أخباراقتصاد عربي

أزمة وانقسامات داخل الحكومة الايطالية

 

ايطاليا: أبراهيم يونس

اعلن ماتيو رينزي زعيم حزب “ايطاليا فيفا” أحد أحزاب ائتلاف الحكومة الإيطالية اليوم الاربعاء تصريحاته المؤلمة في وجه الحكومة الايطالية معلنا عجزها الكامل سواء في الميزانية او في ادارة الأزمة المتعلقة بمواجهة تفشي وخطورة كوفيد 19
وقد قرر ماتيو رينزي زعيم حزب “ايطاليا فيفا” رئيس الوزراء السابق استقالة ممثلي حزبه في الحكومة، وهما وزيرة الزراعة تيريزا بيلانوفا ووزيرة الاسرة ونكافؤ الفرص إيلينا بونيتي اضافة الى وكيل وزارة الخارجية إيفان سكالفاروتو.
معلناً أنه قد أحاط رئيس الوزراء جوزيبي كونتي من قبل بشأن الاستقالات في رسالة وجهها اليه.

الامر الذي يهدد حكومة الائتلاف الحاكم الذي يعاني عدم تمتعه بالأغلبية في مجلس الشيوخ.
فمن دون اعضاء حزب رينزي “ايطاليا فيفا” الثمانية عشر في مجلس الشيوخ، يكون الإئتلاف قد افتقد الأغلبيه ، ومن هنا يحتاج رئيس الوزرء “كونتي” الى داعمين جدد في المجلس، أما فيما يتعلق بغالبيته في مجلس النواب فتعتبر كافية الى حد ما.

وجدير بالذكر أن ماتيو رينزي قد انتقد مرارا وتكرارا ادارة جوزيبي كونتي للأزمة الإقتصادية ولأزمة وباء كوفيد-19 ، وعلى الأخص في العمل بإنفرادية وتحفظ ، وعدم وضوح خطة رئيس الوزراء المستقبلية في إنفاق مايزيد عن مئتي مليار يورو سيمنحها الاتحاد الاوروبي لايطاليا في إطار خطتها الضخمة للنهوض بالبلاد وتحسين اوضاع المواطنين فى الظروف الراهنة.
ومن جهته قد تبنى مجلس الوزراء الإيطالي مساء أمس الثلاثاء صيغة جديدة لهذه الخطة ، ولكن وزيرتي حزب “ايطاليا فيفا” التابع لرينزي لم تؤيداها.

وصرح ماتيو رينزي في مؤتمره اليوم الأربعاء أنه لن يسمح لاحد بأن يكون له سلطات كاملة ، ولابد أن يكون هناك احتراماً لقواعد الديموقراطية، مطالبا حكومة كونتي بحلول جماعية عاجلة تليق بحجم الأزمة الحالية ، وايجاد منظومة جيدة للتعليم وفتح المدارس والجامعات ، ورعاية أفضل للأسرة والمحال التجارية والمصالح المختلفة ، فتلك حقوق لابد من العمل على سرعة ودقة تفعيلها مع الإلتزام بالإجراءات الإحترازية..

ومع هذا الخروج والإنفصال عن حكومة الإئتلاف ، إلا أنه استبعد في الوقت ذاته تقديم أي دعم لأحزاب المعارضة اليمينية، وخصوصا حزب رابطة الشمال المتطرف بزعامة ماتيو سالفيني، قائلاً “لن نساهم أبدا في ولادة حكومة مع قوى اليمين التي قاتلنا ضدها”.
واعربت جميع الاوساط السياسية المحلية والخارجية وخاصة الاوروبية عن قلقها الشديد بشان الوضع الحالى والتمزق الخطير داخل الحكومة الايطالية ..
ومن جانبه واجه رئيس الوزراء جوزيبي كونتي بحزم وغضب شديد كل ماصرح به ماتيو رينزى من انتقادات للحكومة الايطالية ، مما دفعه للتوجه الى قصر الرئاسة “الكويرينالي” للقاء رئيس الجمهورية الايطالبة “سيرجو ماتاريللا” والذي ناشد بدوره الاحزاب لايجاد حلول عاجلة ومرضية لجميع الاطراف وعودة الأمور الى نصابها ..