أخبارصحة

خفض استهلاك الدهون يحمى من الأمراض ويطيل العمر الصحى  

د محمد حافظ ابراهيم

 

  الطعام الذي نستهلكه يحدد من نحن ويساعد في الحفاظ على صحة جيدة، لذلك يجب أن نراقب كمية الدهون التي نستهلكها لأنها قد تكون داخل الطعام الذي نعتقد أنه صحي. في ظروف المعيشة السريعة، أصبحت التغذيه السريعه مسألة ملحة ، لذلك يتزايد اهتمام الجمهور بالأطعمة التي يستهلكها، وغالبا ما تتم مراقبة مكونات الأغذية والمشروبات من قبل المستهلكين، ويفضل معظم الناس تناول العشاء في المطاعم التي تقدم طعاما نظيفا لزوارها.

 

واوضح الدكتور بيرول سايجي من جامعة بيكوز أن الناس يأكلون ما لا يقل عن 70،000 مرة طوال حياتهم، وهو ما يعادل ما يقرب من 25-30 طن من الطعام، وأن الطعام ليس مجرد وظيفة يومية بسيطة ولكنه أيضا جزء أساسي من صحة الإنسان وسعادته، وأوضح الدكتور بيرول سايجي أن البذور الزيتية خاصة تلعب دورا حيويا في تغذيتنا. بما أن جميع الكائنات الحية تحتاج إلى طاقة للبقاء على قيد الحياة، فإن الدهون هي العناصر الغذائية التي توفر أكبر قدر من الطاقة وانه يجب استخدام الزيوت النباتية. أكد أن 30 ٪ من الاستهلاك اليومي للطاقة يجب أن يأتي من الدهون الصحيه واتباع نظام غذائي صحي.

 

من أجل التغذية السليمة، من الضروري أن تستهلك مستويات الدهون المقترحة والحفاظ على هذا التوازن، لذلك ينبغي إعطاء اللحوم الحمراء ومنتجات اللحوم التي تحتوي على الدهون المشبعة والحليب كامل الدسم ومنتجات الألبان مكانا أقل في النظام الغذائي، ويجب استخدام زيوت الفواكه والخضروات بشكل أساسي.

 

ففي النظام الغذائي، من الضروري خفض كمية الدهون المشبعة، وهي الدهون التي لا تحتوي على روابط ثنائية في تركيبها الكيميائي، فهي مُشبعة بذرات الهيدروجين، وبسبب تركيبها الكيميائي فإنّها تكون في الحالة الصلبة في درجة حرارة الغرفة، ويمكن الحصول عليها من مجموعةٍ متنوّعةٍ من الأطعمة، ومنها اللحوم الحيوانية مثل لحوم البقر، والدواجن، والزيوت النباتية؛ مثل زيت بذور النخيل، أو زيت جوز الهند، ومنتجات الألبان؛ مثل الحليب، والجبن، والزبدة، واللحوم المُصنّعة؛ مثل النقانق، واللحم المقدد، والوجبات الخفيفة المعبأة مسبقاً؛ مثل البسكويت، والمعجنات.

 

كما يجب زيادة كمية الدهون غير المشبعة، والتي تكون في العادة سائلةً في درجة حرارة الغرفة، وتختلف عن الدهون المُشبعة في أنّ تركيبها الكيميائيّ يحتوي على واحدٍ أو أكثر من الروابط الثنائية، ويُقسم هذا النوع من الدهون إلى نوعين، وهما: الدهون الأحادية غير المُشبعة: يحتوي هذا النوع من الدهون غير المُشبعة على رابطةٍ ثُنائيّةٍ واحدة فقط، ويكون سائلاً في درجة حرارة الغرفة، ويمكن الحصول عليه من زيت الكانولا، وزيت الزيتون، ثم الدهون المتعددة غير المُشبعة: ويحتوي هذا النوع من الدهون غير المُشبعة على رابطتين ثنائيّتين أو أكثر، ويكون سائلاً في درجة حرارة الغرفة، ويمكن الحصول عليه من زيت دوار الشمس، وزيت الذرة.

 

شدد الدكتور بيرول سايجي انه لا يجب تجاوز الكميات الموصى بها وأن البذور الزيتية والتي تشمل الجوز، الصنوبر، المكسرات، بذور اليقطين، اللوز، الفستق، بذور السمسم، الفول السوداني، بذور عباد الشمس، غنية بفيتامينات المجموعة بى، المعادن، الزيت، والبروتين، مما يجعل تناول حفنة منها ضروريا لدعم الصحة. قال سايجي أن هناك العديد من الفوائد لهذه الأطعمة الدهنية ومنها:

 

1= الأطعمة ذات الأصل النباتي لا تحتوي على الكوليسترول الموجود في الأطعمة ذات الأصل الحيواني، كما أنه غير موجود في البذور الزيتية مثل الجوز والبندق واللوز والفول السوداني.

 

2= الزيوت النباتيه الطبيعيه: مثل زيت الزيتون وعباد الشمس والسمسم والبذور القطنية والجوز والبندق والفول السوداني وفول الصويا والذرة.

 

3= البذور الزيتية غنية بفيتامينات المجموعة بى: وهى قابلة للذوبان في الماء وهي الثيامين (B1)، الريبوفلافين (B2) النياسين، وحمض الفوليك، وكذلك فيتامين E، أحد الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون.

4 = السيلوز: هو لب قابل للذوبان جزئيًا، وهو يقلل من الضغط داخل القولون، ويزيد من حجم البراز ويساعد في تنظيم نسبة الجلوكوز في الدم وخفض نسبة الكوليسترول في الدم. الأطعمة التي تحتوي على أعلى نسبة من اللب هي البقوليات، تليها البذور الزيتية (اللوز ، والجوز ، والفول السوداني)، ونخالة الحبوب الكاملة والخضروات والفواكه.

5= حمية اللب: هي المكون الرئيسي للمنتجات الغذائية من حيث خلق شعور بالشبع، المكسرات الصلبة (المكسرات والبندق واللوز) غنية باللب، وهي ضرورية لتشغيل الجهاز الهضمي، فهي تلين البراز عن طريق امتصاص الماء ومنع الإمساك، وبسبب محتواها من الألياف القابلة للذوبان، فإن لها تأثيرات إيجابية على الصحة من حيث تنظيم نسبة السكر في الدم ، وخفض مستويات الكوليسترول في الدم والحماية من أمراض القلب والأوعية الدموية.

 

6 = فيتامين (هـ): الموجود بكميات كبيرة في الفاكهة ذات قشرة صلبة، وهى بمثابة فخ للجذور الحرة في غشاء الخلية بتأثير مضاد للأكسدة ويمنع أكسدة الدهون غير المشبعة، والتي تعتبر حيوية لسلامة الخلية، ويساعد هذا التأثير الوقائي، في الوقاية من العديد من الأمراض مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، ويمكن استخدام هذه الأطعمة في النظام الغذائي كبديل للأطعمة مثل اللحوم والبيض في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية بسبب محتواها من الطاقة وخلوها من الكوليسترول.

 

7= معدن البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم : من المعادن المهمة في السيطرة على ضغط الدم، ونظرا لارتفاع نسبة البوتاسيوم والمغنيسيوم وانخفاض نسبة الصوديوم في البذور الزيتية، فقد يكون الاستهلاك اليومي الموصى به فعالا في التحكم في ضغط الدم، ويجب على المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم تناول البذور الزيتية الخالية من الملح.

 

8= أحماض أوميجا (ن -3) الدهنية في النظام الغذائي: تساعد على منع الإصابة بأمراض القلب التاجية، ويجب أن تؤخذ هذه الأحماض الدهنية مع الطعام. يوجد حمض اللينوليك (n-6) في زيت عباد الشمس وزيت الذرة وزيت فول الصويا وزيت الفول السوداني، ويتوفر حمض اللينولينيك (n-3) في الخضروات ذات الأوراق الخضراء وزيت فول الصويا وزيت الجوز والأسماك البحرية الزيتية والمأكولات البحرية، في حين أن الأحماض الدهنية n-3 توجد في المنتجات المائية وحليب الأم، وهي ضرورية لنمو شبكية العين والدماغ. وان أحماض أوميغا 3 مفيدة للصحة الجسدية وأيضا للصحة العقلية حيث أن الالتهاب لا يؤثر على صحتنا الجسدية فحسب، بل يؤثر على صحتنا العقلية أيضًا.

 

أصبحت أهمية أسلوب الحياة المضاد للالتهابات واضحة بشكل متزايد. ووفقًا لبحث جديد ، فإن أحماض أوميغا 3 الدهنية جزء مهم من معادلة الحياه الصحيه .أشارت الأبحاث إلى أن الأشخاص المصابين باضطراب اكتئابي حاد لديهم مستويات التهاب أعلى من غيرهم. لذلك أراد الباحثون معرفة ما إذا كان نوعان من مضادات الالتهاب المعروفة باسم أوميغا 3 يمكنهما الحماية من التهاب الدماغ. وفي الدراسة ارتبط تناول المكملات التي تحتوي على نفس أوميغا 3 بانخفاض أعراض الاكتئاب. وتوضح الدكتوره أليساندرا بورسيني، انها قدمت رؤية جديدة ومثيرة حول كيفية تأثير أحماض أوميغا 3 الدهنية على التأثيرات المضادة للالتهابات التي تعمل على تحسين الاكتئاب، وأنهم يضيفون أن مكملات أوميغا 3 من المحتمل أن تكون ضرورية، من أجل خفض اعراض الاكتئاب.