أخبارصحة

السهر والنوم والامراض

د. محمد حافظ ابراهيم

 

 

بحث علماء الأعصاب من النرويج في التداعيات المحتملة للسهر طوال الليل، على صحتنا، واعتبروها ليست جيدة على الإطلاق. حيث وجنّدوا 21 شابا يتمتعون بصحة جيدة للخضوع لسلسلة من اختبارات التصوير حيث اشارت إلى انتشار الماء في الجسم وبالتالي صحة الجهاز العصبي. حيث ظل الشباب المتطوعون مستيقظين لمدة 23 ساعة، لتوفير بعض ظروف التحكم، لم يُسمح لهم بتناول الكحول أو الكافيين أو النيكوتين أثناء البحث ، ولم يتمكنوا من تناول أي شيء قبل الفحص .

 

وأشار تقرير إلى تغيرات كبيرة في المادة البيضاء داخل المخ بعد ليلة بدون نوم، ووجد أن الحرمان من النوم مرتبط بانتشار التباين الجزئي . وبعبارة أخرى، تدهور في شبكات الاتصال داخل الدماغ وهو شيء ربما تشعر به بنفسك إذا حاولت في أي وقت تجميع أفكارك بعد ليلة سهر بلا نوم.ولوحظت التغييرات في جميع أنحاء الدماغ، والتي تغطي الجسم وجذع الدماغ والمهاد والمسالك الأمامية والصدغية والجدارية.

 

و استكمل البحث على امكانيه النوم الطويل في الليلة التالية لاصلاح الضرر الذي حدث،. وهناك أيضا سؤال حول مدى مساهمة العوامل الأخرى في هذه التحولات في تكوين أنسجتنا العصبية. حيث اوضح المعد الرئيسي للتقرير،الدكتور توربيورن إلفساشيغن انه ستكون فرضيتي أن التأثيرات المفترضة للحرمان من النوم لليلة واحدة على البنية المجهرية للمادة البيضاء، قصيرة المدى وتتراجع بعد ليلة إلى بضع ليال من النوم الطبيعي. او يمكن الافتراض بأن قصور النوم المزمن قد يؤدي إلى تغيرات طويلة الأمد في بنية الدماغ.

 

حيث لم يُظهر اثنان فقط من ال 21 الخاضعين للاختبار سلوك نمط الدماغ نفسه مثل الآخرين، مما يشير إلى أنه ربما تكون لدى البعض منا او نسبه 10% من أجسادنا محمية بشكل أفضل من آثار الحرمان من النوم.وهذه دراسة صغيرة و غير مؤكده للنتائج التى يجب حذر منها

 

وهناك يبحث الكثير من الباحثين الآخرين ثبت أن الأرق يتداخل مع جيناتنا وكذلك أدمغتنا، لذا فهي مشكلة كبيرة جدا. حيث وجد في عام 2017، باحثون في إيطاليا أن الدماغ يبدأ حرفيا في أكل نفسه عندما لا يحصل على قسط كاف من النوم.

 

توصلت دراسة إلى أن جدول النوم غير المنتظم يمكن أن يزيد من خطر إصابة الشخص بالاكتئاب على المدى الطويلوبالحالات المزاجية السيئة والاكتئاب ، فالحصول على ساعات نوم أقل بشكل عام أو البقاء مستيقظا لوقت متأخر معظم الليالي يسبب هذه الاعراض .وحتى عندما يتعلق الأمر بالامزجه فقط في اليوم التالي، فإن الأشخاص الذين يختلف وقت استيقاظهم من يوم لآخر قد يجدون أنفسهم في حالة مزاجية سيئة مثل أولئك الذين سهروا إلى وقت متأخر من الليلة السابقة، أو استيقظوا في وقت مبكر من ذلك الصباح، بحسب الدراسة.

 

والدراسة، التي أجراها فريق منالمركز الطبي الأكاديمي بجامعة ميشيغان، حيث استخدم بيانات من قياسات مباشرة للنوم والمزاج لأكثر من 2100 طبيب في بداية حياتهم المهنية على مدار عام واحد. حيث عانى المتدربون جميعا، في السنة الأولى لتدريب الإقامة بعد المدرسة الطبية، من أيام عمل مكثفة طويلة وجداول عمل غير منتظمة، التي هي السمة المميزة لهذا الوقت في التدريب الطبي. وهذه العوامل، التي تتغير من يوم لآخر، غيرت قدرتهم في الحصول على جداول نوم منتظمة.

 

ويستند البحث الجديدة إلى البيانات التي تم جمعها من خلال تتبع نوم المتدربين والأنشطة الأخرى من خلال الأجهزة التي يتم ارتداؤها على المعصم، ومطالبتهم بالإبلاغ عن مزاجهم اليومي على تطبيق هاتف ذكي وإجراء اختبارات ربع سنوية بحثا عن علامات الاكتئاب.فأولائك الذين أظهرت أجهزتهم أن لديهم جداول نوم متغيرة كانوا أكثر عرضة لتحقيق درجات أعلى في أعراض الاكتئاب، ولديهم تقييمات مزاجية يومية أقل. وأولئك الذين ظلوا مستيقظين بانتظام ليلا، أو حصلوا على ساعات قليلة من النوم، سجلوا أيضا درجات أعلى في أعراض الاكتئاب وانخفاض في المزاج اليومي.

 

ويقول الدكتور يو فانغ، رئيس الفريق والمؤلف الرئيسي للدراسة، وأخصائي بحث في معهد ميشيغان لعلوم الأعصاب و الدكتوره  كاثي غولدشتاين،أستاذة مشاركة في علم الأعصاب وطبيبة في مركز اضطرابات النوم في ميشيغان ميديسين ان النتائج التي توصلنا إليها لا تهدف فقط إلى توجيه الإدارة الذاتية لعادات النوم ولكن أيضا لتحسين هياكل جداول العمل والنوم .

 

وقالت الدكتوره سريجان سين، الحاصلة على أستاذية آيزنبرغ في الاكتئاب وعلوم الأعصاب وأستاذ علم الأعصاب والطب النفسي ان هذه النتائج تسلط الضوء على اتساق النوم كعامل لا يحظى بالتقدير الكافي لاستهدافه في علاج الاكتئاب والارق . وتؤكد العمل على إمكانات الأجهزة القابلة للارتداء في فهم التركيبات المهمة ذات الصلة بالصحة والتي لم نتمكن من دراستها سابقا على نطاق واسع.

 

كشفت دراسة جديدة انالنوم 5 ساعات أو أقل يزيد من خطر الإصابة بالخرف والوفاة بين كبار السن. حيث ان اضطرابات النوم لدى كبار السن وخطر الإصابة بالخرف والوفاة، مرتبطانبالصحة. حيث توصل الباحثون في مستشفى بريغهام إلى أن خطر الإصابة بالخرف تضاعف بين المشاركين الذين أبلغوا عن حصولهم على أقل من خمس ساعات من النوم مقارنة بمن أبلغوا عن النوم 7-8 ساعات كل ليلة.

 

ووجد الفريق أيضا ارتباطا بين اضطراب النوم وقلة النوم مع خطر الموت بشكل عام.وقالت المؤلفة الرئيسية، الدكتورة ريبيكا روبينز، من قسم النوم والاضطرابات اليومية ان النتائج التي توصلنا إليها توضح العلاقة بين قلة النوم وخطر الإصابة بالخرف وتؤكد أهمية الجهود المبذولة لمساعدة الأفراد الأكبر سنا في الحصول على قسط كاف من النوم كل ليلة.

 

وللتحقيق في العلاقة بين نوعية وكمية النوم وخطر الإصابة بالخرف والموت، استخدمت الدكتورة ريبيكا روبينز بيانات جمعت من كبار السن المشاركين في دراسة اتجاهات الصحة والشيخوخة . وأنها دراسة طولية للذين يبلغون من العمر 65 عاما فما فوق. حيث فحص الباحثون إجابات المشاركين حول عدة خصائص لاضطراب وقلة النوم، بما في ذلك اليقظة، وتواتر الغفوة، والوقت الذي استغرقه المشاركون للنوم، ونوعية النوم (جيد / جيد جدا، معتدل، ضعيف / ضعيف للغاية)، ومدة النوم والشخير.

 

وقال الدكتور تشارلز تشيزلر، رئيس قسم اضطرابات النوم والساعة البيولوجية ان هذه الدراسة تكشف أن نقص النوم، عندما كان متوسط ​​عمر المشاركين يبلغ 76 عاما، كان مرتبطا بمضاعفة خطر الإصابة بالخرف وتضاف هذه البيانات إلى الدليل على أن النوم مهم لصحة الدماغ.وقال المؤلف المشارك في الدراسة، الدكتور ستيوارت كوان، من قسم النوم واضطرابات الساعة البيولوجية  ان دراستنا توضح أن فترات النوم القصيرة جدا والنوم السيء عند كبار السن تزيد من خطر الإصابة بالخرف والموت المبكر. ولذلك يجب أن يكون هناك تركيز متزايد على الحصول على نوم صحي من 6 الى 8 ساعات لدى كبار السن لتجنب خطر الخرف و الموت المبكر .