أخبارصحة

هرمونات السعادة

د. محمد حافظ ابراهيم

 

غالباً ما يرتبط الشعور بالسعادة بالرضا وراحة البال، وينعكس هذا على سلوك الإنسان وتصرفاته، ولا يأتي الشعور بالسعادة من فراغ، فعلى الرغم من أن هناك أحداثاً في الحياة تحاربه، فإنه مطلب وهدف يسعى إليه الجميع. ومع أن السعادة لا تُرى ولا تُلمس، فإن لها مقاييس وأسباباً علمية يمكن للإنسان أن يعمل على تحقيقها كي يشعر العقل والقلب معاً بالسعادة التي تساعد الإنسان على مواجهة مصاعب الحياة بشكل أفضل. وهرمونات السعادة هي أربعة أنواع يفرزها الجسم في مواقف مختلفة، ويشرح في ما يلي كيف تعمل هذه الهرمونات:

 

‏1 – هرمون الإندروفين : وهو «هرمون الرياضة والضحك»، حيث يفرز الجسم الإندروفين عند ممارسة الرياضة، حتى يتغلب على الإحساس بالألم الذي يسببه التمرين، وهذا ما يفسر الشعور بالمتعة بعد ممارسة التمارين. وأضاف أن الضحك كذلك يفرز الهرمون نفسه. والشخص بحاجة إلى قضاء 30 ثانية على الأقل يومياً يمارس رياضة أو يشاهد أفلاماً مضحكة ومسلية حتى يحصل على الجرعة اليومية من الإندروفين.

 

2 – هرمون الدوبامين : وهو «هرمون الإنجاز و التسوق». ففي رحلة الحياة كل شخص يحقق أهدافاً كثيرة، سواء كبيرة أو صغيرة. لذلك الشعور بالإنجاز يزيد من إفراز الدوبامين بنِسَب متفاوتة. وأن الحصول على «التقدير» مقابل إنجاز حققه الإنسان في عمله أو في بيته يولد داخله شعوراً بالفخر وبالتالي الجسم يفرز كميات مناسبة من الدوبامين الذي بدوره يرفع مستوى الشعور بالسعادة. وفي المقابل، فإن الذين لا يلاقون التقدير مقابل إنجازاتهم يصابون بالبؤس والإحباط. وأن كلمة مدحٍ بسيطة أو ثناء بعد مجهود قد يجعلك في قمة السعادة والانتعاش. والدوبامين هو المسؤول عن مشاعر السعادة عند الحصول على وظيفة جديدة، أو عند شراء شيء جديد. وهذا ما يفسر لجوء السيدات إلى التسوق عند الحزن والشعور بالضيق، لتغيير الحالة المزاجية إلى حالة من السعادة.

 

3 – هرمون السيروتونين : هذا الهرمون يختص ب «تناول الشوكولاتة والقهوة ». وطبيعة استجابة الجسم لإفراز هرمون السيروتونين، الذي يتحدد بناء على أفكار الإنسان وسلوكه نحو «العطاء»، خصوصاً عندما يقدم كل ما فيه نفع للآخرين. وهذا غالباً يتحقق عندما يصبح الانسان قادراً على العطاء للآخرين بلا انتظار مقابل من البشر. وان تناول قطعة من الشوكولاتة أو فنجان من القهوة قد يحفز إفراز السيروتونين ويمنحك الشعور بالسعادة.

 

4 – هرمون الأوكسيتوسين : وهو «هرمون الحب والحميمية»، وأنه متعلّق بالقرب ممن نحب بالمصافحة أو العناق. ولذا، ينصح من يضطرب مزاجه بحضن أطفاله الصغار و اصدقائه ليشعروا جميعاً بمشاعر السعادة بسبب إفراز هرمون الأوكسيتوسين.

 

وهناك وصفة يومية للسعادة تعتمد على ممارسة الرياضة أو الضحك وتحقيق إنجازات ولو صغيرة وتقديم نفع للآخرين بأي صورة ولو بسيطة، وكذلك الحرص على عناق أطفالنا وأصدقائنا لتكتمل هرمونات السعادة في أجسامنا.