أخبارسياحة وطيران

الموسيقى المصرية بين الفن و العلم و الأساطير

نبيل زغلول
_______

كان الجيتار المقدس أو قيثارة المعبد ، توقع على أوتارها الألحان الدينية المقدسة أو ما كانوا يطلقون عليها ألحان الوحي السماوي .

و قد نقل اليهود القيثار المقدس و ألحانه إلى معابدهم عند خروجهم من مصر و أستخدموه في طقوسهم و تراتيلهم الدينية ، و أعتبر من الآلات المقدسة التي تصاحب الصلاة و التراتيل كما هو الحال في المعابد المصرية . كما نقلوا أناشيد أخناتون التي تحولت إلى مزامير داود حيث قال النبي داود عليه السلام : ” سبحوه بالطبل و الزمور . . سبحوه بالمزمار و القيثار . . كل نسمة تسبيح للرب ” .

و يتفق ذلك القول مع إحدى برديات تل العمارنة التي سبقتها بأكثر من نصف قرن : ” سبحوه بالموسيقى و الغناء . . سبحوه بالناي و الأوتار . . أن الإله الذي خلق العالم وحده يحب الجمال الذي أودعه فيه ، و إجمل الأصوات صوت الموسيقى و هي تصاحب الترانيم و التراتيل للأله ” .

* أما القيثارة ذات الأوتار السبعة أو قيثارة الفن التي كان يعزف عليها الفنانون و الملحنون فأن أوتارها كانت نواة السلم الموسيقي و النوتة الموسيقية للعالم أجمع .

* لقد ظهرت القيثارات المتطورة بمختلف أنواعها إبتداء من الأسرة الثالثة كما وصلت في قمة تطورها إلى ظهور الكثار ( الهارب ) Harp الذي أطلق عليه ملك الآلات الموسيقية ابتداء من الدولة القديمة ، كما لعب دورا هاما في فن الموسيقى خلال الأسرات الثانية عشرة و الثامنة عشرة و خلال مختلف الأسرات الحديثة .

* و لقد قام أحد المعاهد الموسيقية الألمانية بدراسة مختلف أنواع الآلات الوترية المصرية ، فوجد أن عددها يزيد على أربعين نوعا منها أربعة عشر طرازا للكثار ( الهارب ) وحده تختلف من ناحية الشكل و الحجم و عدد الأوتار . . و قد وصل عدد الاوتار في بعضها إلى ٣٦ وترا .

و كانت الأوتار تصنع من مختلف جلود الحيوانات أو الألياف النباتية بعد معالجتها بإنواع مختلفة من الزيوت و الدهون ، و في الدولة الحديثة أستع وهوملت أمعاء الحيوانات في صناعة الأوتار و هي الطريقة المستعملة حاليا .