذائب من البلازما، الذى يتم الحصول عليه بواسطة الطرد المركزى، بعد إتمام عملية تميع البلازما الطازجة المجمدة فى درجة حرارة من 1 إلى 6 درجات مئوية، ويستعمل هذا الراسب فى علاج “الهيموفيليا”، وبعض الاعتلالات الوظيفية للصفائح الدموية.

وستكون طاقة مصنع مشتقات البلازما الإنتاجية أكثر من 33 مُستحضرًا، وتسهم فى صناعة أدوية خاصة بمرض الكبد الوبائى والإيدز والهيموفيليا.

مشروع تصنيع مشتقات البلازما قرار يحمل رؤية مستقبلية استراتيجية، لأن مصر كانت تعانى من وجود نقص كبير فى مشتقات الدم، وتستورد كميات كبيرة جدًا من الخارج، ما كان يكلف الدولة عملة صعبة، والشركات فى الخارج تتحكم وتستغل الموقف، وسيسهم إنشاء مصنع المشتقات فى سد العجز وسيلبى احتياجات السوق المحلية.