أخبارصحة

موجة الوباء الثانية لفيروس كورونا الذى سيظل معنا للأبد

د. محمد حافظ ابراهيم

 

كشفت مصادر طبية في بريطانيا عن طبيعة الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد، وذلك من حيث أعمار المرضى وشدة الحالات. وحسبما ذكرت المصادر البريطانية، فإن المصابين بفيروس كورونا في الموجة الثانية لتفشي الوباء، كانوا أصغر سنا مقارنة بمن أصيبوا في الموجة الأولى، هذا إلى جانب معاناتهم على نحو أكبر.

 

حيث وروى ديفيد باروت، البالغ من العمر 19 عاما، والذي زوّد بالأوكسجين بعد إلحاق فيروس كورونا الأذى برئتيه، جانبا من معاناته مع المرض، حيث قال ان الاعراض تطورت لديّ بسرعة كبيرة حتى وجدت نفسي بحاجة ماسّة للأوكسجين، وغير قادر على بذل أي مجهود. وأخشى من أن يؤثر المرض عليّ في المستقبل، فإن حدوث أي تلف في رئتيّ سيكون له تأثير سلبي طيلة حياتي، وقد أكون غير قادر على القيام بالكثير من الأشياء.

 

ووفق الدكتور جون دي فوس الذي يعمل في وحدة كورونا بمستشفى “رويال سوري كاونتي”، فإن الموجة الثانية للوباء تميزت بإصابة أعداد كبيرة من الشبان على شاكلة ديفيد. وبيّن جون  ان المصابون يعانوا بكوفيد-19 خلال الموجة الثانية أعراضا أكثر حدّة، كما أن المرضى هذه المرة أصغر سنا، ويظلون في المستشفى فترة أطول، ولا نستطيع التنبؤ بالتداعيات بعد الشفاء.

وأشار الاحصائيات إلى قفزة كبيرة في أعداد المرضى الذين يتم قبولهم في المستشفى مؤخرا، لافتا إلى أن ذلك يعود إلى مخالفة التدابير الوقائية كتنظيم التجمعات، وخصوصا خلال فترة الأعياد التي مرّت. حيث أظهرت الأرقام الحكومية البريطانية، تسجيل 41346 إصابة جديدة بالفيروس، السبت، نزولا من 55761 الجمعة. وتمثل إصابات السبت أدنى مستوى للإصابات اليومية منذ 27 ديسمبر. ومع ذلك، واصلت الوفيات الارتفاع بوتيرة سريعة إذ جرى تسجيل 1295 وفاة، ليصل العدد الإجمالي إلى  88590. وحذر كريس ويتي كبير الأطباء بالحكومة البريطانية مواطنيه من أن عدد الوفيات اليومية لم يبلغ ذروته بعد.

 

وتطبق بريطانيا إجراءات العزل العام منذ  يناير 2021، إذ أغلقت المدارس والشركات غير الأساسية وطالبت الناس بالعمل من المنازل قدر الإمكان. وفي أحدث تحرك لها للسيطرة على العدوى، اشترطت الحكومة على جميع الوافدين إلى بريطانيا إحضار شهادة تثبت خلوهم من فيروس كورونا فضلا عن الدخول في عزل ذاتي لمدة 10 أيام، بدءا من يوم الوصول.

 

تصريح صادم من رئيس “موديرنا”: كورونا سيظل معنا للأبد: قال الرئيس التنفيذي لشركة “موديرنا”، الدكتور ستيفان بانسل أن فيروس كورونا المستجد، سيظل موجودا معنا إلى الأبد.  وصرح بانسل باننا سنتعايش مع هذا الفيروس إلى الأبد.

 

ورغم التصريح المتشائم، فقد أشار بانسل إلى أنه يعتقد أن لقاح كورونا الذي طوّرته شركته سيكون فعالا ضد الإصابة بأي من متغيرات الفيروس الجديدة المنتشرة في بريطانيا المتحدة وجنوب إفريقيا والبرازيل. حيث كانت وكالة الأدوية الأوروبية، قد أعلنت أنها أعطت الضوء الأخضر لاستخدام لقاح موديرنا الأميركية المضاد لكورونا المستجد. وقالت الهيئة الأوروبية إن وكالة الأدوية الأوروبية أوصت بمنح الترخيص لتسويق مشروط للقاح موديرنا المضاد لكوفيد-19، للحيلولة دون إصابة الاشخاص ابتداء من سن 18 عاما بفيروس كورونا . كذلك أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، موافقتها على منح ترخيص طارئ لاستخدام لقاح “موديرنا”.

 

ويشابه لقاح “موديرنا لقاح فايزر بيوتيك، الذي تم ترخيصه وشحنه لتطعيم أول دفعة من الأميركيين، في ديسمبر 2020. وأهم الاختلافات بين اللقاحين، أن الذي تنتجه “موديرنا” يمكن تخزينه في ثلاجات عادية ولا يتطلب شبكة نقل فائقة البرودة، مما يجعل الوصول إليه أكثر سهولة بالنسبة للمرافق الصغيرة والمناطق النائية.

 

ويحتاج تخزين لقاح “موديرنا” إلى حرارة تتراوح بين 2 و8 درجات مئوية، وذلك لمدة 30 يوما، في حين يحتاج لقاح “فايزر” إلى 60 درجة مئوية تحت الصفر، لتخزينه للمدة نفسها. وكذلك تجاوزت فعالية لقاح “موديرنا” ضد كوفيد-19، 94 في المائة، وتحصل بعد أسبوعين على الأقل من الجرعة الثانية، وفقا لوثيقة صادرة عن لجنة استشارية لااداره الغذاء و الدواء الامريكيه.

 

ومثل نظيره من “فايزر”، يعتمد لقاح “موديرنا” تقنية الحمض النووي الريبي المرسال “mRNA” التي تحفز الجسم على إنتاج بروتينات شبيهة بتلك الموجودة على سطح الفيروس، ليبدأ الجسم بإنتاج الاجسام المضاده المناسبة، التي يمكنها مواجهة الفيروس الحقيقي في حال دخوله الجسم.